تضليل

المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.

تحقيق مشترك يكشف تضليل إعلامي حول مقتل ضابط في "فاحل" بريف حمص

أحمد بريمو
calendar_month
نشر: 2025-01-30 , 9:56 AM
edit
تعديل:
visibility
القراءات: 3257

الادعاء

الادعاء

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو زُعم أنه يُظهر اللواء علي توفيق ضاحي، أحد الضباط الذين قُتلوا على يد مجموعة إجرامية في قرية "فاحل" بريف حمص، عقب عملية أمنية نفذتها قوات "الأمن العام" التابعة للإدارة السورية الجديدة.

المقطع والادعاء الذي رافقه

الفيديو المقتطع من تقرير إخباري لقناة "الجديد" اللبنانية، يُظهر ضابطًا في جيش النظام السوري المخلوع يتحدث عن "مسلحين قُتلوا خلال معركة تحرير منطقة قلعة الحصن"، بينما يوثق التسجيل لحظة خرق إحدى الطائرات الحربية لجدار الصوت أثناء المقابلة.

جاء تداول الفيديو عقب تصريح مصوّر لمدير العلاقات العامة في محافظة حمص، حمزة قبلان، أقرّ خلاله بوقوع جرائم قتل خارج إطار القانون في بلدة فاحل على يد "مجموعات إرهابية". ووفقًا لقائمة القتلى التي نشرتها "مجموعة السلم الأهلي" في حمص، كان اللواء علي توفيق ضاحي أحد ضحايا تلك الجرائم.

في المقابل، وصف متداولو المقطع، الضابط المقتول بأنه كان معروفًا بسجله الحافل بالجرائم والانتهاكات ضد الشعب السوري، مؤكدين أن اسمه ارتبط بالعديد من الفظائع التي ارتكبها خلال فترة تولّيه مهامه القمعية.

دحض الادعاء

عمل فريق منصة "تأكد" بالتعاون مع فريق التوثيق في "مجموعة السلم الأهلي في سوريا"  على التحقق من صحة الادعاء الذي انتشر عقب إقرار الإدارة السورية الجديدة بوقوع جرائم قتل خارج إطار القانون في بلدة "فاحل"، حيث وصفت الجهة المسؤولة، وعلى لسان  مدير العلاقات العامة في محافظة حمص حمزة قبلان، القتلة بأنهم "مجموعات إجرامية". وتبين أن الفيديو المتداول لا علاقة له باللواء علي توفيق ضاحي، بل يعود لضابط آخر.

من هو الضابط الذي ظهر في فيديو "الجديد"؟

أظهرت نتائج البحث العكسي باستخدام أداة InVid أن النسخة الأصلية من الفيديو المتداول نُشرت لأول مرة في 20 آذار/مارس 2014 ضمن تغطية خاصة أجراها مراسل قناة "الجديد" اللبنانية، رامز القاضي، تحت عنوان "القوات النظامية السورية تسيطر على قلعة الحصن في ريف حمص".

وفي المقابلة، ظهر الضابط الذي وصفه المراسل بداية المقابلة (التوقيت 01:22) بالعقيد، دون ذكر اسمه. وبحسب المعلومات التي جمعها فريق إعداد التحقيق من أربعة مصادر مستقلة، فإن الضابط الظاهر في الفيديو هو العقيد علي ضاحي، المنحدر من إحدى النواحي التابعة لبلدة "كرتو" بريف طرطوس الجنوبي.

كما أكدت مصادر التحقيق أن العقيد علي ضاحي يتبع لجهاز المخابرات الجوية، ولا يمت بأي صلة قرابة باللواء علي توفيق ضاحي، الذي قُتل خلال العملية الإجرامية الأخيرة في "فاحل".

وأظهرت نتائج البحث المتقدم باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالمعلومات التي جمعها الفريق، معلومات تشير إلى أن العقيد علي ضاحي يتبع للمخابرات الجوية، ما يتقاطع مع شهادات مصادر هذا التحقيق.

من هو الضابط الذي قُتل في جريمة "فاحل"؟

أكد ثمانية مصادر مستقلة في ريف حمص أن اللواء علي توفيق ضاحي كان من بين ضحايا عمليات القتل التي وقعت في بلدة "فاحل". وهو ضابط مهندس اتصالات يحمل درجة الماجستير في الاتصالات، وكان يشغل منصب رئيس فرع الاتصالات والإشارة العسكرية في دمشق. وينحدر من بلدة "فاحل" بريف حمص، دون أي صلة قرابة بالعقيد علي ضاحي الذي ظهر في الفيديو المتداول.

كما حصل فريق إعداد التحقيق على ثلاث صور للواء القتيل، وأظهرت المقارنة بوضوح اختلاف الملامح بينه وبين الضابط الذي ظهر في فيديو "الجديد"، مما يدحض الادعاء المنتشر.

اللواء علي توفيق ضاحي أحد ضحايا عمليات القتل التي وقعت في فاحل

تعقيب فريق التحقيق

في اللحظات المفصلية، يمكن أن تغذي المعلومات المضللة الانقسامات وتعيق تحقيق العدالة. لذا نؤكد على أهمية التحقق من الوقائع قبل نشر الادعاءات، لأن الحقيقة هي الأساس الضروري للمساءلة والمصالحة المجتمعية.

إن السلم الأهلي يتطلب منا جميعًا تحمل المسؤولية في البحث عن الحقيقة والدفاع عنها. ونشدد على أن التحقيق في الجرائم والانتهاكات هو مسؤولية المحاكم وهيئات التحقيق المختصة، وليس وسائل التواصل الاجتماعي.

قد يؤدي نشر مقاطع غير مؤكدة أو تداول اتهامات غير دقيقة إلى تعريض حياة أشخاص للخطر، خصوصًا إذا تشابهت أسماؤهم أو ملامحهم مع آخرين، كما أن المعلومات المضللة قد تشتت الانتباه عن الجناة الحقيقيين، مما يعيق عملية المحاسبة الحقيقية.

الاستنتاج

المزيد من التصحيحات المتعلقة بـ: SY

لماذا تأكد؟!

منصة تأكد منصة مستقلة وغير متحيزة متخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات تأسست في سوريا أوائل عام 2016 لمواجهة انتشار المعلومات المضللة.

معتمدة من:

certified

دليل التحقق

certified

شاركنا لنتأكد

© جميع الحقوق محفوظة لمنصّة تأكّد 2025