هل الاحتجاجات الأخيرة في هولندا مرتبطة بدعم الحكومة  لجماعات "إرهابية" في سوريا؟

نشرت قناة (الأخبارية السورية)، صوراً عبر صفحتها على موقع (فيسبوك) و أنجزت عدة تقارير بشأن الاحتجاجات الأخيرة المندلعة في  مدن هولندية عدة، وربطت القناة التابعة لنظام بشار الأسد الاحتجاجات بما وصفته بـقضية "فضائح الحكومة الهولندية في دعم جماعات إرهابية في سوريا".

القناة نشرت عبر صفحتها على موقع (فيسبوك) يوم 25 كانون الثاني/يناير الجاري، الصور وكتبت في وصفها " بعد سلسلة فضائح التي بدأت مع انكشاف دورها في دعم 21 جماعة إرهابية في سوريا بأموال دافعي الضرائب في هولندا .. الحكومة الهولندية المستقيلة تواجه فوضى عارمة وتظاهرات تجتاح المدن الهولندية وسط دعوات للتصعيد".

وكما بثت القناة عدة تقارير على شاشتها في ذات الإطار ومنها تقرير تم بثه يوم الاثنين 25 كانون الثاني/يناير الجاري بعنوان "هولندا | اشتباكات مع المحتجين ..وانتقادات للحكومة بسبب دعم الإرهاب في سورية"

ونشرت عدة صفحات ومجموعات  الادعاء ذاته في موقع (فيسبوك) ويمكن الاطلاع على عينة منها في آخر هذه المادة .

دحض الادعاء

تتبعت منصة (تأكد) أخبار الاحتجاجات في هولندا للتحقق من الادعاء بأنها مرتبطة بقضية "فضائح الحكومة الهولندية في دعم جماعات إرهابية في سوريا"، واطلعت المنصة على تقارير نشرتها وبثتها وكالات عالمية وصحف ومواقع هولندية، فلم تعثر على أية نتائج تدعم الادعاء .

صحيفة (rtlnieuws) الهولندية تناولت الاحتجاجات ذاتها المُشار إليها أعلاه في تقرير نشرته يوم الأحد 24 كانون الثاني/يناير وضمنته كلمة لعمدة مدينة (أيندهوفن) وجهها للمحتجين عبّر خلالها عن تفهمه لمطالبهم الرافضة للقيود التي فرضتها حكومة بلاده، مشيراً إلى ضرورة التقيد بها بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، وهو ما ما لاحظته منصة تأكد في عينة كافية من تغطية وسائل الإعلام المحلية للاحتجاجات.

وأما بالنسبة لتغطية الوكالات العالمية، فقد نشرت (رويترز) يوم الإثنين 25 كانون الثاني/يناير تقريرا بشأن الاحتجاجات الهولندية ذكرت فيه اعتقال الشرطة 240 شخصا على مستوى البلاد نتيجة ضلوعهم في أعمال عنف وشغب وتخريب للمتلكات خلال الاحتجاجات ضد الإغلاق العام موضحة أن ما أسمتها "الاضطرابات" بدأت في اليوم الثاني من فرض قيود جديدة تُعد الأكثر صرامة للحد من فيروس كورونا بما فيها حظر التجول الليلي.

وإضافة إلى ما سبق، تواصل فريق (تأكد) مع السيد (سومر شعبان) وهو هولندي من أصول سوريّة ومقيم في هولندا منذ 30 عاما ويعمل بصفته استشاري في الحكومة الهولندية، وسألناه عن أسباب الاحتجاجات التي تشهدها بلاده في الآونة الأخيرة وأكد من جانبه أن الاحتجاجات انطلقت نتيجة تداعيات الحجر الصحي المستمر منذ 10 أشهر، وزاد قرار حظر التجول الليلي من استياء المواطنين ودفعهم للخروج في احتجاجات مناهضة تحولت بعد ذلك لأعمال عنف وشغب.

وأوضح (شعبان) أن استقالة الحكومة الهولندية منتصف شهر كانون الثاني/يناير الجاري لم تكن أيضا على صلة بالاحتجاجات، بل الاستقالة جرت عقب اكتشاف أخطاء وقعت في مصلحة الضرائب.

يشار إلى أن حكومة رئيس الوزراء الهولندي (مارك روته) قدمت استقالتها الجمعة 15 كانون الثاني/يناير على خلفية فضيحة إدارية تتعلق بالتحقيقات في مدفوعات تخص رعاية الأطفال التي وصفت بشكل خاطئ آلاف الآباء على أنهم "محتالين".

وسبقها العام الماضي، اتهامات لرئيس الحكومة بعرقلة تحقيقات بشأن تمويل مجموعات مسلحة، إلا أن رئيس الدفاع في الحكومة المستقيلة صرح حينها بأن"التحقيق سيؤدي إلى فضح معلومات سريّة".

الاستنتاج