ما حقيقة الخلاف بين الفصائل المدعومة من تركيا والق...
الثلاثاء 17 كانون أول - احتيال
أصدرت قيادة (فرقة السلطان محمد الفاتح) التابعة لـ (الجيش الوطني) السوري المعارض قبل يومين، أمراً إداريا ينص على إلغاء برنامج (واتس آب) من الأجهزة الإلكترونية التابعة لعناصرها وتفعيل برنامج (Bip) نظراً للتحديث الجديد في سياسة الخصوصية التي سيتبعها (واتس آب) اعتباراً من الشهر القادم، إلا أن تطبيق (واتس آب) يعتبر أكثر أمناً بالمقارنة مع تطبيق (Bip) .
أحمد بريمو الأربعاء 13 كانون ثاني 2021
أصدرت قيادة (فرقة السلطان محمد الفاتح) التابعة لـ (الجيش الوطني) السوري المعارض قبل يومين، أمراً إدارياً ينص على إلغاء برنامج (واتس آب) من الأجهزة الإلكترونية التابعة لعناصرها وتفعيل برنامج (Bip).
ومنحت إدارة الفرقة التابعة لـ (الجيش الوطني) السوري المعارض الألوية والكتائب والعناصر التابعين لها مهلة أربعة أيام لتطبيق الأمر الصادر بتاريخ 11 كانون الثاني/يناير عن قائدها تحت طائلة المسؤولية، مشيرة في بيانها -الذي تحققت منصة (تأكد) من صحته- إلى أن الأمر جاء نظراً للتحديث الجديد في سياسة الخصوصية التي سيتبعها (واتس آب) اعتباراً من الشهر القادم.
وأكد عناصر من المعارضة السورية المسلحة لمنصة (تأكد) أن أوامر مماثلة أصدرتها فصائل أخرى تتبع لـ (الجيش الوطني) السوري المعارض، وذلك تزامنا مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس الثلاثاء 12 كانون الثاني/يناير عن بدء استخدام تطبيقي (Bip) و (Telegram)، عبر صفحته الرسمية بموقع (فيسبوك).
اقرأ أيضاً: هل أصبح تطبيق (كلوب هاوس/Clubhouse) متوفراً على أندرويد؟
وشهد تطبيق المراسلة التركي (Bip) إقبالاً كبيراً خلال الأيام الأخيرة، عقب إعلان تطبيق واتساب اعتزامه إجراء تغيير في سياسات الخصوصية لعملائه.
ونقلت وكالة الأناضول التركية تصريحات أصدرتها شركة "تورك سيل" المالكة للتطبيق التركي يوم الاثنين 11 كانون الثاني/يناير الجاري قالت خلالها إن الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت اشتراك 4.6 ملايين مستخدم جديد بتطبيق "بيب" المطور محلياً.
ما هي البيانات التي يجمعها تطبيق (Bip)؟
توجهنا بهذا السؤال للمهندس السوري رامي هنانو والذي يعمل مستشاراً بالأمن الرقمي، فأجاب بأن تطبيق (Bip) لا يذكر في موقعه أنه يستخدم تقنية التشفير (end-to-end) والتي تعني أن الرسائل والبيانات التي يرسلها مستخدم التطبيق لا يمكن الاطلاع عليها إلا من قبل الطرف الآخر المرسل له، وهذه التقنية مستخدمة في تطبيق (WhatsApp) وستبقى مستخدمة فيه حتى بعد تطبيق سياسة الخصوصية الجديدة، بالتالي يعتبر (WhatsApp) أكثر أمانا من (Bip) على صعيد خصوصية المراسلات.
وأشار المستشار بالأمن الرقمي إلى أن (Bip) يجمع فعليا البيانات التي سيبدأ (WhatsApp) بجمعها بعد دخول سياسة الخصوصية الجديدة به حيز التطبيق، إضافة إلى أن (Bip) يقوم بتخزين نسخة من محتويات المراسلات التي تجري فيه من مراسلات وصور وفيديوهات ومقاطع صوتية، الأمر الذي لا تفعله (WhatsApp) على الإطلاق.
وأوضح المهندس السوري أن ذلك يترك بيانات المستخدمين تحت رحمة الشركة المخدمة للتطبيق (Bip) بالكامل، ويصبح أمر الالتزام بقانون حماية البيانات الشخصية التركي KVKK متروكاً لها، إضافة إلى أنها قد تضطر لتقديم بيانات المستخدمين للسلطات التركية بناء على أمر محكمة أو تحت ضغط آخر طالما أن البيانات محفوظة لديها.
مقارنة (Bip) مع أشهر التطبيقات المماثلة
بحثت منصة (تأكد) في المواقع المتخصصة بالأمن الرقمي والتي تصدر بشكل دوري تقارير ومراجعات لأشهر التطبيقات التي تستخدم في المحادثة الفورية والاتصال، مثل (WhatsApp, Telegram, iMessage, Viber, Signal) وغيرها من تطبيقات مماثلة، فلم تجد مراجع باللغة الإنكليزية حول تطبيق (Bip) كونه تطبيقاً تركياً طوره مهندسون أتراكا في العام 2013 .
استخدمنا اللغة التركية للبحث عن مراجع تتحدث عن تطبيق المراسلة التركي (Bip)، وتوصلنا إلى تقرير نشره موقع teyit المتخصص بتدقيق المعلومات بتاريخ 9 كانون الثاني/يناير الجاري، أجرى خلاله مقارنة بين البيانات التي تجمعها أشهر ثلاث تطبيقات مراسلة وهي (WatsApp و Telegram، Signal) مقابل ما يجمعه التطبيق التركي (Bip)، ليتبين أن التطبيقات الثلاثة الأخرى تجمع بيانات أقل من تلك التي يجمعها التطبيق التركي وتعتبر أكثر أماناً منه.
وفيما يلي جدول أعده موقع teyit التركي يتضمن شرحاً للبيانات التي تجمعها التطبيقات المذكورة، قامت منصة (تأكد) بترجمته للغة العربية وأضفنا إليه تقييماً لكل تطبيق بناء على رأي المستشار بالأمن الرقمي المهندس رامي هنانو:
وبالرغم من أن تطبيق (Bip) يقول عبر موقعه أنه لا يشارك البيانات مع أطرف أخرى، إلا أنه يشير بشكل صريح إلى أنه يحتفظ بنسخة منها لديه.
هل ستشارك (WhatsApp) مضمون محادثاتك مع الآخرين؟
تنص سياسة الخصوصية الجديدة الخاصة بـ"واتساب" على أنه يجوز مشاركة معلومات المستخدم التي تجمعها مع شركات "فيسبوك" الأخرى "للمساعدة في تشغيل خدماتها وعروضها وتوفيرها وتحسينها وفهمها وتخصيصها ودعمها وتسويقها".
ولكن، تقول الشركة إن ممارسات مشاركة البيانات هذه ليست جديدة. وقد أطلق آخر تحديث لخصوصية "واتساب" على مستوى العالم في العام 2016. آنذاك، وقدم لمستخدمي واتساب القدرة على إلغاء الاشتراك في مشاركة البيانات مع "فيسبوك"، وهو خيار كان متاحاً لفترة قصيرة فقط، أمّا في هذا التحديث الأخير، فقد أزيلت الإشارة إلى خيار إلغاء الاشتراك الذي انتهت صلاحيته الآن.
ويشرح المستشار بالأمن الرقمي المهندس رامي هنانو لمتابعي منصة (تأكد) التحديث الجديد الذي طرأ على سياسة الخصوصية بأن (WhatsApp) يعتمد تقنية التشفير طرفاً إلى طرف (end-to-end) التي تعني أن محتویات الرسائل من نصوص وصور وغیرها مشفرة (معمّاه) ولا تستطيع حتى مخدمات الشركة نفسها (فیس بوك) أن تقوم بفك تشفيرها لمعرفة محتويات هذه الرسائل ولكنه بالمقابل لا یقوم بحماية ما یسمى المعلومات الإضافية meta-data والتي هي كل معلومة تتعلق بالرسالة، الأمثلة عنها: هوية المرسل، هوية المستلم، هوية المصدر الأصلي للرسالة، عنوان IP الجهاز، وقت الإرسال والاستلام، حجم الرسالة، أسماء المجموعات، أعضاء المجموعات، الموقع الجغرافي، وغيرها.
وأوضح المهندس السوري أن اتفاقیة (واتس اب - فیس بوك) الجدیدة تعطي الإذن للشركة بحریّة استخدام كل تلك المعلومات المخزنة عنك - يقصد meta-data- مثلا بیع بیاناتكم لشركات التحلیل الأمني أو التحليل السياسي أو الاستخبارات أو على أقل تقدير شركات الإعلانات، وتلك البيانات تدفع مقابلها الحكومات والشركات ملايين الدولارات.
كيف يمكن أن يشكل استخدام المعلومات الإضافية خطراً علي؟
أجاب رامي هنانو عن السؤال بمثال مبسط قال فيه: تقوم (فیس بوك) بشكل دائم بعملية تسمى (profiling) أي تحدید الهویة والتي تعني توصیف كل مستخدم بوصف مختصر على سبیل المثال یوسف هو: ذكر، أربعيني متزوج، كیمیائي مقیم في استانبول، متابع للأخبار الروسیة، تصنيفه المالي 9، یرسل یوسف الكثير من الرسائل إلى فلان ورسائل دوریة إلى فلانة ورسائل مناسبات إلى آخرين، بالتالي وبقليل من المطابقات یتم كشف كل شيء عن یوسف ، من هم موظفوه و الموردون والزبائن والأصدقاء والأقارب وما درجة تفاعله مع كل منهم دون الحاجة إلى معرفة محتوى البيانات التي يرسلها يوسف.
ويرى هنانو أن هذه المعلومات عن شخص واحد كافیة لتسبب أي نوع من الأذى له كسرقة الزبائن أو الموردين والمشاكل الشخصية والكثير من المخاطر الأمنية التي لا داعي للخوض فیها. لذلك إنّ توافر هذه المعلومات عن شعوب بأكملها هو مفتاح خطیر في إحكام استغلالهم على كل الصعد.
ما هي النصائح إذاً؟
ينصح المستشار بالأمن الرقمي المهندس رامي هنانو متابعي منصة (تأكد) باستخدام تطبيق (Signal) وعدم استخدام تطبيق (Bip) حرصاً على بياناتهم وأمنهم الرقمي.
اقرأ أيضاً: هل تطبيق كلوب هاوس/Clubhouse آمن؟
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية