هل قال مسؤول في الهجرة إن 19 ألف شخص سافروا من حلب إلى أربيل ومصر خلال 60 يوماً؟

الادعاء

تناقلت صفحات على مواقع التواصل ادعاء بأن "مدير الهجرة والجوازات في محافظة حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري المقدم ناجي خليل النمير 19 ألف شخص هاجروا من مدينة حلب إلى أربيل ومصر خلال 60 يوم فقط وسط هجرة مخيفة".

حيث نشر موقع (نداء بوست) بتاريخ 15 أيلول/ سبتمبر، خبرا بعنوان: "بعد دمشق.. حلب تشهد حركة هجرة مخيفة"، أورد فيه تصريحات نسبها لـ "ناجي خليل النمير، بوصفه مدير الهجرة والجوازات في محافظة حلب".

وزعم الموقع بأن "ناجي خليل النمير قال إن ما لا يقل عن 19 ألف شخص هاجروا من مدينة حلب إلى أربيل بالعراق ومصر خلال 60 يوماً فقط"، وأنه وصف هجرة الشباب في محافظة حلب بـ "المخيفة".

ولم يشر الموقع المنحاز للمعارضة السورية إلى المصدر الذي نقل عنه تصريحات المسؤول في النظام السوري.

وساهمت عدة مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الادعاء ذاته، يمكنكم الاطلاع على عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.

اقرأ أيضا:

هل أصدرت الهجرة التركية قرارات جديدة تتعلق بترحيل اللاجئين السوريين؟

هل طالبت الكويتية سناء القطان بلادها باستقدام الشباب السوري لعلاج ظاهرة "العنوسة"؟

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً متقدماً للتحقق من صحة الادعاء الذي يزعم بأن "ناجي النمير مدير الهجرة والجوازات في محافظة حلب قال إن 19 ألف شخص هاجروا من مدينة حلب إلى أربيل ومصر"، فتبيّن أنَّه ملفق.

وقاد البحث عبر أدوات مفتوحة المصدر إلى نتائج تشير إلى أن مدير إدارة الهجرة والجوازات في محافظة حلب هو عارف عبدلليالذي عين في شهر آب/أغسطس من العام الماضي، و رُقّي إلى رتبة عميد في كانون الثاني 2021 الجاري، وأكد مصدران مستقلان في حلب لمنصة (تأكد) صحة النتائج.

وحصلت المنصة على جواز سفر صدر في آذار/مارس 2021 عن فرع الهجرة والجوازات بحلب يحمل توقيع وختم "العميد عارف محمد خير عبدللي".

كما قاد البحث إلى نتائج تشير إلى أن اللواء ناجي النمير انتهت خدمته في وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري منذ 12 حزيران/ يونيو الفائت، وبث المذيع علي إبراهيم علي في التاريخ المشار إليه تسجيلا مصورا عبر حسابه الشخصي على فيسبوك يظهر "مراسم وداع اللواء بعد انتهاء خدمته".



ويشغل العميد خالد سليم حديد منصب مدير إدارة الهجرة والجوازات تكليفا (في سوريا عموما) وذلك وفق تعميم ممهورا بتوقيعه أصدرته وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري بتاريخ 1 آب/ أغسطس 2021.

تزايد ظاهرة الهجرة من سوريا

تصاعد في الآونة الأخيرة تصريحات شخصيات منحازة للنظام السوري عن ظاهرة الهجرة من سوريا، وأبرزها حديث -فارس الشهابي رئيس غرفة صناعة حلب- عن "كارثة هجرة جديدة للعقول والأموال" خلال منشور له عبر صفحته على فيسبوك بتاريخ 16 أيلول/ سبتمبر الجاري.

كما قال مهند دعدوش -رئيس قطاع النسيج في غرفة صناعة دمشق وريفها- خلال تصريحات إعلامية بتاريخ 7 آب/ أغسطس الماضي: "منذ عام حتى الآن شهدت سورية هجرة خيالية من الصناعيين الذين لا يمكن تعويضهم نحو مصر".

وأرجع محمد الرحمون -وزير الداخلية التابعة للنظام السوري- مشكلة التأخر بإصدار جوازات السفر "لأسباب فنية بحتة تم التغلب عليها"، ووعد بـ "حل كامل اعتباراً من الـ 20 آب/أغسطس الماضي"، وعاد وتحدث بتاريخ 12 أيلول/ سبتمبر الحالي، عن "إصدار وطباعة جميع جوازات السفر المتراكمة قبل انتهاء شهر أيلول الحالي لعام 2021".

وفي ذات السياق، تستمر معاناة السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري جراء التدهور الاقتصادي والمعيشي الذي يعصف بالبلاد منذ سنوات، وكحلّ للخلاص مع انعدام الحلول تتزايد رغبة المواطنين بالهجرة إلى الخارج بحثًا عن حياة مستقرة صار تحقيقها في سوريا شبه مستحيل.

اقرأ أيضا:

هل يتلقى اللاجئون السوريون مساعدات مالية من تركيا؟

هل أصدرت تركيا قرارا بترحيل لاجئين سوريين موالين للأسد؟

الاستنتاج