ما حقيقة طلب "الجيش الإسرائيلي" إخلاء مناطق سكنية...
السبت 16 تشرين ثاني - احتيال
انتشر تسجيل مصوّر على موقعي (فيسبوك) و(تويتر) يظهر اعتقال عنصرين من الشرطة شخصاً بعد تثبيته على الأرض، وادعى ناشرو التسجيل أنه يصوّر مداهمة الشرطة الفرنسية مؤخراً منزل أربعة أطفال أتراك مدينة (ألبيرفيل) الفرنسية، إلا أن هذا الادعاء غير صحيح، والفيديو يعود إلى عام 2019، في حين لم تنشر أي تسجيلات مصورة لعملية اعتقال الأطفال -ثلاثة ذوي أصول تركية وواحد جزائري- التي حصلت في مدينة (ألبيرفيل) الفرنسية.
ضرار خطاب الأحد 08 تشرين ثاني 2020
نشرت حسابات مستخدمين وصفحات على مواقع التواصل تسجيلاً مصوراً، يظهر فيه شرطيان خلال اعتقالهما شخص بعد تثبيته على الأرض بطريقة عنيفة، وسط صرخات اعتراض بدت أنها صادرة عن فتاة تصوّر الفيديو، لينتهي التسجيل باعتقال الشخص.
وادعت العديد من الحسابات أن التسجيل يظهر اعتقال الشرطة الفرنسية أربعة أطفال أتراك بعمر 10 سنوات في مدينة (ألبيرفيل) الفرنسية، بعد نقاش دار في مدرستهم حول "الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد".
وتبيّن خلال البحث أن حساب قناة (TRT عربي) التركية على موقع (تويتر)، كان من أوائل الحسابات التي نشرت التسجيل، حيث حصل على أكثر من 730 إعادة تغريد، وأكثر من 50 ألف مشاهدة.
ونشرت (TRT عربي) التسجيل مرفقاً بتغريدة ورد فيها: "بعد نقاش في مدرستهم حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي داهمت الشرطة الفرنسية منزل 4 أطفال أتراك يبلغون من العمر 10 سنوات بمدينة (ألبيرفيل) في فرنسا، واقتادتهم إلى مركز الشرطة واستجوبتهم لمدة 11 ساعة".
كما نشرت التسجيل العديد من الحسابات على موقع (تويتر) التسجيل ذاته مدعيةً أنه يصوّر مداهمة الشرطة الفرنسية منزل عائلة مسلمة، واعتقال أربعة أطفال مسلمين عبروا عن استيائهم من الرسوم المسيئة للنبي محمد، ويمكن الاطلاع على بعضها هـــــنا وهـــــنا.
كما يمكن الاطلاع على بعض الحسابات والصفحات التي نشرت ذات التسجيل والادعاء على موقع (فيسبوك) هـــــنا وهـــــنا وهـــــنا وهـــــنا
التحقق من الخبر
بعد بحث أجرته منصة (تأكد)، تبيّن أن الشرطة الفرنسية أقدمت بالفعل على اعتقال أربعة أطفال في مدينة (ألبيرفيل) جنوبي فرنسا يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الجاري، وبحسب مصادر صحفية فرنسية متعددة، فإن الشرطة اعتقلت الأطفال الأربعة ذوي العشر سنوات واستجوبتهم لنحو تسع ساعات بخصوص أقوال صدرت عنهم في المدرسة، يمكن اعتبارها "تبريراً للإرهاب"، ووفق لوكالة الأناضول فإن ثلاثة من الأطفال أصولهم تركية، والرابع من أصل جزائري.
وحسب ما ورد في فيديو توضيحي نشرته وزارة الداخلية الفرنسية على حسابها في موقع (تويتر) ووفق ما نشرته الصحافة الفرنسية، فإن الأطفال المعتقلين برروا جريمة قتل المدرس الفرنسي (صامويل باتي) الذي قتله شاب شيشاني في 16 تشرين الأول/أكتوبر بعد عرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد في درس عن حرية التعبير.
ووقف الطلاب في مدارس فرنسا يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر دقيقة صمت حداداً على روح المدرس الفرنسي (صامويل باتي)، وعُقدت في جميع المدارس جلسات نقاش بين المعلمين والطلاب حول تلك الجريمة.
وبحسب الصحافة الفرنسية، فإن الأطفال المعتقلين أدلوا بأقوال بررت جريمة قتل (باتي) خلال جلسة لنقاش الجريمة عقدت في مدرستهم بعد دقيقة الصمت، ثم أرسلوا ورقة إلى المدرس الذي كان يدير الجلسة، كُتب عليها (أنت أيضاً سوف تموت). دفع ذلك الشرطة إلى مداهمة منازلهم واقتيادهم إلى أحد مراكزها، ليخضعوا لتحقيق دام نحو تسع ساعات، تبيّن بعده براءة طفلة من بين الاطفال الأربعة من أي تهمة، في حين اعتراف الأطفال الثلاثة المتبقين بما نسب إليهم، ثم اعتذروا عما قالوه، لتبقيهم السلطات الفرنسية تحت المراقبة.
ويمكن الاطلاع على بعض المصادر الصحفية الفرنسية التي تناولت الحدث هــــــنا وهــــــنا وهــــــنا
وبالمقابل، ذكرت مصادر إعلامية تركية بينها وكالة الأناضول نقلاً عن آباء الأطفال الأربعة أن الشرطة الفرنسية استخدمت القوة المفرطة والترهيب خلال اعتقال أبنائهم، وطرحت على أفراد العائلة أسئلة عن موقفهم من الخلاف بين الرئيسين التركي والفرنسي. لكن دون أن تشير الوكالة إلى وجود أي تسجيل مصوّر متعلق بالحادثة.
التحقق من الفيديو
استخدمت منصة (تأكد) عدة وسائل للتحقق من تسجيل الفيديو الذي ورد مرفقاً بخبر اعتقال الأطفال على أنه اقتحام، وتبيّن أن لا علاقة له بحادثة اعتقال هؤلاء الأطفال، وباستخدام محرك البحث العكسي عن الفيديو (InVID)، تبيّن أن الفيديو نشر في تشرين الأول من العام 2019 على موقع (يني شفق) التركي، تحت عنوان "رصد وحشية الشرطة الفرنسية ضد امرأة محجبة في شريط فيديو"، دون وجود أي معلومات تشير إلى زمان ومكان التسجيل أو الحادثة، أو حتى سببها.
وبمزيد من البحث باستخدام كلمات مفتاحية مناسبة، تبيّن أن تسجيلاً أطول بنحو 15 ثانية نشر أيضاً في آب من العام 2019 على مواقع التواصل تحت عنوان "من بلاد العنصرية - الشرطة الفرنسية تعتدي على فتاة مسلمة محجبة على طريقة المصارعة الحرة"، وتضمن هذا التسجيل الفيديو الذي نشرته (TRT عربي).
ويتضح من خلال الشارة التي بدت على ساعد أحد الشرطيين أنه ينتمي إلى الشرطة الوطنية الفرنسية، في حين تعذّر تحديد تاريخ تسجيل هذا الفيديو ومكان حصول الحادث وسببه، كما لا يوجد في التسجيل أي إشارة أو دليل تؤكد أن الشخص المعتقل هو فتاة أو أنه مسلم أو مسلمة.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية