تداولت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس، في 1 حزيران/ يونيو 2025، مقطع فيديو زعمت أنه يُظهر شخصاً اسمه "نور الدين النجار"، وأنه مجرم ظهر في تسجيلات عديدة منفذاً مع مجموعة من "الشبيحة" إعدامات ميدانية بحق مدنيين وعناصر من الجيش الحر في عدة مناطق سورية، في ظل حكم نظام الأسد.
يُظهر الفيديو شخصاً يرتدي زياً عسكرياً، ويطلق النار مباشرةً على مجموعة من الأشخاص المصطفين في منطقة مفتوحة، وتُظهر لقطات لاحقة انفجار أجساد المستهدفين بعد إصابتهم بالرصاص.
وفي سياق متصل، تداولت حسابات أخرى على موقع فيسبوك في 3 حزيران/ يونيو 2025، الفيديو ذاته وزعمت أنه يوثّق إحدى المحاكم الميدانية التي كان ينفذها جيش النظام المخلوع خلال سنوات الثورة.
وحظي الفيديو والادعاءات المرافقة له بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ساهمت عدة حسابات في نشره بصيغ متعددة، يمكن الاطلاع على عينة منها في قسم "مصادر الادعاء".
المحتوى الذي يتضمن مزيجاً من الحقائق والأكاذيب.
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الفيديو وادعاء أنه يُظهر مجرماً اسمه "نور الدين النجار"، يعدم مدنيين وعناصر من الجيش الحر ميدانياً في سوريا، أو أنه يُظهر المحاكم الميدانية في عهد النظام المخلوع، وتبيّن أن الادعاء مضلل.
إذ أظهرت نتائج البحث العكسي، باستخدام أداة InVid، أن الفيديو نشر بتاريخ 31 أيار/ مايو 2017 على يوتيوب، على أنه يظهر تصدي عناصر من وحدات حماية الشعب (YPG) في (قسد)، لعناصر من تنظيم داعش أثناء محاولتهم تنفيذ هجوم انتحاري في مدينة الطبقة، وتُطلق العناصر النار على الانتحاريين أثناء محاولتهم التظاهر بالاستسلام، قبل تفجير أنفسهم.
ولم يتسن لمنصة (تأكد) التحقق من صحة المعلومات المذكورة حول العناصر من مصادر مستقلة، فيما لم تعثر المنصة على معلومات كافية عن المدعو "نور الدين النجار" الذي ورد اسمه في الادعاء.
سبق وأن بثت قناة الحدث مقطع الفيديو ذاته بتاريخ 5 آذار/ مارس 2019، وزعمت أنه يوثّق جزءاً من معارك قوات سورية الديمقراطية (قسد) ضد تنظيم داعش في منطقة الباغوز، خلال أواخر 2018 ومطلع 2019، لكن نتائج التحقق أكدت أن الفيديو صُوّر قبل تلك المعارك بنحو عامين، خلال المواجهات التي جرت في مدينة الطبقة.
إعادة تداول مقاطع تتعلق بتنظيم داعش في سياقات مختلفة
رصدت منصة (تأكد) خلال الأشهر الماضية إعادة تداول إصدارات تنظيم داعش أو فيديوهات معارك جرت في فترة نشاطه، وتُرفق هذه المقاطع بادعاءات تتناسب مع التطورات الميدانية أو الخطابات الدعائية المختلفة، مع إخفاء تاريخ التسجيل وظروفه الأصلية، ما يؤدي إلى تضليل الجمهور وإرباكه.
وأجرت المنصة تحقيقات عدة حول هذه المواد المرئية، شملت مقاطع استُخدمت في التلاعب بالمشهد العسكري ضمن مناطق البادية السورية، أو لاتهام الحكومة السورية الجديدة بارتكاب انتهاكات مزعومة، وأثبتت أنها تعود للمحتوى المؤرشف للتنظيم، والمنشور خلال فترة نشاطه الإعلامي بين أعوام 2014 و2017، علماً أن الفاعلين في هذا التضليل يستفيدون من سياسات مواقع التواصل، التي تحذف المحتوى المتعلق بالتنظيم، ما يصعّب التحقق والوصول إلى النسخ الأصلية للمقاطع.