هل قالت نائبة أمريكية إن "الاعتداء الجنسي على الأطفال ليس جريمة بل حرية واختيار"؟

الادعاء

تداولت مواقع إخبارية وحسابات عامة على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً للنائبة الأمريكية الديموقراطية (كاتي بورتر) ادُعي أنها قالت إن "الاعتداء الجنسي على الأطفال ليس جريمة بل حرية واختيار".

كان أبرز من نشر الادعاء موقع (قناة العالم الإيرانية) بتاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

ونشر الصحفي (حسين الغاوي) تغريدة على حسابه في تويتر بتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري، تضمنت ذات الادعاء معبراً عن استنكاره لما يحصل في أمريكا واصفاً الوضع هناك بأنه "غير طبيعي!".

كما نشرت صفحة أخرى على موقع (فيسبوك) باسم (Meem Magazine مجلة ميم) الادعاء ذاته مرفقاً بمقطع مترجم لـ"بورتر" ادعوا أنها قالت ذلك في إحدى اللقاءات، وذلك بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وحظي الادعاء المشار إليه بانتشار واسع بعد ما ساهمت العديد من الحسابات الشخصية والصفحات العامة بنشره، تجدون عدداً منها في جدول مصادر الادعاء.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً للتحقق من صحة الادعاء القائل بأن (بورتر) صرحت بأن "الاعتداء الجنسي على الأطفال ليس جريمة بل حرية واختيار"، فتبين أنّ الادعاء ملفق وتصريحات النائبة الأمريكية مجتزأ من سياقه.

فمن خلال تتبع انتشار الادعاء بالبحث عنه باللغة الإنكليزية نجد أنه ظهر عندما نشر حساب باسم libsoftiktok على تويتر تغريدة تضمنت المقطع ذاته بتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري، ومن ثم تمت ترجمته وتداوله من دون التحقق من صحة هذا الادعاء.

Rep Katie Porter (D) says pedophilia isn’t a crime- it’s an identity. pic.twitter.com/M7iyTlqpX2

— Libs of TikTok (@libsoftiktok) December 15, 2022

ولم تظهر النتائج أي تصريح موثق قالت فيه (بورتر) الادعاء بالصيغة المتداولة، وبالعودة إلى اللقاء الكامل الذي كانت (بورتر) تتحدث فيه مع رئيس حملة حقوق الإنسان (كيلي روبنسون) والذي نُشر جزء منه على مواقع التواصل نجد أنه قد اجتُزِأ من سياقه الأصلي، ولا يعبر إطلاقاً عما ورد في الادعاء، فالنص الكامل كان كالآتي:

"Porter: I want to start with Ms. Robinson, if I could. Your organization recently released a report analyzing the 500 most viewed, most influential tweets that identify LGBTQ people as, so-called, "groomers." The "groomer" narrative is an age-old lie to position LGBTQ+ people as a threat to kids, and what it does is deny them access to public spaces, it stokes fear, and can even stoke violence. Ms. Robinson, according to its own hateful content policy, does Twitter allow posts calling LGBTQ people "groomers"?"

والنص المترجم:

"بورتر: أريد أن أبدأ مع السيدة روبنسون، إذا كان بإمكاني. أصدرت مؤسستكم مؤخرًا تقريرًا يحلل 500 تغريدة الأكثر مشاهدة والأكثر تأثيرًا والتي تحدد المثليين على أنهم "مستغلّو الأطفال" -ويقصد هنا عندما يصادق شخص بالغ الأطفال عبر الإنترنت ويكسب ثقتهم، مما يؤدي غالبًا إلى الاعتداء الجنسي، سواء عبر الإنترنت أو شخصيًا-.

هذه الرواية هي كذبة قديمة لوضع المثليين كتهديد للأطفال، وما يفعله هو حرمانهم من الوصول إلى الأماكن العامة، ويثير الخوف، ويمكن أن يؤجج العنف. السيدة روبنسون، وفقًا لسياسته الخاصة بالمحتوى الذي يتضمن خطاب كراهية، هل يسمح تويتر بنشر منشورات تصف المثليين بـ"المستغلين"؟"

والمقطع المجتزأ تجدوه عند الدقيقة 2:49:00 من اللقاء الكامل هنا.

"البيدوفيليا" في أمريكا

في حين أن اشتهاء الأطفال ليس في حد ذاته جريمة فيدرالية في الولايات المتحدة، إلا أنه إذا تسبب هذا الاضطراب النفسي في قيام شخص ما بارتكاب جرائم مثل الاعتداء على الأطفال أو الحصول أو ترويج على مواد إباحية لهم، فقد يتعرض المتحرش بالأطفال للاعتقال والعقاب من قبل السلطات الفيدرالية الأمريكية. وبناءً على ذلك قانونياً، الجرائم المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال يمكن إدراجها في المادة 18 من قانون الولايات المتحدة (USC)، المجموعة الشاملة والمقبولة رسميًا للقوانين الفيدرالية الأمريكية.

وتنطوي الفقرات (2251-2260) من المادة ذاتها على إنشاء وحيازة مواد إباحية للأطفال وما يتعلق بذلك من اعتداء جنسي على القاصرين، حيث يمثل ذلك مظهراً متكرراً للاعتداء الجنسي على الأطفال، وتسمح الفقرتان 2253 و (2254) بمصادرة المواد الإباحية المتعلقة بالاستغلال الجنسي للأطفال بموجب القانون الجنائي والمدني، والفقرة (2259) حول تعويضات لموضوعات المواد الإباحية للأطفال. والفقرات (2241-2248) تتعلق بمعاقبة مرتكبي جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال ، وفقًا لما إذا كانوا يستخدمون القوة العنيفة وعمر ضحيتهم.

ومع ذلك، فبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن حوالي 1 من كل 4 فتيات و1 من كل 13 فتى في الولايات المتحدة يتعرضون للاعتداء الجنسي في طفولتهم، و91٪ من الاعتداءات المسجلة ارتكبها شخص معروف وموثوق به من قبل الطفل أو أفراد عائلة الطفل. وقُدر إجمالي العبء الاقتصادي مدى الحياة من الاعتداء الجنسي على الأطفال في الولايات المتحدة عام 2015 بما لا يقل عن 9.3 مليار دولار.

الاستنتاج