ما حقيقة طلب أنقرة من المعارضة السورية مغادرة الأراضي التركية؟

الادعاء 

نشرت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أمس الأحد 28 آب 2022، ادعاء يزعم أن الحكومة التركية أمرت "الائتلاف الوطني السوري" لقوى الثورة والمعارضة السورية، بوقف نشاطاته في تركيا والخروج من البلاد باتجاه دولة أُخرى، مضيفة أن أنقرة أبلغت "الائتلاف" عزمها على إعادة العلاقات مع النظام السوري.

ولم تذكر الوكالة الإيرانية مصدر الادعاء، وقالت إن مراسلها نقله عن "بعض المصادر"، لافتة أن المعارضة السورية وافقت على الطلب التركي.

سياق الادعاء 

نشرت وكالة "تسنيم" الإيرانية هذا الادعاء عقب 4 أيام من اجتماع لوزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، مع رئيس "الائتلاف" سالم المسلط، ورئيس "الحكومة السورية المؤقتة" مصطفى عبد الرحمن، ورئيس "هيئة التفاوض" بدر جاموس.

ووفق ما ذكرت وكالة "الأناضول" التركية، فإنه خلال الاجتماع بين الجانبين في أنقرة، قال الوزير التركي: "إننا نقدر وندعم مساهمة المعارضة في العملية السياسية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"، دون ذكر تفاصيل أُخرى حول سبب الاجتماع.

وفي 11 آب الجاري، صرح وزير الخارجية التركي أنه أجرى محادثة قصيرة مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في تشرين الأول الماضي بالعاصمة الصربية بلغراد، مشدداً على ضرورة تحقيق "مصالحة" بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، لتحقيق السلام، وفق ما نقلت قناة "الجزيرة".

دحض الادعاء

تتبعت منصة "تأكد" الادعاء الذي نشرته وكالة "تسنيم"، حول طلب السلطات التركية من "الائتلاف" مغادرة البلاد، وموافقة الأخير على الطلب، وتبيّن أنه غير مؤكد.

ولم تذكر الوكالة الإيرانية أي مصدر معلوم للادعاء، واكتفت بالقول إن مراسلها نقله عن "مصادر مطلعة". من جانبه، نفت شخصيات من "الائتلاف" هذا الادعاء، لصحفيين ووسائل إعلامية سورية بينها قناة "تلفزيون سوريا".

وقال سالم المسلط رئيس "الائتلاف" للقناة: "عندما قتل النظام السوري وحليفه في الإجرام النظام الإيراني مئات الآلاف من السوريين، احتضنت تركيا ملايين السوريين... أؤكد أن لا صحة لتلفيقاتهم، وما وجدنا في اجتماعاتنا مع الإخوة الأتراك ومؤخراً مع وزير الخارجية التركية، إلا كل دعم للشعب السوري ووقوفهم إلى جانب قضيته العادلة".

وأضاف: ""من يسهل عليه قتل المدنيين والأطفال يسهل عليه الكذب والتضليل.. سيبقى أشقاؤنا وأصدقاؤنا إلى جانبنا وداعمين لقضية شعبنا في مطالبه العادلة بدولة خالية من الاستبداد والإرهاب والحقد، دولة الحرية والديمقراطية والعدالة".

وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق من جانب الحكومة التركية، على الادعاء الذي نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية.

الاستنتاج