هذه الصورة لا تظهر مشاركة سجانة من معتقل صيدنايا ب...
الأحد 22 كانون أول - احتيال
نشرت حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية ادعاءات تربط انتشار فيروس جدري القرود الذي انتشر مؤخراً، بممارسة النشاطات الجنسية بين الأشخاص مثليي الجنس فقط، إلا أن هذا الادعاء مضلل.
نجم الدين النجم الأحد 22 أيار 2022
الادعاء
نشرت حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية ادعاءات، خلال اليومين الماضيين، تفيد بأن فيروس جدري القرود، ينتشر فقط في أوساط المثليين جنسياً أو بسبب النشاط الجنسي المثلي بين البشر.
ونسبت بعض الحسابات تصريحاً قيل إنه لـ"رئيسة وكالة الأمن الصحي في بريطانيا جيني هاريز"، ويزعم أن "جميع الحالات التي تم اكتشاف إصابتهم بفيروس جدري القرود، من المثليين جنسياً".
ونشر أحمد بن حمد الخليلي مُفتي سلطنة عُمان تغريدة عبر حسابه الموثّق في "تويتر"، ربط انتشار الفيروس بالمثلية الجنسية فقط، وورد فيها: "لم يكد العالم اليوم يروج للشذوذ الجنسي تحت شعار المثلية حتى فوجئ بداء (جدري القرود)، تحقيقاً لمعجزة نبينا الذي لا ينطق عن الهوى، وسيتوالى ذلك تباعاً في أصحاب هذه الفاحشة ومن يروّج لها، ما لم ينثنوا عن غيهم ويثوبوا إلى رشدهم". ولقيت تغريدة المفتي الآلاف من الإعجابات وإعادات التغريد.
ما أعظم نبوة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، المؤيد بالمعجزات الباهرة، فما كاد ينذر بشيء إلا ويتحقق في عالم الشهود،..
— أحمد بن حمد الخليلي (@AhmedHAlKhalili) May 21, 2022
ولم يكد العالم اليوم يروج للشذوذ الجنسي تحت شعار المثلية حتى فوجئ بـداء (جدري القرود)، تحقيقا لمعجزة نبينا الذي لا ينطق عن الهوى. pic.twitter.com/srqjhetiRc
كما نشرت وسائل إعلامية بينها موقع "وطن" أخباراً توحي عناوينها بعلاقة الإصابة الفيروس بشكل رئيسي بالمثلية الجنسية، قائلة إن المرض "يفتك بالمثليين" مشيرة إلى "تخوفات من انتقاله للخليج" في حال حضر مثليو الجنس إلى بطولة كأس العالم التي تستضيفها دولة قطر هذا الصيف.
تتبع فريق "تأكد" الادعاءات المتداولة حول ارتباط إصابة الإنسان بفيروس جدري القرود بالمثلية الجنسية، للتأكد من صحتها، وللتحقق إذا ما كان جميع المصابين به هم من المثليين جنسياً، كما ورد في الادعاء المنسوب لوكالة الأمن الصحي في بريطانيا، فتبين أنه مضلل.
وخلال عملية التحقق، وقع فريق تأكد على مقال نشرته منظمة الصحة العالمية بموقعها الرسمي في 19 أيار الجاري، فيه معلومات مفصلة عن فيروس جدري القرود وأعراضه وطرق انتقاله وكيفية العلاج والوقاية منه.
وورد في المقال المنشور أن "جدري القردة مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، ويُنقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر".
وأشارت المنظمة إلى أنه "من المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به".
وأضافت: "تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية… ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات. وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه"، وفق ما ذكرت المنظمة.
وأشارت إلى أنه "عادةً ما يكون جدري القردة مرض محدود ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً"، ولم تأتِ على ذكر أي ارتباط بين المثلية الجنسية والفيروس في المقال التوعوي المنشور.
وفي السياق ذاته، قال بعض الخبراء البريطانيين، الذين علقوا على تفشي المرض مؤخرًا في المملكة المتحدة ، إنه من المقرر قريبًا استنتاج أن جدري القرود قد انتشر عن طريق الاتصال الجنسي ، لكن هذا كان احتمالًا.
نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تطورات انتشار جدري القرود في المملكة المتحدة، وقال في 20 أيار الجاري إن 11 إصابة سُجّلت، وتقول وكالة الأمن الصحي البريطانية إن "خطورة تفشي فيروس جدري القرود بين العامة لا تزال منخفضة".
ونقل الموقع عن سوسن هوبكنز من وكالة الأمن الصحي البريطانية قولها، إن "نسبة ملحوظة" من الإصابات التي اكتُشفت مؤخراً في المملكة المتحدة وأوروبا "وقعت بين صفوف مثليين"، مشيرة إلى "ضرورة توخي تلك الفئات للحذر والإبلاغ السريع حال ظهور أعراض الإصابة على أي منهم"، دون أي ذكر للارتباط بين المثلية الجنسية والفيروس.
كما نشرت مواقع إخبارية مثل موقع "الحرة" و"BBC" ووكالة "الأناضول" أخباراً عن انتشار الفيروس في دول كثيرة حول العالم خلال الأسابيع الماضية، مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا و"إسرائيل"، دون ذكر إحصائية حول نسبة المثليين جنسياً من بين عموم المصابين، أو إشارة إلى أن الفيروس ينتشر فقط في صفوف المثليين جنسياً.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية