هل انتحر شاب سوري شارك ببطولة رياضية بسبب تعرضه للتنمر؟

الادعاء

نشرت صفحات وحسابات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء بأن "شاباً سورياً يدعى يوسف حمد الأحمد انتحر بعد انتشار صورته على مواقع التواصل الاجتماعي والتعليق عليها بشكل سلبي".

وترافق الادعاء مع صورة لشاب يافع يحاول إبراز عضلات جسمه ويقف أمام لوحة تظهر رياضياً يرفع الأثقال وعليها شعار (نادي الخال) وهو اسم النادي الذي التقطت الصورة فيه.

وساهمت صفحات عامة وحسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الادعاء المذكور، ويمكن الاطلاع على عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.

اقرأ أيضا:

ادعاء وفاة الطالب السوري سامر الطويل في حمص على يد والده ملفق

هذه الصورة ليست لشاب سوري يدعى علي موسى انتحر في دمشق

دحض الادعاء

تحقق فريق منصة (تأكد) من الادعاء القائل بأن "الشاب الذي يظهر في الصورة المتداولة يدعى يوسف حمد الأحمد وأنه انتحر بسبب التنمر"، فتبين أن الادعاء كاذب.

حيث تواصل معد المادة مع إدارة (نادي الخال) -نادٍ رياضي في مدينة حماة- والذي التقطت فيه الصورة المشار إليها، وصرحت بأن الشاب المَعني بخير وصحة جيدة، دون تأكيد أن (يوسف حمد الأحمد) هو اسمه الحقيقي أم لا، وذلك "لكي لا يأخذ التريند أكبر من حجمه" على حد تعبيرهم.

كما نشرت إدارة النادي عبر صفحتها على موقع فيسبوك توضيحًا بتاريخ 23 تموز/يوليو‏ الجاري حول التعليقات السلبية والساخرة على صور اللاعبين، قالت فيه إن البطولة التي التقطت منها الصور ليست بطولة رسمية على مستوى القطر أو المحافظة، بل هي بطولة مصغرة ضمن النادي وذلك لدعم وتحفيز اللاعبين على إظهار قدراتهم.



ولمعرفة فيما إذا كان (يوسف حمد الأحمد) هو اسم الشاب الحقيقي أم لا، أجرى الفريق بحثاً موسعاً من خلال كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء وعبر مطابقة الصور المنتشرة له.

أظهرت النتائج أن الشاب الذي ظهر في الصورة المتداولة يدعى (سهيل الأيوبي)، وهو طالب في الصف الأول الثانوي العلمي من مدينة حماة، وقد نشر الشاب "رسالة شكر لإدارة نادي الخال على هذه المبادرة الجميلة" -يقصد البطولة الداخلية لكمال الأجسام- وذلك بتاريخ ‏٢٣ تموز/يوليو‏ الجاري.

والجدير بالذكر أن الشاب ظَهر في مقابلةٍ على القناة السورية الرسمية التابعة للنظام السوري كمثال للطالب المتفوق والمتميز في مدينة حماة، مُظهراً اهتماماً كبيراً في التعلم خصوصاً الفيزياء واللغات.

هل يؤدي التنمر إلى الانتحار

التنمر هو أي سلوك أو تعليق أو فعل متكرر بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء كانت متعمدة أم لا -بما في ذلك على الإنترنت- يسبب الأذى أو النبذ أو التخويف لطرف معين.

على الرغم من أن وسائل الإعلام التي تنشر أخبار انتحار لأشخاص عانوا في السابق من حالات تنمر مختلفة تجعلنا نؤمن بوجود ارتباط وثيق بينهما، إلا أن هذا ليس دقيقًا علميًا بشكل كافٍ، والإجابة على هذا السؤال أعقد مما تبدو عليه، وذلك حسب مقال نشر في مجلة psychologytoday الأمريكية.

وبالتركيز بشكل مفرط على ارتباط التنمر بالانتحار يجعلنا نقلل من قيمة العوامل الأخرى المهمة المسببة للانتحار، والتي هي أقل "إثارة" من التنمر، كالاضطرابات العقلية والتفكك الأسري وغيرها.

ويمكن تجاوز هذه الحوادث من خلال تعليم المراهقين مهارات التأقلم والحياة، بما في ذلك المرونة والتسامح مع الآخرين، مما يؤدي منع التنمر وتعزيز الصحة العقلية.

وفي نفس الوقت يجب على المعنيين أخذ كل الحوادث (بما في ذلك التنمر عبر الإنترنت) على محمل الجد وعدم التساهل في السماح لخطاب التنمر بالوصول والاستمرارية.

اقرأ أيضا:

الطفل الذي اعتدت عليه معلمته وفارق الحياة بعد ذلك ليس سورياً

والد الطالب أحمد رحيل ينفي علاقة أسئلة الرياضيات بوفاة نجله

الاستنتاج