ما حقيقة المشادة الكلامية بين بشار الأسد ونجيب ميقاتي في قمة الرياض؟

الادعاء

نشرت صفحات ومستخدمون لمواقع التواصل مقطعاً مصوراً يحمل شعار قناة الجزيرة التلفزيونية، إلى جانب شريط عاجل باللون الأحمر مع عبارة "مشكلة بين نجيب ميقاتي مع بشار الاسد أغضبت القمة العربية".

ويظهر في التسجيل مذيعة وهي تقدم الخبر مع قراءة نص الادعاء الوارد في الشريط الإخباري، حيث ظهر نجيب ميقاتي وهو يطلب من رئيس النظام السوري بشار الأسد الصمت؛ كونه يتكلم عن السلام في لبنان وغزة وهو من قتل أطفال سوريا.

ورد بشار الأسد في المقطع المنسوب له بقوله: "أقول لك يا استاذ نجيب ميقاتي، ليس أنا من قتل اطفال سوريا، حزب الله هو السبب وأنا ليس لدي علاقة ولا تتجرأ مرة أخرى بتوجيه هذا الكلام، أنا أحترمك لأنك في القمة العربية" -وفق نص الحديث الوارد في التسجيل-.

وساهمت عدة صفحات ومستخدمون لمواقع التواصل وتطبيقات الدردشة بنشر الادعاء تجدون عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة (تأكد) من مقطع الفيديو الذي زُعم أنه يظهر "مشادة كلامية بين بشار الأسد ونجيب ميقاتي في قمة الرياض"، فتبيّن أنه غير صحيح.

وأظهرت نتائج البحث العكسي باستخدام أداة InVid أن المقطع المتداول رفقة الادعاء مصدره حساب على منصة تيك توك يحمل اسم (الجزيرة مباشر) ينتحل صفة الحساب الرسمي للقناة القطرية على المنصة.

ويتضح أن الحساب المشار إليه ينشط في نشر مقاطع مماثلة مولدة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، علما أن المقطع المنشور على أنه مشادة بين بشار الأسد ونجيب ميقاتي حاز على أكثر من 4 مليون مشاهدة.

وتبين أن الحساب استخدم صور المذيعة رولا الخطيب العاملة في قناة الحدث السعودية وليس قناة الجزيرة القطرية، وخلال متابعة كلمة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، لم يرد فيها أي مشادة كلامية.

وكذلك لم يظهر خلال متابعة كلمة رئيس النظام السوري بشار الأسد أي نتائج تدعم الادعاء المتداول، كما لم تذكر أي وسيلة إعلامية رسمية حدوث مشادة كلامية خلال القمة العربية الإسلامية في الرياض.

التزييف العميق وتوليد المحتوى المضلل عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي

التزييف العميق أو Deepfake هي تقنية تقوم على صنع فيديوهات مزيفة عبر برامج حاسوبية باستخدام الذكاء الاصطناعي حيث تقوم هذه التقنية على دمج عدد من الصور ومقاطع الفيديو لشخصية ما من أجل إنتاج مقطع فيديو جديد.

ويتم إنشاء مقاطع الفيديو المزيفة بطريقتين، فيمكنها استخدام مصدر فيديو أصلي للهدف، حيث يتم إجبار الشخص على قول وفعل أشياء لم يفعلها أبدًا؛ أو يمكنها تبديل وجه الشخص بمقطع فيديو لشخص آخر، وهو ما يُعرف أيضًا باسم تبديل الوجه.

ولا يمكن إنكار قدرة التكنولوجيا على تزييف جميع أنواع المحتوى باستخدام تقنيات التوليد والتوليف لإنتاج محتوى صادق ظاهرياً؛ ويمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الأخبار الزائفة وحجبها قبل انتشارها جماهيراً، ولكن الحديث يتلخص في الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في ظاهرة الأخبار الزائفة مبالغاً فيه.

هذا وسهلت تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل برامج استنساخ الصوت والنماذج اللغوية الكبيرة، وبرامج توليد النصوص إلى صور، من إنشاء المحتوى المُضلل.

الاستنتاج