ما حقيقة التخطيط لبناء برج في دمشق ينافس "برج خليفة"؟

الادعاء

تداولت وسائل إعلامية وصفحات إخبارية وحسابات بمواقع التواصل الاجتماعي ادعاء خلال الأيام القليلة الماضية من شهر تموز 2022، يزعم أن برجاً بطول 1000 متر بمواصفات تنافس "برج خليفة" بدولة الإمارات، سيبنى في حي البرامكة بمدينة دمشق.

ونص الادعاء على تصريح قيل إنه لمحلل اقتصادي اسمه عبد الفتاح الصادق، يتحدث فيه عن البرج المزعوم، وورد فيه أن "المنافسة مع برج خليفة في دبي لن تكون في ارتفاع البرج وحسب، وإنما في مواد البناء وسرعة الإنشاء وطريقة الإكساء، وسوف يتم بناء البرج بارتفاع 1000 متر بدون الملحق، ومواد البناء المستعملة سوف يتم استخدامها لتوليد الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء اللازمة لتشغيل الأبراج وبهذه الطريقة نتغلب على مشاكل التقنين"، مضيفاً أن المصاعد المستخدمة في البرج "ستكون عالية السرعة بحيث تبلغ سرعة المصعد 21 متر في الثانية الواحدة".

ولقي الادعاء المذكور انتشاراً ملحوظاً، ونشرته مواقع إخبارية مثل موقع "اقتصاد - مال وأعمال السوريين"، وصفحات إخبارية اقتصادية مثل صفحة "Economics Tips"، بموقع فيسبوك، وحصد الادعاء عشرات المشاركات وآلاف التفاعلات والتعليقات. يمكنك الاطلاع على عيّنة من مصادر الادعاء في الجدول أسفل المادة.

دحض الادعاء

تتبع فريق "تأكد" الادعاء المذكور للتأكد منه، وللتحقق إذا ما كان من المخطط بناء برج ينافس "برج خليفة" الإماراتي، في حي البرامكة بدمشق، وتبين أنه غير صحيح.

وبحثت "تأكد" في محركات البحث عن المحلل الاقتصادي عبد الفتاح الصادق، الوارد اسمه في الادعاء، ولم تعثر على أي محلل اقتصادي يحمل هذا الاسم.

وخلال عملية البحث عن مصدر الادعاء، اتضح أن أقدم تاريخ نشر فيه الادعاء المشار إليه كان في 8 تموز الجاري، في صفحة "الوكالة الطرطوسية للأنباء" بموقع فيسبوك.

وتبيّن أن الصفحة المذكورة هي صفحة ساخرة، تنشر عادة أخباراً تهكمية ساخرة تتمحور حول حكومة النظام السوري، والأحوال الاجتماعية والاقتصادية في مناطق سيطرتها.

ونشرت صفحة "الوكالة الطرطوسية" الجمعة، خبراً ساخراً آخر حول برج دمشق المزعوم، ذكرت فيه الصفحة أنها هي مصدر الادعاء الأول المتداول، مضيفة أن الحكومة الإماراتية ردت على مشروع برج دمشق "بالإعلان عن مشروع خور دبي الذي سيبلغ ارتفاعه 1100 متر"، مشيرة في الخبر الساخر إلى "أنباء عن اجتماع عاجل ضم جميع الشركات الوطنية التي كانت سوف تشارك في مشروع أبراج دمشق للرد على حكومة دبي".

الاستنتاج