ما حقيقة الادعاءات المتداولة حول اكتشاف دواء يشفي من السرطان؟

الادعاء:

نشرت وسائل إعلامية وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين من شهر حزيران 2022، ادعاءات من قبيل "لأول مرة في التاريخ.. شفاء جميع مرضى السرطان" و"أول دواء يشفي تماماً من السرطان". 

ولقيت الادعاءات المشار إليها وادعاءات أُخرى مشابهة، انتشاراً واسعاً بين وسائل الإعلام ومنصتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، حيث نشرتها وسائل إعلامية مثل "أخبار الآن" وصفحات إخبارية مثل "أخبار لا تنتهي". بإمكانك الاطلاع على عينة من مصادر الادعاء في الجدول أسفل المادة.

دحض الادعاء

تتبع فريق "تأكد" الادعاءات المتداولة حول "شفاء جميع مرضى السرطان لأول مرة في التاريخ" و"اكتشار دواء يشفي تماماً" من السرطان، وتبين أنها ادعاءات مضللة وليست دقيقة.

وأظهرت البحث المتقدم باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاءات أن وسائل إعلامية عدة مثل "دويتشه فيله" و"إندبندنت بالعربية" و"الشرق الأوسط" نشرت خلال اليومين الماضيين، أخباراً حول تجربة سريرية أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، تناول فيه عدد من مرضى سرطان المستقيم عقار "دوستارليماب" طوال ستة أشهر، واستطاعوا التخلص من المرض.

ونشرت صحيفة "إندبندنت بالعربية" مقالاً لكبير المراسلين سامويل لوفيت بعنوان "للمرة الأولى في التاريخ شفاء كل مرضى السرطان المشاركين في تجربة"، وأبرز النقاط التي أوردها المقال في هذا الموضوع أنه "تبين أن دواء تجريبياً لعلاج السرطان نجح في شفاء كل المرضى الذين شملتهم تجربة سريرية صغيرة أجريت في الولايات المتحدة" مضيفاً أن "جميع المرضى الـ 12، الذين شخصت إصابتهم بسرطان المستقيم، تماثلوا للشفاء بعد استخدام عقار يسمى دوستارليماب نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين".

ولفت المقال المنشور أن "العلماء أشاروا إلى ضرورة التوصل إلى النتائج الواعدة نفسها في بحوث أخرى، محذرين من استنتاج أن مرضى السرطان قد تماثلوا للشفاء بواسطة الدواء"، مؤكداً أنه "كان جميع المرضى الـ12 في الدراسة يعانون أوراماً ذات طفرات جينية تسمى عوز إصلاح عدم التطابق (MMRd)، لوحظت لدى مجموعة فرعية من حوالي 5 إلى 10 في المئة من مرضى سرطان المستقيم".

وتطرق المقال إلى تصريح للطبيبة كيمي نغ، خبيرة سرطان القولون والمستقيم في كلية الطب في "جامعة هارفارد"، أدلت به لصحيفة "نيويورك تايمز" قالت فيه إن "النتائج كانت رائعة وغير مسبوقة، ولكن لا بد من تكرارها".

من جهة أُخرى، أورد موقع "دويتشه فيله" الألماني في خبره المنشور، تصريحاً للمشرف على الدراسة الأمريكية الدكتور لويس دياز، أدلى به لصحيفة "نيويورك تايمز" وقال فيه: "أعتقد أنها المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في تاريخ السرطان. إنها حقاً خطوة مهمة بالنسبة للمرضى.. سيتم القيام بالمزيد من الأبحاث من أجل معرفة تأثير العقار على أنواع أخرى من السرطان(المعدة، البروستات،البنكرياس)".

وأشار الخبر المنشور إلى أن "المشرفين على الدراسة يشيرون إلى ضرورة القيام بتجارب أكثر وعلى عدد أكبر من الناس".

وتوضح الأخبار والتصريحات المتخصصة التي نقلتها المواقع المذكورة عن المشرفين على الدراسة (التجربة السريرية)، محدودية التجربة واقتصارها على 12 شخصاً من مرضى سرطان المستقيم فقط، وجميعهم من المصابين بطفرة جينية، فضلاً عن تأكيد المشرفين عليها ضرورة تكرار التجربة على عدد أكبر من الناس، وهذا ما يتعارض مع الادعاءات والعناوين المتداولة التي أوحت وبشكل مطلق "شفاء جميع مرضى السرطان" واكتشاف "دواء لمرض السرطان" دون أن تشير صراحة إلى عدد المرضى وظروف شفائهم من المرض في التجربة، واقتصار التجربة على نوع واحد فقط من أنواع مرض السرطان.

الاستنتاج