اختتمت منصة "تأكد" المرحلة الأولى من برنامج "حراس الحقيقة" التطوعي، والتي استمرت لمدة شهرين، بمشاركة صحفيين سوريين ومهتمين في مجال التحقق من المعلومات، بهدف تعزيز ثقافتهم في هذا المجال، وتبادل الخبرات والمهارات الخاصة بمحاربة الادعاءات المضللة والأخبار الكاذبة.
قال أحمد بريمو، المدير التنفيذي لمنصة "تأكد"، إن البرنامج نُفّذ على مرحلتين، الأولى تدريبية، ركّز فيها المدربون على تطوير مهارات المشاركين في الرصد والمتابعة والتحليل؛ والثانية تطوعية، حيث بات جميع المشاركين جزءًا من الفريق التطوعي للمنصة، ما يمنحها قدرة أكبر على الوصول إلى مختلف أنحاء سوريا. وأضاف أن أربعة من أبرز المشاركين في البرنامج جرى توظيفهم ضمن فريق التحرير.
وأوضح بريمو أن عدد المشاركين بلغ خمسين شابًا وشابة، جرى اختيارهم من بين نحو ألفَي متقدّم بعد إعلان المنصة عن فتح باب التقديم في نهاية عام 2024، مشيرًا إلى أن العدد الكبير شكّل تحديًا للجنة الاختيار، التي تحمّلت مسؤولية مراجعة الطلبات بعناية وفق معايير متوافقة مع أهداف المشروع.
قدمت المنصة للمشاركين ضمن البرنامج جلسات تدريبية نظرية وعملية على يد مختصين وصحافيين من فريقها عبر "غوغل ميت"، وأثمر هذا التدريب عن إنجاز بعض المشاركين تقارير نُشرت على موقع "تأكد" خلال مدة البرنامج، والتي تزامنت مع واحدة من أكثر فترات التضليل الإعلامي في السنوات الأخيرة، بسبب تبعات سقوط نظام الأسد.
واحتوت الحقيبة التدريبية على محاور اقترحها المتدربون أنفسهم وفق استبيان مسبق، كما احتوت على محاور تهم المشاركين لتحقيق أعلى مستويات الفائدة نظرياً وعملياً، منها التمرن على استخدام محركات البحث والأدوات مفتوحة المصدر، مثل أدوات التحقق التقنية من الصور والفيديوهات وأدوات تحديد المواقع الجغرافية، ومنها معرفة أصول التعامل المهني مع الأخبار العاجلة ومصادر المعلومات. كما تضمنت المحاور استعراض منهجية منصة "تأكد" على المشاركين ليتمكنوا من إعداد مواد احترافية متوافقة مع مدونة السلوك التي تتبعها المنصة، بغرض نشرها بأسمائهم عبر الموقع الرسمي.
أجرت منصة "تأكد" في نهاية المرحلة التدريبية من "حراس الحقيقة" استطلاع رأي بعدي للوقوف عند آراء المشاركين وانطباعاتهم، والمهارات والخبرات المكتسبة من البرنامج، وهذه آراء بعض المشاركين.
المشترك بشار نجلا: شاركت ببرنامج "حراس الحقيقة" إيماناً مني بأن الحقيقة هي الضحية الأكبر في أي صراع كان، وكان لدي اطلاع بسيط حول أدوات البحث العكسي، ولكن بعد مشاركتي بالبرنامج تعرفت على المزيد من الأدوات المهمة في تقصي الحقائق، ومن المهارات التي اكتسبتها أيضاً هي مهارات تحديد الموقع الجغرافي، وساعد في ذلك طريقة إلقاء المحاضرات من قبل الأساتذة المدربين والتي كانت عملية ومبسطة بعيدة عن التعقيد.
المشتركة يمنى خدام: البرنامج مفيد جداً، وعلى الصعيد الشخصي حصّلت النتيجة التي كنت أطمح لها قبل بداية البرنامج، خاصة مع غزارة محتوى الحقيبة التدريبية، ووصلت إلى مراحل جيدة في تقصي الأخبار، واستخدام أدوات التحقق، وكيفية البحث في المصادر الصحفية.
المشترك قصي جمول: استفدت من مهارات البحث العكسي من خلال التدقيق بالصور والفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديد المواقع، ومهارات البحث المتقدم والوصول إلى المصادر بطرق أكثر حداثة، إضافة لكيفية التعامل مع المصادر بدقة وموضوعية، والتمييز بين التضليل والكذب والاجتزاء وخارج السياق، والكذب باسم العلم.
المشتركة مريم طاهر: فترة التدريب تزامنت مع موجة المعلومات المضللة في سوريا، فتعلمت أن قول الحقيقة وسط موجات الشائعات بالغ الصعوبة، وتبين لي أن قول الحقيقة صعب دائماً، ومحاولة تدعيمها ونشرها أصعب وأهم مما كنت أتوقع.
بالنسبة للمهارات تعلمت الكثير عن أدوات البحث والتحقق من المعلومات، والقيم الخبرية والمصادر الصحفية، وتبادلت الخبرات والأفكار مع شباب وشابات من مختلف المناطق السورية، وأدركت تشابه السياقات والأفكار والأهداف بيننا، وهو أهم ما حصلته خلال هذه الفترة.
المشتركة دنيا عبد النبي: لست قبل تاريخ استلام بريد القبول في برنامج حراس الحقيقة كما بعده، فقد نمَوت كثيراً بعد التحاقي بالبرنامج على الصعيدين المهني والشخصي. سلّحني التدريب في حراس الحقيقة بالمهارات والأدوات الأساسية اللازمة لكشف التضليل، ومنحني فرصة تطوعية لتقديم شيء -ولو بسيط- في التصدي له، كما زاد خبرتي في بعض جوانب العمل الصحفي، من خلال جلسات عملية تفاعلية. وأقول اليوم أن تدقيق الحقائق (Fact-checking) هو أمر يجب أن يتعلمه كلّ صحفي أياً كان تخصصه ومجاله.
هل أصدر مصرف سوريا المركزي قرارًا بتخفيض سعر الصرف قبل رمضان؟
تداولت حسابات وصفحات عبر فيسبوك وثيقة تزعم أنها مسربة عن مصرف سوريا المركزي تدعي "تخفيض النشرة الرسمية لسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، على ألا تقل عن 11,200 ليرة سورية لكل دولار، وذلك قبل أو مع بداية شهر رمضان المبارك".
غير أن الادعاء كاذب، وبعد الفحص الدقيق للوثيقة كُشف عن تلاعب واضح باستخدام أدوات تعديل رقمية، بالإضافة إلى افتقاره للدقة والصياغة المتقنة، كما نفى مصدر في مصرف سوريا المركزي صدور هذه الوثيقة.
ادعاء وصول قوات فاغنر إلى قاعدة حميميم وسحب الحواجز الأمنية من اللاذقية لا أصل له
زعمت حسابات عبر موقع فيسبوك وإكس، أن وكالة "سبوتنيك" الروسية أفادت بأن قوات فاغنر غادرت إفريقيا متجهة إلى مطار حميميم في اللاذقية، وأن الحواجز الأمنية سُحبت من داخل مدينة اللاذقية مع الإبقاء على الحواجز في مدخلها، وسط تردد أنباء عن انسحاب الفصائل المسلحة من المدينة تحضيراً لنشر القوات الروسية فيها.
ولكن تبين أنه ادعاء كاذب، حيث أجرى فريق "تأكد" بحثاً باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء في موقع وكالة سبوتنيك بنسخته العربية والروسية والعالمية، دون أن يكشف الأمر عن أية نتائج حديثة متعلقة بهذا الادعاء، كما نفى مراسل منصة "تأكد" في اللاذقية صحة ادعاء سحب الحواجز الأمنية من داخل اللاذقية، مشيراً إلى أن القوات الأمنية تنتشر في المدينة وفق وضعها الاعتيادي.
لا صحة للأنباء حول نية الإدارة الأمريكية بتخفيف العقوبات عن سوريا
تداولت قنوات إخبارية ومواقع إلكترونية تصريحات منسوبة للمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس تزعم قولها: "أن هناك توقعات كبيرة بشأن إعفاءات قد تعلنها الإدارة الأمريكية لسوريا".
وتبين أن الادعاء غير صحيح، وبمراجعة الإحاطة الصحفية لوزارة الخارجية الأمريكية، تبيّن أنّ المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، لم تُشر إلى أي تغيير في السياسة الأمريكية بشأن العقوبات على سوريا، ولا توجد خطط حالية لتعديلها.
هل عُثر حديثًا على مقبرة جماعية في مطار المزة العسكري تضم أكثر من ألف جثة؟
تداولت قنوات ومواقع إخبارية منذ 27 شباط/ فبراير الماضي، ادعاءً يزعم العثور على مقبرة تضم رفات أكثر من ألف سوري قُتلوا أثناء احتجازهم في مطار المزة العسكري في عهد النظام المخلوع.
غير أن الادعاء غير دقيق، حيث يعتمد الادعاء على تحقيق صادر عن "المركز السوري للعدالة والمساءلة" يشير إلى أن "ما لا يقل عن ألف معتقل فقدوا حياتهم في سجن المزة بعد عام 2011"، بينما لم يُكشف عن أي مقبرة جماعية حديثاً.
هل طلبت إلهام أحمد من إسرائيل التدخل في سبيل ضمان أمن سوريا؟
نشر موقع "تلفزيون سوريا"، خبراً بعنوان "إلهام أحمد تطالب بتدخل إسرائيلي في سوريا وترفض رفع العقوبات عن البلاد"، تضمن تصريحات للرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لـ"مسد" إلهام أحمد لصحيفة جورازليم حول موقف "مسد" و"قسد" من الإدارة السورية الجديد.
وبمراجعة فريق "تأكد" المقال الأصلي؛ تبين أن التصريح حُوّر في سياق حديث إلهام أحمد عن انخراط إسرائيل في الحوار الإقليمي إلى دعوة لـ"التدخل المباشر"، كما اختزل تصريحها حول مشاركة قسد في هيكل الجيش السوري إلى ادعاءٍ بـ"القيادة الكاملة"، بينما النص الأصلي تحدث عن مشاركة محدودة مع الحفاظ على الوضع الخاص للقوات.