هذه الصورة لا توثق احتراق حافلة في هجوم صاروخي بري...
الخميس 05 كانون أول - احتيال
فريق التحرير الأحد 28 آذار 2021
فرانس برس - تراجعت المزاعم الخاطئة والمضللة حول الشؤون السياسية الأميركية منذ أن علّقت شركة تويتر حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نهائياً بعد أحداث الشغب الدامية في الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير على وقع تخوفها من مزيد من التحريض على العنف، حيث أتى ذلك بعد أشهر من التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن.
واعتبر خبراء أنّ تراجع الأكاذيب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية عائد إلى التحول في دورة الأخبار أكثر منه إلى تغير جوهري في كيفية نشر الناس للمعلومات غير الدقيقة.
لكنّ "أهم عنصر منفرد كان إبعاد دونالد ترامب عن المنصات الإعلامية"، حسبما قال راسيل مورهيد المؤلف المشارك في كتاب "الكثير من الناس يقولون" وهو العنوان الذي يشير إلى أحد أشهر التعابير التي يستخدمها ترامب حين يبدأ الترويج لنظرياته غير المثبتة.
وأفاد مورهيد بأن الأمر "أزال عاصفة يومية من المعلومات المضللة من البيئة السياسية"، وتابع: "عدم التعرض للقصف (الإعلامي) يساعد أجهزة المناعة ضد التضليل الإعلامي لدى الناس على إعادة ضبط نفسها والتعافي".
لكنّ هذا التأثير سيكون مؤقتا على الأرجح في بيئة إلكترونية حيث تشكّل الأخبار مصدرا للمعلومات المضللة، فعلى سبيل المثال، ازدهرت نظريات المؤامرة حول اللقاحات في 2021.
وقال مورهيد: إن "عمل الحكومة في أفضل حالاته ليس مسليا، وإدارة بايدن مصممة على أن تكون غير مسلية، ومع ذلك يمكننا أن نتوقع أن يزيد حجم المعلومات المضللة عندما نقترب من الانتخابات".
اقرأ أيضاً: تويتر تضع نظاماً للمخالفات للحد من انتشار المعلومات المضللة
يقوم باحثون حاليًا بتحليل آثار المعلومات المضللة عن الانتخابات والحظر على ترامب، لكن دراسة مبكرة في كانون الأول/ديسمبر الماضي أظهرت أن إشارات التحذير اللطيفة التي تصف تغريداته على أنها تحتوي على معلومات غير مؤكدة لم تمنع مشاركتها.
كان اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول 6 كانون الثاني/يناير الماضي مؤشرا خطيرا على انتشار وتأثير المعلومات المضللة، وفي الواقع، مالت تلك التغريدات إلى الانتشار لفترة أطول وأبعد، وربما عكس ذلك ولاء مؤيدي ترامب له، لكن التحذيرات القوية لتغريدات ترامب الكاذبة والمضللة ساهمت في منع مشاركتها.
قال جوشوا تاكر -أستاذ العلوم السياسية والخبير في علوم البيانات ووسائل التواصل الاجتماعي في جامعة نيويورك: "كان المصدر الهائل للمعلومات المضللة في عام 2020 يتعلق بنزاهة هذه الانتخابات".
وأضاف: "لدينا هذا الوضع الغريب، حيث ما يزال ثلثا الجمهوريين يعتقدون أن الانتخابات كانت مزورة، وبقيت المعلومات المضللة تثير اهتماما في الفترة الفاصلة التي امتدت لشهرين ونصف الشهر بين تشرين الثاني/نوفمبر وحفل التنصيب لأنه كان هناك سؤال لم تتم الإجابة عنه حول من سيكون رئيسا في 21 كانون الثاني/يناير"، وتابع أن هذا السؤال بات أقل إثارة للاهتمام بعد هذا التاريخ.
لكن نظريات المؤامرة لم تتوقف، وبعد تنصيب بايدن، ادعت حركة "كيو- أنون" لليمين المتطرّف الأميركي أنّ ترامب سيعود للحكم في 4 آذار/مارس ما دفع الحكومة لاتخاذ خطوات لتأمين الدفاع عن واشنطن العاصمة، ومرّ ذلك التاريخ بلا أي أحداث، ما زاد من تهميش الحركة التي تدّعي بلا أساس أن بايدن ومسؤولين ديمقراطيين آخرين جزء من عصابة عالمية لعبادة الشيطان ومن المتحرشين بالأطفال.
اقرأ أيضاً: لماذا يقع الناس في فخ الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة؟
وأبرزت دراسات أخرى سبب استمرار الناس في مشاركة معلومات غير دقيقة، فقال باحثون في وقت سابق من هذا الشهر إن الأميركيين يتشاركون الأكاذيب على وسائل التواصل الاجتماعي لأنهم ببساطة لا يهتمون لمعرفة ما إذا كان المحتوى دقيقًا أم لا.
بالنسبة إلى تاكر، أدى تسلم بايدن السلطة ورفض عشرات القضايا أمام المحاكم إلى أن عددًا أقل من الناس مقتنعون بأن إبعاده عن منصات التواصل الاجتماعي يمثل تهديدًا لحرية التعبير، وقال: "إحدى فوائد شبكات التواصل الاجتماعي هي القدرة على التواصل مع أصدقائك" مشيرا إلى فيسبوك، وتابع: "يقول الناس إنهم سيغادرون لكن من الصعب حقا كسر تأثير هذه الشبكات".
وبدون تويتر وفيسبوك، ألقى القليل من المقابلات التلفزيونية الباهتة الضوء على العزلة النسبية لترامب، رغم أن مساعدي الرئيس السابق يقولون إنه قد يطلق منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي للمساعدة في عودته.
وقال تاكر: "ترامب يتحمس لبدء أشياء جديدة إذا كان يعتقد أنه يستطيع جني الأموال، ولكن هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الناس ينشطون على المنصات الاجتماعية غير السياسة". وتابع: "تتوجه تيك توك أو كلوب هاوس للسوق الأميركية بأكملها، ووجود منصة مرتبطة بترامب تعني أن الكثير من الناس لن يقتربوا منها".
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية