ما حقيقة طلب "الجيش الإسرائيلي" إخلاء مناطق سكنية...
السبت 16 تشرين ثاني - احتيال
نشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية، ادعاء يزعم أن السلطات اللبنانية شرعت بعمليات هدم صوامع مرفأ العاصمة بيروت، إلا أن هذا الادعاء غير صحيح.
نجم الدين النجم الأربعاء 13 تموز 2022
الادعاء
تداولت حسابات وصفحات في "تويتر" ووسائل إعلامية، الاثنين والثلاثاء 11 و12 تموز 2022، ادعاء يزعم أن السلطات اللبنانية بدأت بعمليات هدم لإهراءات مرفأ بيروت.
ونشرت بعض الحسابات صوراً وتسجيلات، قيل إنها تُظهر "دخاناً يتصاعد بشكل متقطع من الأهراءات، مع وجود آلات كبيرة تشبه المثاقب في المنطقة"، واتهمت بعض الحسابات السلطات اللبنانية باستغلال فترة العيد لهدم الأهراءات سراً.
ولقي الادعاء المذكور انتشاراً ملحوظاً خلال ساعات منذ مساء الاثنين 11 تموز 2022، وحظي بتفاعل ملحوظ. يمكنك الاطلاع على عيّنة من مصادر الادعاء في الجدول أسفل المادة.
سياق الادعاء
كلّفت الحكومة اللبنانية في شهر نيسان الفائت، مجلس الإنماء والإعمار الإشراف على عملية هدم أهراءات الحبوب، وفق ما نقل موقع "فرانس 24" عن وكالة الأنباء الفرنسية.
وحينذاك، قال وزير الإعلام زياد مكاري للصحافيين خلال تلاوته مقررات اجتماع عقده مجلس الوزراء في القصر الرئاسي "وافقنا على توصيات لجنة برئاسة وزير العدل وكلّفنا مجلس الإنماء والإعمار الإشراف على عملية الهدم" من دون تحديد موعدها.
ووقع انفجار مروّع في عنبر مجاور لأهراءات الحبوب في المرفأ في الرابع من آب 2020، ما تسبّب بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 شخص آخرين بجروح، وألحق الانفجار أضراراً جسيمة بالمرفأ وعدد من أحياء العاصمة.
وعزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في العنبر من دون شروط وقاية، ولم تحرز التحقيقات القضائية المعلّقة منذ أشهر أي تقدم، على ضوء تدخلات سياسية ودعاوى ضد المحقق العدلي يرفعها تباعاً عدد من المدعى عليهم بينهم نواب حاليون ووزراء سابقون.
تتبعت منصة "تأكد" الادعاء المذكور للتحقق من صحته، وللتأكد إذا ما كانت الحكومة اللبنانية قد بدأت بعملية هدم صوامع الحبوب في مرفأ بيروت، وتبيّن أنه غير دقيق.
ونقلت وسائل إعلامية لبنانية عدة بينها "وكالة الأنباء المركزية" تصريحات لمدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني، نفى فيها بدء عمليات هدم الأهراءات، موضحاً سبب تصاعد الأدخنة ووجود الآليات في منطقة المرفأ.
وقال المدير العام لمرفأ بيروت إن لا توجد "أي عملية هدم للأهراءات تجري على أرض المرفأ"، داعياً وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة والشفافية في التعاطي مع هذا الموضوع وتجنب إثارة البلبلة".
وأضاف عيتاني أن "الصور والرواية المتداولة في الإعلام عن أن آلات كبيرة تشبه المثقاب تعمل على زعزعة أساسات الأهراءات، إنما هي كانت تستخدم قبل الانفجار لتفريغ بواخر القمح"، مضيفاً أن "الدخان الذي يُشاهد قرب أهراءات القمح ناتج عن حريق مستمرّ منذ أيام في أرضيّة الأهراءات حيث يتجمّع القمح المخمّر، ولا يمكن السماح للدفاع المدنيّ بالاقتراب من المكان لأنّه غير آمن، وتحتاج عملية الإطفاء إلى آليّة معقّدة كمدّ جسر على سبيل المثال. وقد قام الجيش برشّ مواد من طوافات لإخماد الحريق في وقت سابق.
وأشار إلى أن "الآليات التي تُشاهد في الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل هي للرافعات المعطلة المتوقفة قرب الرصيف منذ الانفجار، ويمكن رصدها عبر غوغل ماب" مؤكداً أنّ "قرار هدم الأهراءات ليس بالسهولة المتداولة، فهو يحتاج إلى مناقصة وتلزيم شركة".
ولم ينفِ مدير مرفأ بيروت في تصريحاته لوسائل الإعلام اللبنانية، نية السلطات اللبنانية بهدم أهراءات مرفأ بيروت، لكنه نفى بدء عملية الهدم كما هو موضّح في التصريحات.
وتواصلت منصة "تأكد" مع الصحافي ومدقق المعلومات اللبناني محمود غزيل، المطّلع على قضية هدم صوامع مرفأ بيروت، للحصول على مزيد من المعلومات في هذا الشأن، وقال إن "شائعات انتشرت حول البدء بهدم أهراءات مرفأ بيروت، لكنها غير حقيقية"، مضيفاً أن "تصريحات مدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني صحيحة".
وأضاف "غزيل" أن "القرار بهدم الأهراءات لم يُحسم رسمياً حتى الآن، في ظل وجود معارضة شعبية من ذوي ضحايا انفجار المرفأ، إضافة إلى وجود معارضة من بعض الجهات السياسية".
وفي السياق ذاته، نشر المصور دانيال كردي عدة صور تظهر حريقاً مشتعلاً في صوامع مرفأ بيروت وعلق قائلاً: "استطيع أن أرى حريقا مشتعلا الآن في صوامع الحبوب بمرفأ بيروت من شرفة منزلي".
I can see a fire burning now at Beirut port’s grain silos from my balcony in Jeitawi. Previous reports said the silos were secretly being destroyed, but the reports were denied by the port’s director general. A previous report said grain fermentation is the cause of the fires. pic.twitter.com/BQNNAPnLPr
— Daniel Carde (@DSCarde) July 11, 2022
وكان دانيال الذي يعمل مصوراً لحساب عدة وكالات أجنبية نشر بتاريخ 6 تموز الجاري -أي قبل إجازة عيد الأضحى- صورة تظهر تصاعد الدخان من صوامع المرفأ، الأمر الذي يدعم تفسير المدير العام لمرفأ بيروت.
It looks like smoke is rising from the port’s grain silo in Beirut. #Lebanon #Beyrouth pic.twitter.com/rKzPbEByC9
— Daniel Carde (@DSCarde) July 6, 2022
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية