هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
تداولت وسائل إعلام وشخصيات إعلاميّة منحازة للنظام السوري، صوراً زعمت أنها ملتقطة حديثاً وتظهر "انسحاب ارتال تركية من الشمال السوري"، إلا أنّ الادعاء مضلل والصور قديمة.
محمد العلي الاثنين 01 تموز 2024
الادعاء
نشر موقع (الأخبار السورية الروسية Rs News) يوم الأحد 30 حزيران/ يونيو 2024، صوراً زعم أنها ملتقطة ليلة أمس السبت، وتظهر "انسحاب ارتال تركية من الشمال السوري إلى الحدود السورية التركية".
ونشر موقع (بانوراما سورية) الادعاء ذاته مشيراً إلى أنه نقل الصور عن محمد الحلو، مراسل وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري، كونه أول من نشر الادعاء قبل حذفه لاحقاً، عقب تداوله من قبل عشرات الصفحات والشخصيات الموالية.
وساهمت عدة صفحات إخبارية منحازة للنظام السوري بنشر الادعاء المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً عكسياً للتحقق من صحة الصور والادعاء المرفق بها على أنها تظهر "انسحاب أرتال تركية من الشمال السوري إلى الحدود السورية التركية"، فتبيّن أنَّ الادعاء مضلل والصور قديمة.
وقاد البحث العكسي باستخدام تقنية البحث العكسي التي يوفرها محرك البحث yandex إلى أن إحدى الصور تظهر قافلة آليات عسكرية تركية بالقرب من مدينة سراقب في محافظة إدلب عام 2018.
وتبين أن المشاهد الأخرى المرفقة بالادعاء مجتزئة من مقطع فيديو يظهر رتلاً عسكرياً للجيش التركي يتجه من الأراضي السورية إلى الأراضي التركية خلال عملية تبديل في آيار/ مايو 2022.
وأكد المرصد العسكري المتخصص بمتابعة الوضع الميداني في إدلب شمال غربي سوريا المرصد أبو أمين 80، في حديثه لمنصة (تأكد) عدم انسحاب أرتال تركية من الشمال السوري، لافتاً أن كل ما شوهد مؤخراً يأتي في إطار التبديلات الروتينية.
ولفت المرصد إلى أنه بالنسبة للتحركات التركية خلال الشهر الجاري، هي ضمن التبديلات الروتينية، وقدر وجود حوالي 81 نقطة في منطقة إدلب، معتبراً أن مع هذا العدد من الطبيعي تكرار مشاهدة الأرتال التي تقوم بالتبديل بشكل دوري.
مشيراً إلى أنّ القوات التركية تعتمد تبديلات ضمن الألوية المتواجدة في الشمال السوري، بحيث يخرج الرتل العسكري مع عتاده ويدخل رتل آخر بعتاد جديد، ولا يقتصر التبديل على المشاة فقط.
وأضاف، أن في الفترة الماضية لوحظ زيادة في التبديلات مع كثافة في الأرتال حيث تم تبديل عدة نقاط منها: المسطومة، سان، معر طبعي، معرّة عليا، أفس، بريف محافظة إدلب، ورجح أن ذلك قد يتعلق بمهمات الخارجية لبعض الألوية ضمن الجيش التركي، ونوه بأن لا زيادة أو نقص في عدد القوات التركية المتواجدة، إنما تبديل روتيني معتاد.
يأتي نشر الادعاء المتداول بكثافة حول انسحاب أرتال تركية من الشمال السوري، مع تجدد الحديث عن التقارب بين النظام السوري وتركيا، كثف الجيش التركي من إرسال التعزيزات العسكرية واللوجيستية إلى النقاط التابعة له في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وسعت تركيا طيلة الفترات الماضية إلى توفير الغطاء السياسي والقانوني اللازم لانتشار قواتها على الأراضي السورية، ووفرت هذا الغطاء من خلال مسار أستانا، الذي تُعتبَر فيه أنقرة ضامناً لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، كما أن تركيا تؤكد دائماً على عدم استعدادها لسحب قواتها من سورية في ظلّ المعطيات والظروف الراهنة.
وكانت قطعت العلاقات رسميًا بين تركيا والنظام السوري، على خلفية التعاطي الأمني للنظام السوري مع الثورة الشعبية عام 2011، ودعم تركيا للاحتجاجات ثم دعمها لفصائل المعارضة وانتشارها في الشمال السوري إلى جانب تشكيلات عسكرية مدعومة منها.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية