هذه الصورة لا توثق احتراق حافلة في هجوم صاروخي بري...
الخميس 05 كانون أول - احتيال
ادعت صحيفة محليّة أن عدداً من النشطاء السوريين حضروا اجتماعاً سرياً عقده فصيل "جيش الإسلام" في مدينة الباب شرق حلب بتاريخ 26 شباط الماضي بهدف التجييش والتحريض ضد منظمة حقوقية سوريّة قدّمت في وقت سابق شكوى ضد الفصيل المذكور أدت لاعتقال قيادي سابق فيه، إلا أن عدداً من النشطاء الذين وردت أسماؤهم أنهم حضروا الاجتماع، نفوا حضورهم أو علمهم بالاجتماع المذكور وقدموا أدلة على ذلك.
أحمد بريمو الاثنين 15 آذار 2021
الادعاء
ادعت صحيفة "جسر" المحليّة أن عدداً من النشطاء السوريين حضروا اجتماعاً سرياً عقده فصيل "جيش الإسلام" في مدينة الباب شرق حلب بتاريخ 26 شباط الماضي بهدف التجييش والتحريض ضد "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، على خلفية تقديمه شكوى ضد الفصيل، وأدت لاعتقال قيادي سابق فيه بفرنسا.
وعنونت الصحيفة تقريراً نشرته الجمعة 12 آذار- مارس "مصادر: رزان زيتونة اختطفها جيش الإسلام بأمر من ماهر الأسد وزهران خضع للابتزاز" ونقلت عن مصدر وصفته بـ"الموثوق" لم تسمه أن "اجتماعاً عقد بتاريخ 26 شباط/ فبراير من العام الجاري 2021، يوم الجمعة بعد صلاة الظهر، بمزرعة المدعو أبو صبحي الغريب بمنطقة الباب وحضر ضمن الاجتماع العديد من الشخصيات العسكرية والإعلامية من معظم فصائل المعارضة في الشمال وعدد من الناشطين الثوريين والإعلاميين ضمن مناطق الشمال المحرر".
وأضافت الصحيفة أن الاجتماع المشار إليه كان بهدف الحشد للدفاع عن "مجدي نعمة" المتحدث السابق باسم فصيل "جيش الإسلام" والموقوف لدى السلطات الفرنسية منذ شهر شباط/فبراير 2020 على خلفية شكوى قدمها "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" ضد الفصيل بسبب ما وصفها المركز بـ"الجرائم التي ارتكبتها المجموعة في الأعوام ما بين 2013 و 2018".
ومن الإعلاميين الذين ادعت الصحيفة في تقريرها أنهم حضروا الاجتماع "عبد الرحمن طفور"، و"زكوان كوكة"، و"رسلان رسلان"، و"يمان السيد"، و"عارف وتد"، و"أبو العباس حمزة عباس".
اقرأ أيضاً: الصورة التي تظهر تعرض مجدي نعمة (إسلام علوش) للاعتداء والضرب صحيحة وهذا مصدرها
نفى عدد من النشطاء الثوريين والإعلاميين الذين وردت أسماؤهم في تقرير صحيفة "جسر" مزاعم حضورهم اجتماعاً سريّا عقده "جيش الإسلام" بهدف الحشد للدفاع عن "مجدي نعمة" والتحريض ضد "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، وطالب الناشطون الصحيفة بالاعتذار.
منصة (تأكد) تواصلت مع خمسة من أصل ستة إعلاميين ادعت صحيفة "جسر" حضورهم الاجتماع المشار إليه، وجميعهم نفى حتى علمهم بالاجتماع، وفق قولهم.
الناشطون الذين تواصلت معهم منصة تأكد هم عارف وتد، حمزة عباس، عبد الرحمن طفور، يمان السيد، والناشط زكوان كوكة، وكشفوا أنهم تواصلوا مع رئيس تحرير صحيفة جسر عبدالناصر العايد لنفي حضورهم الاجتماع أو علمهم به وطالبوا بشطب أسمائهم من التقرير، إلا أن "العايد" رفض ذلك ودعاهم إلى اللجوء للقضاء.
وفيما يلي نص الرسالة التي أرسلها الناشط حمزة عباس عبر تطبيق (واتس آب) لرئيس تحرير صحيفة "جسر" عبد الناصر العايد:
لقطة شاشة من الرسالة التي أرسلها الناشط حمزة عباس لرئيس تحرير صحيفة جسر عبر (واتس آب)
وحصلت منصة (تأكد) من الناشطين الخمسة على قرائن قالوا إنها تثبت عدم وجودهم بالأصل في مدينة الباب خلال الاجتماع المذكور.
عارف وتد | إدلب - دوار السبع بحرات
عارف وتد الذي يعمل مصوراً لدى وكالة فرانس برس الفرنسية أكد أنه بتاريخ 26 شباط/فبراير كان في مدينة إدلب التي شهدت في ذلك اليوم مظاهرة مناهضة للنظام السوري خرجت بعد ظهر ذلك اليوم تحديداً في منطقة السبع بحرات وسط المدينة.
وأرسل وتد لمعد هذه المادة أدلة تثبت وجوده في مدينة إدلب التي تبعد عن مدينة الباب شرقي حلب مسافة طويلة ويحتاج من يرغب بالتنقل بين المدينتين مدة تزيد عن 4 ساعات بسيارة خاصة.
وزودنا "وتد" بالصورة أدناه والتي نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك في الساعة 14:27 الجمعة 26 شباط/فبراير الماضي وهو التوقيت الذي زعمت صحيفة جسر أن "وتد" كان فيه أحد الحاضرين للاجتماع السري المزعوم في مدينة الباب.
لقطة شاشة حساب عارف وتد يظهر خلال مظاهرة خرجت بمنطقة السبع بحرات داخل مدينة إدلب
كما أرسل المصور الذي يقيم حالياً في مدينة الدانا بريف إدلب، لقطة شاشة لبريد إلكتروني أرسله للوكالة الفرنسية في التاريخ ذاته تتضمّن ألبوماً من الصور التي التقطها خلال تغطيته المظاهرة المشار إليها.
لقطة شاشة من رسالة إلكترونية أرسلها عارف وتد لوكالة afp تتضمن مجموعة صور ألتقطها من المظاهرة التي حضرها بمدينة إدلب
عبد الرحمن طفور | عفرين - بستان قرب نهر المدينة
الناشط الإعلامي عبد الرحمن طفور الذي يعمل مع "شبكة مراسلي ريف دمشق"، قال بدوره إنه كان موجوداً في مدينة عفرين شمالي حلب يوم الجمعة 26 شباط/فبراير طوال الفترة ما بين الصباح وحتى عصر ذلك اليوم في نزهة لأحد بساتين المنطقة الواقعة على طرف نهر عفرين مع عدد من زملائه الذين ذكر أسماءهم وهم عبد الرحمن الدوخي، أمين أبو عبد الله الشامي، فداء الشامي، رسلان أبو عمر، خالد الرفاعي، وبراء أبو يحيى.
وأرسل طفور صورة تجمعه مع الأشخاص الذين ذكر أسماءهم، كدليل إثبات وطلب منا إخفاء وجهي اثنين من الموجودين، ونحتفظ بالصورة الأصلية التي تثبت بياناتها الوصفية أنها التقطت في الموقع ذاته الظاهر بالخريطة المرفقة في تمام الساعة 11:44 ظهر يوم الجمعة 26 شباط/فبراير.
صورة يظهر فيها الناشط عبد الرحمن طفور ملتقطة ظهر يوم 26 شباط بالقرب من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي
المنطقة التي أثبت طفور أنه كان موجوداً فيها بمدينة عفرين شمالي حلب في ذلك اليوم بعيدةٌ نسبياً عن مدينة الباب، ويحتاج من يرغب بالتنقل بين المنطقتين مدة لا تقل عن ساعتين بسيارة خاصة.
حمزة عباس | عفرين - جبل ترندة
أما حمزة عباس الذي يعمل مراسلاً لـ "وكالة زيتون" السوريّة قال إنه كان موجوداً في عفرين - منطقة جبل ترندة بصحبة ابنه وأحد أبناء بلدته، وأرسل لنا صوراً لإثبات ذلك، وقمنا بدورنا بالتحقق من البيانات الوصفية بعد حصولنا على نسخ أصلية منها فتبين أنها ملتقطة بتاريخ 26 شباط/ فبراير 2021 بين الساعة 15:02 و15:48.
لقطة شاشة للصور الأصلية مرفوعة على Google Drive
أما الناشط زكوان كوكة الذي قال إنه يعمل مدرساً للغة الإنكليزية في ثانوية الذكور في عفرين شمالي حلب، إضافة لكونه ناشطاً مدنياً لا يعمل مع أي جهة إعلامية، قال إنه كان موجوداً في مدينة عفرين بالتاريخ المذكور، وأدى صلاة الجمعة في مُصلّى أحمد بن حنبل وعاد لمنزله.
