هذا المقطع ليس لحشد لاجئين لبنانيين يعبرون الحدود...
السبت 05 تشرين أول - احتيال
فريق التحرير الأحد 15 تشرين أول 2023
في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أطلقت الفصائل فلسطينية في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية "السيوف الحديدية"، قائلا في بيان، "إن طائراته بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس"
ولليوم التاسع، يتعرض قطاع غزة المحاصر لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين وأسفرت عن نزوح جماعي، وسط محاولة إسرائيلية لتفريغ المنطقة الشمالية من غزة من سكانها.
ومنذ اليوم الأول للعملية أطلق الاحتلال الإسرائيلي سيلاً من المعلومات الكاذبة والأخبار المضللة التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية دون التحقق من صحتها. وفيما يلي أبرز الادعاءات التي رصدتها منصة "تأكد".
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في اجتماع عقد في 11 تشرين الأول/أكتوبر مع زعماء الجالية اليهودية: "لم أعتقد قط أنني سأرى أو تأكدت من وجود صور لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال".
وتداول عدد من المسؤولين عبر العالم مزاعم عن قيام عناصر من "كتائب القسام"، بـ"قطع رؤوس العديد من الأطفال الإسرائيليين"، كما نشرت وسائل إعلام عالمية منها فوكس نيوز، نيويورك بوست وغيرها، الادعاء ذاته مع نسبه لقناة i24NEWS الإسرائيلية.
وقالت مراسلة قناة i24NEWS، نيكول زيديك، في تقرير حي بثته القناة في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن 40 رضيعا إسرائيليا قتلوا، غالبيتهم مقطوعي الرأس في مستوطنة "كفار عزة" القريبة من الحدود مع قطاع غزة. وبعد لحظات من بث التقرير ادعت المراسلة على منصة إكس أن "الجنود هم من أخبروها أنهم يعتقدون أن 40 رضيعاً وطفلاً قتلوا"
وبعد تداول الادعاء صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، للأناضول، الثلاثاء 12 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بأنه ليس لدى الجيش الإسرائيلي أي معلومات تؤكد مزاعم قيام "حماس" بقطع رؤوس أطفال.
كما تراجع البيت الأبيض عن تصريحات الرئيس بايدن وأوضح في بيان، إن بايدن والمسؤولين الأميركيين "لم يروا صوراً، أو يتحققوا بشكل مستقل من أن حماس قامت بقطع رؤوس أطفال"، لافتاً أن بايدن بنى تعليقاته على مزاعم متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي وتقارير إعلامية.
ونفت حركة "حماس" الفلسطينية، الأربعاء 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، الادعاءات المنسوبة لها في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، وقالت الحركة: "نؤكّد بشكلٍ قاطع، كذب الادعاءات الملفقة التي تروّجها بعض وسائل الإعلام الغربية والتي تتبنى بشكلٍ غير مهني الرواية الصهيونية المليئة بالأكاذيب والافتراءات على شعبنا الفلسطيني ومقاومته، والتي كان آخرها الادعاء بقتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين".
واعتبرت الحركة "التبني والانحياز إلى الرواية الصهيونية دون تحقّق، ما هو إلا سقوط إعلامي؛ في محاولة للتستر على جرائم الاحتلال ومجازره التي يرتكبها ليل نهار في غزة والتي ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية باستهدافه المدنيين وقطع الكهرباء والماء والمواد الغذائية والطبية عنهم".
كما ويتم أيضاً، تداول أنباء على وسائل الإعلام العالمية حول وقوع حالات اغتصاب للنساء الإسرائيليات، والتي أكدوها انطلاقاً من خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قال فيه: "رأينا فتياناً وفتيات مقيدين، وقد أصيبوا برصاصة في الرأس. حرق الرجال والنساء أحياء. الشابات اللاتي اغتصبن وذبحن".
ومع ذلك لا يوجد أي أدلة حول حالات اغتصاب محددة أثناء الهجوم الذي شنته حماس. كما وتراجعت بعض وسائل الإعلام عن الادعاء المتداول، كصحيفة لوس أنجلوس تايمز التي حذفت الإشارة إلى الاغتصاب من مقال رأي نشرته بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لأن التقارير لم يتم إثباتها من قبل أي جهة.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر مقتل فتاة إسرائيلية-ألمانية تدعى شاني لوك على نطاق واسع، بعد هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة.
وكانت شاني لوك، تحضر مهرجانا بالقرب من حدود غزة عندما اقتحمت حماس المنطقة. وقالت والدتها، ريكاردا، إنها شاهدت مقطع فيديو لشاني بعد اختطافها. وأضافت فيما بعد إن ابنتها على قيد الحياة وتتلقى العلاج في قطاع غزة. وقالت ريكاردا لقناة "إن تي في" التلفزيونية: "لدينا الآن معلومات إضافية تفيد بأن شاني على قيد الحياة"، مضيفة أنها تلقت المعلومات من مصادر فلسطينية لم تذكر اسمها. وأضافت الأم أن لوك أصيب بجروح خطيرة، وطلبت من الحكومة الألمانية المساعدة والتحرك السريع.
نشر المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي، أوفير جندلمان، مقطع فيديو يظهر فتاة صغيرة تائهة، وادعى أنها "رضيعة إسرائيلية مخطوفة في غزة". لكن الفيديو الأصلي الذي عثرت عليه منصة "تأكد" تم نشره من قبل حساب يدعى "izzeddin_masama" على موقع تيك توك في الثامن من أيلول/سبتمبر الفائت، على أنه لفتاة صغيرة تائهة. ولم يذكر ناشر المقطع أي معلومات حول مكان تصوير الفيديو. وقد تم حذفه لاحقاً.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو ادعى أنه للقصف الإسرائيلي على غزة، بينما أظهرت نتائج البحث الذي أجراه فريق منصة "تأكد" أن المقطع المصور يظهر قصف النظام السوري لمدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي.
أعلن الفنان الكندي جاستن بيبر عن دعمه للاحتلال الإسرائيلي عبر نشره صورة من حجم الدمار الهائل في قطاع غزة وارفقها بعبارة "ادعوا لأجل إسرائيل" على صفحته في إنستغرام. وبعد هجوم واسع من قبل ناشطين متضامنين مع القضية الفلسطينية، حذف بيبر الصورة، وأعاد نشر عبارة "ادعوا لأجل إسرائيل"، دون أي صور.
وفي حادثة مشابهة، نشرت الممثلة الأمريكية جيمي لي كرتيس تدوينة، تضامنت فيها مع الأطفال الإسرائيليين، لكنها وضعت صورة لأطفال من قطاع غزة مذعورين من القصف الإسرائيلي.
وكتبت لي كرتيس تعليقا على الصورة: "الرعب من السماء"، و تضامنت مع الاحتلال بوضع العلم الإسرائيلي، في صفحتها عبر "إنستغرام". وقامت لي كرتيس بحذف التدوينة أيضا، واستبدلت بها أخرى دعت فيها إلى حماية الأطفال أيا كانوا، مع وضع إشارة لمؤسسة تديرها تهتم بالأطفال.
وقال ناشطون إن "الفضيحة" التي سقط بها جاستن بيبر، ولي كرتيس، وعدم اعتذارهما عنها، تشير إلى مدى التضليل الممارس من قبل الإعلام الغربي تجاه ما يجري في فلسطين.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية