هل دعا قائد قوات (قسد) التحالف الدولي إلى التدخل السريع في دير الزور؟

الادعاء

تداولت صفحات إخبارية وحسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثاً، تصريحاً منسوباً لقائد قوات (قسد)، مظلوم عبدي، يقول فيه "ندعو أصدقائنا في التحالف الدولي إلى التدخل السريع لأن قواتنا بدأت تخسر محافظة دير الزور".

ونشر حساب يحمل اسم "فرات - Furat" بموقع فيسبوك، التصريح المزعوم على شكل "خبر عاجل" يوم الجمعة 1 أيلول/سبتمبر الجاري، وادّعى الحساب أن التصريح منقول من صفحة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، على منصة إكس.

وحظي الادعاء والتصريح المنسوب لقائد قوات (قسد) بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت صفحات وحسابات شخصية بنشره، تطلعون على عينة منها بجدول مصادر الادعاء.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة "تأكد" من الادعاء الذي زعم أن قائد قوات (قسد)، قال "ندعو أصدقائنا في التحالف الدولي إلى التدخل السريع لأن قواتنا بدأت تخسر محافظة دير الزور"، فتبين أنه ملفق ولا مصدر له. 

ولم يظهر البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء باللغات العربية والإنجليزية والكردية، أي نتائج داعمة له، كما شمل البحث الحسابات التابعة للقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، و مواقع وصحف إخبارية رسمية من ضمنها، الموقع الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية و المركز الإعلامي التابع لها.

وأظهرت نتائج البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء أن مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي، صرح لقناة الحدث أن الأحداث التي جرت في دير الزور كانت في ثلاث قرى من أصل 120 قرية أخرى تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية و أن القوات حازمة وتستطيع إنهاء أي معركة بأقل الخسائر وأن هذه المجموعات المسلحة الصغيرة قادمة من مناطق النظام و تحاول جر الاشتباكات إلى مناطق المدنيين في دير الزور. وأضاف فرهاد أن قوات التحالف مطلعة على العمليات التي تجري بالمنطقة. ولم يذكر فرهاد أي أنباء حول دعم قوات التحالف لقوات (قسد) على الأرض في دير الزور.

#دير_الزور
توضيح الأحداث التي تجري هناك على قناة الحدث pic.twitter.com/EVK8Ol2el9

— Farhad Shami (@farhad_shami) September 3, 2023

وتمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بعد أن دفعت بتعزيزات كبيرة، خلال اليومين الماضيين من السيطرة على مدينة البصيرة، بعد انسحاب مقاتلي العشائر منها، وذلك بعد سيطرتها على عدد من القرى والبلدات الأخرى في المنطقة، فيما حقق مقاتلو العشائر تقدماً في الجبهات الجديدة التي فتحوها ضد "قسد" في شمالي البلاد.  

وقال التحالف الدولي في بيان، الجمعة 1 إيلول/سبتمبر الجاري، إن الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والعشائر العربية في شمال شرق سوريا "يجب أن تتوقف". وأضاف البيان: "ما زلنا نركز على العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم (داعش)، دعما للأمن والاستقرار الإقليميين". وأكد البيان أن "الانحرافات عن هذا العمل الحاسم تخلق عدم استقرار، وتزيد من خطر عودة ظهور داعش".

واتسعت رقعة القتال في شرق سوريا بين العشائر العربية، وقوات سوريا الديمقراطية، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عقد اجتماع بين زعماء من الجانبين، في مسعى لوقف القتال. وقالت السفارة الأميركية إن اللقاء جمع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، وقائد التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ووجهاء عشائر من دير الزور، ومسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية.

واتفق المجتمعون على "ضرورة معالجة شكاوى سكان دير الزور"، وتأكيد "مخاطر تدخل جهات خارجية" في المحافظة، وضرورة تفادي سقوط قتلى وضحايا مدنيين، وخفض العنف في أقرب وقت ممكن. وشدد المسؤولان الأميركيان خلال اللقاء على "أهمية الشراكة القوية" بين بلادهم وقوات سوريا الديمقراطية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

الاستنتاج