هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
تداولت مواقع إخبارية محلية ومستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي ادعاء بـ " تسجيل اول حالة جدري القرود بريف الدانا" الواقعة بشمال غربي سوريا، إلا أن التشخيص خاطئ بحسب مسؤول طبي في المنطقة.
أحمد بريمو الاثنين 23 أيار 2022
الادعاء
نشرت مواقع إخبارية ومستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي ادعاء بـ "تسجيل أول حالة جدري القرود في سوريا"، وترافق الادعاء مع مجموعة صور لطفل يظهر على وجهه وجسده طفح جلدي.
واستند ناشرو الادعاء لمنشور على موقع فيسبوك لصفحة تحمل اسم الدكتور مصطفى جيعان، الذي كان أول من نشر الادعاء والصور المشار إليها ليل يوم الأحد 22 أيار/ مايو الجاري في منشور قال فيه "أول حالة جدري القرود بريف الدانا".
وحظي الادعاء والصور المرافقة له بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة بعد أن ساهمت مؤسسات إعلامية سوريّة بنشره مثل (أورينت) و(حلب اليوم) اللتان حذفتا في وقت لاحق ما نشرته بهذا الخصوص، دون أي توضيح.
تواصل فريق منصة "تأكد" مع الدكتور محمد سالم مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم التابعة للمعارضة السورية للتحقق من الادعاء الذي زعم "اكتشاف أول حالة جدري القرود في منطقة الدانا بالشمال السوري" فنفى ذلك.
وقال سالم إن "جدري القرود هو مرض فيروسي نادر الانتشار حيواني المنشأ وينتشر بين الحيوانات البرية مثل القرود والسناجب وبعض أنواع الفئران ومنه ينتشر للأشخاص الذين لديهم تماس وثيق مع هذه الحيوانات، وقد ينتقل للبشر في حال حصل تماس حميمي جداً بين الأشخاص المصابين مثلما نشاهد في بعض البلدان التي سجلت عدة حالات بها".
وقلل المسؤول الطبي من خطورة هذا المرض على منطقة شمال غربي سوريا بسبب صعوبة وصوله لها كونها شبه مغلقة أمام حركة التنقل والسفر، إضافة لعدم توافق طرق الانتقال الحالية مع العادات الاجتماعية، لافتاً أن نسبة الوفيات التي يمكن أن يسببها المرض لا تتجاوز نسبة 10٪.
وحول الصور التي انتشرت للطفل الذي قيل إنه أول مصاب بالمرض قال: "لا تتوافق الصورة السريرية مع وصف المرض أو حالة الآفات الطفحية التي تظهر نتيجة هذا المرض، والحالة غير مشتبهة لأنها بالأساس لا يوجد مواصفات سريرية مطابقة ولا يوجد قصة سفر إلى إحدى البلدان الموبؤة ولا قصة مخالطة للحيوانات، حتى أن شكل الآفات مختلف وميال ليكون مرض مليساء سارية وبدرجة أقل مرض جدري الماء" وأضاف أن الميزة الأساسية لجدري القرود هو ضخامة العقد اللمفاوية الرقبية والتي لم تكن موجودة عند الطفل الذي انتشرت صوره أمس.
وأكد مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم المسؤولة عن ترصد الأمراض الوبائية في مناطق غربي سوريا، أكد عدم وجود أي شبهة إصابة بجدري القرود، وأضاف أن برنامج الإنذار المبكر للاستجابة سيصدر في وقت لاحق اليوم تقريراً مفصلا ًحول هذه الحالة، لافتاً إلى أن السلطات الطبية في منطقة شمال غربي سوريا لا تملك أي قدرة مخبرية لإثبات أن هذا المرض ناتج عن جدري القرود، حيث لا يوجد إمكانية للقيام بزرع أي مصل مخبري يؤكد الحالة.
وتواصلت منصة (تأكد) مع الدكتور مصطفى جيعان عبر تطبيق "واتس آب" للحصول على تصريح منه بخصوص ما نشر على الصفحة التي تحمل اسمه، إلا أننا لم نتلق أي رد منه حتى توقيت نشر هذه المادة.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية