هل عثر العلماء مؤخراً على كوكب شبيه بالأرض ويمكن الوصول إليه؟

الادعاء

تداولت مواقع إخبارية محلية خبراً يدعي العثور مؤخراً على كوكب شبيه بالأرض يمكن أن يكون موطنا للحياة، وأن رئيس الجمعية الفلكية السورية قال إن "إمكانية الوصول إليه غير مستبعدة".

حيث نشر موقع (تلفزيون الخبر) المحلي الادعاءين المشار إليهما في خبر يوم الجمعة 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وشاركه عبر صفحته على موقع فيسبوك.

وزعم الموقع في نص الخبر أنه "عُثر مؤخراً في بيانات قديمة لتلسكوب كيبلر الفضائي على كوكب شبيه بالأرض، يمكن أن يكون موطناً للحياة، وأن دراسات سابقة تمّت على بيانات كيبلر استبعدت وجود الكوكب، إذ أخطأت في تحديده، ليتمكّن العلماء مؤخراً وفي سياق أبحاث جديدة من اكتشافه".

وأضاف الموقع في خبره تعليقاً لرئيس الجمعية الفلكية السورية حول الكوكب الجديد المزعوم، واختصره في العنوان بعبارة "أن نصل إليه أمر غير مستبعد".

وحصد الادعاء تفاعلاً ملحوظاً بعدما ساهمت مواقع وصفحات إخبارية محلية بنشره بعناوين مشابهة، بينها صفحة "يوميات قذيفة هاون في دمشق" على فيسبوك ومصادر أخرى تجدونها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.

اقرأ أيضاً:

كوكب "نيبيرو" الذي "يهدد الأرض" غير موجود أصلاً

هل يظهر المقطع إطلاق الصين شمساً اصطناعية؟

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً متقدماً باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء القائل إن "العلماء اكتشفوا مؤخراً كوكباً شبيهاً بالأرض يمكن أن يكون موطناً للحياة"، فتبين أنه مضلل.

حيث أظهرت النتائج أن الكوكب الذي سُمي (كيبلر/Kepler-22B) مكتشف من قبل وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا/NASA) منذ العام 2011، وليس حديث الاكتشاف.

وأكدت (ناسا) -في خبر نشرته عبر موقعها الرسمي عام 2011- وجود أول كوكب في "المنطقة الصالحة للسكن"، مشيرة إلى أن "المنطقة التي اكتشف فيها الكوكب يمكن أن تتواجد فيها المياه السائلة على سطح الكوكب، معتبرة أن اكتشافه "خطوة أقرب إلى العثور على كواكب شبيهة بالأرض".

كما راجع فريق منصة (تأكد) النص الكامل لتصريحات رئيس الجمعية الفلكية السورية محمد العصيري خلال مقابلته مع (تلفزيون الخبر)، فتبين أن التصريح المنسوب له في عناوين الأخبار المشار إليها مجتزأ من سياقه.

حيث تبين أن العصيري تحدث عن أن "إمكانية حصول ذلك في المستقبل مرتبط بالتطور التكنولوجي"، بعكس ما توحي إليه عناوين الأخبار من محاولات للوصول إلى الكوكب المكتشف.

وقال العصيري خلال المقابلة عند سؤاله عن إمكانيّة الوصول إليه: "كيبلر يبعد عن الأرض 620 سنة ضوئية، أي مسافات مرعبة لا تستوعبها عقولنا، ولو فرضنا جدلاً أننا نمتلك مركبات فضائية تتحرك بأقصى سرعة في الكون وهي سرعة الضوء، أي (300 ألف كم في الثانية)، وأننا بدأنا رحلتنا إليه هذا العام، سنحتاج 620 سنة للوصول إليه، بالتالي التطوّر التكنولوجي يشكّل الفرصة الوحيدة لإمكانية التعرّف على كيبلر عن قرب، وهذا أمر غير مستبعد".

كوكب كيبلر .. وارتباطه بموطن الحياة بعد الأرض

بحسب وكالة الفضاء (ناسا)، فإن المنطقة الصالحة للحياة هي المنطقة المحيطة بالنجم حيث لا يكون الجو فيها حاراً جداً ولا شديد البرودة، وبحيث يتواجد الماء على سطح هذه الكواكب بحالته السائلة، الأمر الذي يميز الأرض عن كواكب المجموعة الشمسية الأخرى.

بحيث لو كانت الأرض حيث يوجد بلوتو، ستكون الشمس بالكاد مرئية، وسيتجمد محيط الأرض وجزء كبير من غلافها الجوي، ولو كانت مكان عطارد، فستكون قريبة جداً من الشمس، وستتبخر مياهها مباشرةً وستنعدم الحياة على سطحها.

وتعتبر الكواكب الخارجية الصخرية الموجودة في المناطق الصالحة للحياة أهدافاً محتملة لإمكانية ظهور الحياة فيها، وذلك عبر اكتشاف المياه السائلة على سطحها، لأن الماء عنصر أساسي وضروري للحياة.

يقارن هذا الرسم البياني النظام الشمسي لكوكب الأرض بنظام الكوكب المكتشف، وتمثل المنطقة الخضراء المنطقة الصالحة للحياة، حيث يمكن أن توجد المياه في شكل سائل.

يذكر أن نجم Kepler-22 -نجم كوكب Kepler-22b- أصغر قليلاً من شمسنا، ويستغرق مدار Kepler-22b حول نجمه 289 يوماً، ويبلغ حجمه حوالي 85 بالمائة من مدار الأرض.

وتجدر الإشارة إلى أن  وكالة الفضاء (ناسا/NASA) أعلنت عن اكتشاف كوكب جديد خارج المجموعة الشمسية عام 2021 سُمي بـ (OGLE-2018-BLG-1185L b) وهو كوكب شبيه بكوكب بنبتون، ويبعد عن كوكب الأرض 24,135 سنة ضوئية.

اقرأ أيضاً:

الصلعان لن يحولوا أشعة الشمس لطاقة

ادعاء سقوط نيزك في ريف دمشق: ما هو مصدره وطبيعته وحقيقة الصورتين المرفقتين به؟

لقاح تأكد:

ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.

الاستنتاج