بدوره نفى يمان السيد الذي يعمل مراسلاً لقناة أورينت السورية خروجه من منطقة عفرين التي يقيم فيها حالياً منذ نحو شهرين، مشيراً إلى أنه يستعين بمصوّرين آخرين حين يضطر لاستخدام لقطات من مناطق أخرى، وشدد على أنه كان موجوداً في منزله بتاريخ الاجتماع المزعوم.
وأجمع النشطاء الخمسة الذين تواصلت معهم (تأكد) على عدم معرفتهم بالناشط السادس الذي قالت صحيفة جسر إنه كان حاضراً معهم والذي يدعى رسلان رسلان، ولم تستطع المنصة الوصول إليه والتواصل معه، مشيرين إلى أنهم يتواصلون مع "رابطة الصحفيين السوريين" من أجل أن تتقدم باسمهم بدعوى قضائية في المحاكم الفرنسية بحق صحيفة "جسر".
أبو صبحي الغريب ومزرعته
صحيفة جسر ذكرت في تقريرها المشار إليه أن الاجتماع السري الذي أقامه "جيش الإسلام" جرى في "مزرعة المدعو أبو صبحي الغريب بمنطقة الباب"، ورصدت المنصة تعليقاً للشخص المذكور على التقرير الذي نشرته الصحيفة عدة مرات عبر منصاتها وقمنا بالتواصل معه وسألناه عن الاجتماع، ومكان وجوده في ذلك التاريخ والتوقيت -تاريخ وتوقيت عقد الاجتماع بحسب الصحيفة-، ليؤكد أنه كان موجوداً في منطقة قباسين الواقعة بالقرب من مدينة الباب، وشارك في مظاهرة مناهضة للنظام السوري خرجت في ذلك اليوم.
وأرسل الغريب تسجيلاً مصوراً نشره على صفحته يظهر فيه وسط المظاهرة التي شارك بها العشرات من سكان المنطقة الواقعة بالقرب من مدينة الباب، مشيراً إلى أنه لا يملك أي مزرعة في مدينة الباب، وإنما يقيم في سكن مؤلف من غرفتين بمساحة تقدر بثلاثين متر مربع قُدّم له من قبل إحدى المنظمات الخيرية في منطقة سوسيان التابعة لمدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وأكد لنا ثلاثة نشطاء محليين في منطقتي الباب وقباسين ممن شاركوا في المظاهرة التي خرجت عقب صلاة الجمعة المصادف 26 شباط/فبراير بأن أبو صبحي الغريب كان حاضراً طوال الوقت في المظاهرة التي استمرت لنحو ساعة، مؤكدين في الوقت ذاته أن الغريب يقيم في السكن الذي تحدث عنه.
رد صحيفة جسر
تواصلت منصة (تأكد) مع أحد محرري صحيفة جسر وأرسلت إليه مجموعة أسئلة تتعلق بالأدلة التي استندت إليها الصحيفة في نقل شهادة مصدرها الذي وصفته بـ"الموثوق" بخصوص حضور النشطاء، إلا أن المحرر نقل عن رئيس تحرير الصحيفة رفضه الإجابة على أي من أسئلتنا مبرراً بأنه "تواصل مع أصحاب الشأن وأن الصحيفة ملزمة بنشر ردهم، مضيفاً في الوقت ذاته وجود وثيقة تثبت بشكل قاطع حضور المذكورين جميعهم، مؤكداً أن هذه الوثيقة لن تُقدم إلا للقضاء"، ونوّه رئيس تحرير صحيفة جسر إلى أن المنظمات القادرة على رفع دعوى على الصحيفة في فرنسا كثيرة".
اقرأ أيضاً: معلومات خاطئة ينشرها موقع (المدن) عن التهم الموجهة إلى (إسلام علوش)
هذا التحقيق أعد بالتعاون مع الزميل عروة سوسي في إطار برنامج (زمالة تأكد) 2021.
المصدر | العلامة | المواد |
---|---|---|
صحيفة الجسر | -30 |
- هل أوقفت أربيل تأشيرات دخول السوريين إلى إقليم كردستان؟
- ما حقيقة عثور لاجئ سوري في تركيا على مبلغ 500 ألف يورو؟ |
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية