من هو "المجلس العسكري في السويداء" وما موقف الهجري منه؟

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في تمام الساعة 01:16 بعد ظهر يوم الأحد، الموافق 23 شباط/فبراير الجاري، مقطع فيديو يظهر مجموعة من المسلحين يتوسطهم شخص يتلو بيانًا، قال فيه:

"نحن شباب بلدة الغارية، نعلن انضمامنا إلى المجلس العسكري في السويداء، ونحن جاهزون لتنفيذ أي مهمة لحماية أرضنا وعِرضنا من أي خطر قد نتعرض له، والله ولي التوفيق."

لم يمضِ على نشر البيان المشار إليه سوى ساعة واحدة حتى نشر "حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)" عبر موقعه الإلكتروني خبرًا تحت عنوان "تشكيل مجلس عسكري جديد في السويداء"، وصف فيه الأمر بـ "التطور اللافت".

وبعد ساعات قليلة، أعلنت إسرائيل أنها لن تتسامح مع وجود هيئة تحرير الشام في جنوب سوريا أو أي قوات أخرى تابعة "للحكام الجدد" في البلاد، مطالبةً بنزع السلاح من المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحًا أدلى به خلال حفل تخرج في إحدى الكليات العسكرية، قال فيه:

"لن نسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول الأراضي الواقعة جنوب دمشق. نطالب بالنزع التام للسلاح من جنوب سوريا، في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء."

وأضاف:"لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا."

وفي وقتٍ لاحق، أصدرت "غرفة عمليات الحسم" و"العمليات المشتركة" والتي تضم كبرى الفصائل العسكرية في السويداء بيانًا بشأن الأنباء المتداولة حول تشكيل مجلس عسكري في المحافظة، اعتبرت فيه أن المجلس "غير شرعي"، وأن بيانه لا يمثّل إلا أصحابه، محمّلةً إياهم المسؤولية الكاملة عن أي مضاعفات قد تترتب على ذلك.

وأكدت مصادر محلية متطابقة أن “المجلس العسكري” ينشط في بعض مناطق ريف السويداء الجنوبي، وليس لديه امتداد في جميع أرجاء المحافظة. ويقود المجلس طارق الشوفي، وهو ضابط منشق عمل مع تجمعات سياسية تطالب بنظام حكم لا مركزي في سوريا.

ونقلت شبكة "السويداء 24" المحلية عن مصادر خاصة أنباءً عن اجتماع عُقد في دمشق بين ممثلين عن الفصائل المسلحة في السويداء ووزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، وذلك في إطار استكمال سلسلة اجتماعات سابقة، بهدف تنظيم انضمام الفصائل المسلحة في السويداء إلى الجيش السوري الجديد.، في ظل مساعٍ لتأسيس فرقة عسكرية في محافظة السويداء، يكون قوامها من أبناء المحافظة والمنطقة الجنوبية في سوريا.

تجدر الإشارة إلى أن الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، كان قد عبّر في وقتٍ سابق عن رفضه لما سُمّي بـ "المجلس العسكري المؤقت"، وهو المجلس ذاته الذي أُعلن عنه اليوم. كما وصفهم بـ "الانفصاليين"، مؤكدًا عدم تفويضهم بأي شكل من الأشكال.