ما حقيقة الوثيقة التي زعم أنها عن اغتيال الشهيد...
الثلاثاء 24 كانون أول - احتيال
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً زعموا أنه لـ "مكتبة فيها كتب بغداد تعود إلى العصر العباسي التي نهبها المغول في منغوليا وكانت مخفية مئات السنين"، إلا أن الادعاء مضلل، والمقطع يعود إلى مكتبة في دير ساكيا في التبت في الصين، ولا علاقة للكتب الموجودة فيها بكتب بغداد.
فارس السوري الأربعاء 20 تشرين أول 2021
الادعاء
نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يُظهر مكتبة ضخمة مليئة بالكتب المصفوفة على جدار مرتفع، زعم ناشروها أنها تظهر "مكتبة في منغوليا فيها كتب بغداد التي نهبها المغول بعد غزوهم لبغداد".
حيث نشرت شبكة العربية المقطع عبر صفحتها (العربية - فلسطين) على فيسبوك بتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر الجاري على أنها "تظهر مكتبة تحتوي على 84000 كتاب كان قد سرقها هولاكو من بغداد".
وحصد الادعاء تفاعلاً ملحوظاً ومشاهدات بالملايين بعدما ساهمت العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بنشره، تجدون عدداً منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
اقرأ أيضاً:
ما حقيقة العثور على إنجيل يوافق ما جاء في القرآن؟
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً باستخدام أدوات البحث مفتوحة المصدر للتحقق من صحة الادعاء المرفق بالمقطع، فتبين أنه مضلل.
حيث أظهرت نتائج البحث العكسي أن المقطع ذاته انتشر بشكل كبير على الشبكة خلال عام 2019، ونُسبت الكتب الظاهرة في المقطع إلى كتب بغداد في العصر العباسي والتي تعرضت للخراب خلال الغزو المغولي لها.
وتبين أن المقطع يعود إلى مكتبة في دير ساكيا في التبت -منطقة ذاتية الحكم داخل الصين- على بعد حوالي 150 كم من شيغاتسي، ثاني أكبر مدينة في التبت، بحسب موقع الصور الأصلية Alamy.
وأظهرت نتائج البحث المقطع المرافق للادعاء منشور بدقة عالية على يوتيوب في 15 كانون الأول/ديسمبر 2019، ويظهر مكتبة في دير ساكيا -وهو مقر طائفة ساكيا، وهي واحدة من المدارس الأربعة الرئيسية للبوذية التبتية- تتكون من رفوف كتب تمتد من الأرض إلى السقف، يبلغ طولها 57 متراً، وارتفاعها 11 متراً، ويقال إنها تضم أكثر من 10000 كتاب مكدس داخل 464 شبكة (ما يعادل 84000 صحيفة بحسب المصادر).
كما تواصل الفريق مع الدكتور إياد سالم السامرائي -وهو متخصص في المخطوطات وعميد كلية التربية في جامعة سامراء سابقاً- لمعرفة حقيقة الادعاء القائل بأن التسجيل المتداول يظهر الكتب التي نهبها المغول عندما غزَوا بغداد، لينفي ذلك مؤكدا أن الادعاء غير صحيح.
وذكر الدكتور إلى أن "المصادر التاريخية أشارت إلى أن معظم الكتب التي كانت في مكتبات بغداد ألقيت في نهر دجلة بعد الغزو المغولي، وأن هذه الكتب هي كتب بوذية".
يذكر أن بعض المصادر أشارت إلى أن بعض الكتب التي كانت في بغداد نقلها نصير الدين الطوسي -المقرب من القائد المغولي هولاكو- إلى مرصد مراغة في إيران، الذي تعرض للدمار فيما بعد دون معرفة مصير الكتب التي كانت فيه.
اقرأ أيضاً:
هل قال بابا الفاتيكان إن الاحتفال بعيد الميلاد جاهلية ولا وجود له بالإنجيل؟
لقاح تأكد:
ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية