هل سيطر نظام الأسد على 90 بالمئة من مساحة سوريا كما زعم وزير الدفاع الروسي مؤخراً؟

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال مقابلة مع رئيس تحرير وكالة تاس ميخائيل بيتروف: "في سوريا، اسمحوا لي أن أذكركم أنه عندما بدأنا تقديم المساعدة للحكومة السورية بقرار من رئيسنا، كانت مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطات السورية تزيد قليلاً عن 17٪. اليوم هو أكثر من 90٪".

جاء ذلك في معرض حديثه عن النجاحات التي حققتها القوات الروسية في معركة السيطرة على منطقة أفديفكا جنوب شرق أوكرانيا، حيث أشاد شويغو بالطيارين الروس مؤكداً أنهم اكتسبوا خبرة قتالية في سوريا إذ نفذ كل منهم تقريباً 100 و 200 طلعة قتالية أو ربما أكثر.

الادعاء الذي أدلى به شويغو حيال سيطرة نظام الأسد على 90 بالمئة من سوريا تناقلته العديد من وسائل الإعلام السورية والعربية من بينها موقع تلفزيون سوريا ووكالة أوقات الشام وراديو فرش، دون التشكيك بنسبة السيطرة التي جاءت على لسان الوزير. 

دحض الادعاء

راجع فريق منصة "تأكد" المصادر السورية والدولية لتوزع مناطق السيطرة في سوريا وخلص إلى أن ادعاء الوزير بسيطرة نظام الأسد على 90 بالمئة من سوريا هو ادعاء كاذب.

وبحسب خرائط تحليلية للسيطرة والنفوذ صادرة عن مركز جسور للدراسات نهاية عام 2023، تسيطر قوات نظام الأسد على نسبة 63.38 بالمئة من مساحة سوريا، بينما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكياً، على على مساحة تقدر بـ 25.64 بالمئة، في حين تبلغ نسبة سيطرة فصائل المعارضة المدعومة تركياً وهيئة تحرير الشام 10.98 بالمئة.

الخارطة التي يقدمها المركز عن مناطق سيطرة كل طرف تتشابه إلى حد كبير مع خرائط نشرها موقع الأمم المتحدة منتصف عام 2023.

 كما تتشابه تلك الخارطة مع خرائط صادرة عن جهات أخرى مثل مركز كارتر وموقع liveuamap، غير أن تلك المواقع تكتفي بتحديد مناطق انتشار الأطراف المتصارعة دون تحديد نسب السيطرة في تقاريرها.

الجدير بالذكر أن خارطة مناطق السيطرة في سوريا لم تتغير سوى بشكل محدود للغاية منذ 5 من آذار 2020 حينما أعلن الرئيسان التركي والروسي عن التوصل لـ وقف لإطلاق النار في إدلب.

الاستنتاج