هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
نشرت مواقع إخبارية خبراً منقولاً عن طبيب مصري يدّعي أن "لقاحات كورونا سببت أمراضاً للقلب وتلفاً للأعصاب"، إلا أن الادعاء غير دقيق.
صباح الخطيب الخميس 22 شباط 2024
الادعاء
تداولت مواقع إخبارية وحسابات عامة بمواقع التواصل الاجتماعي، حديثاً، خبراً منقولاً عن طبيب مصري يدّعي أن " لقاحات كورونا سببت أمراضاً للقلب وتلفاً للأعصاب".
ونشرت قناة العربية الادعاء في 21 شباط/فبراير الجاري، ضمن خبر على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "طبيب مصري: لقاحات كورونا سببت أمراضاً للقلب وتلفاً للأعصاب".
وزعمت القناة في متن الخبر أن "مفاجأة صادمة فجرها طبيب مصري حول لقاحات كورونا، حيث كشف تسببها في إصابة الكثيرين من متلقيها بأمراض في القلب والأعصاب والدماغ. كما أضاف أن اللقاحات تسببت أيضاً في حدوث مشاكل عصبية خطيرة، حيث ظهرت على الأشخاص عدة مضاعفات، أخطرها في الجهاز العصبي المركزي والمخ بعد عامين من أخذ التطعيم".
وفي تعليق على أخر دراسة نٌشرت حول سلامة لقاحات كوفيد-19، زعم الدكتور ماجد النصير، أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب القصر العيني، خلال تصريحات لبرنامج "مصر جديدة" في 20 شباط/فبراير الجاري، أن "لقاحات كورونا سبّبت اضطرابات في القلب ومشاكل في الجهاز العصبي المركزي. وأن بعض الدراسات أظهرت وجود تأثيرات متأخرة للقاحات كورونا، حيث ظهرت أعراض عصبية لدى بعض الأشخاص بعد عام أو عامين من تلقيهم اللقاح".
وحظي الادعاء بانتشار واسع على مواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ساهمت صفحات وحسابات شخصية بنشره، تطلعون على عينة منها بجدول مصادر الادعاء.
تحقق فريق منصة "تأكد" من الادعاء الذي زعم أن "لقاحات كورونا سببت أمراضاً للقلب وتلفاً للأعصاب"، فتبين أنه غير دقيق.
وأظهرت نتائج البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء أن آخر وأكبر دراسة أجرتها شبكة بيانات اللقاحات العالمية حول لقاح كوفيد-19 وجدت أن الجرعات مرتبطة بزيادة طفيفة في خطر الإصابة باضطرابات عصبية وقلبية، لكنها لا تزال نادرة للغاية.
وضمن الدراسة التي نشرتها مجلة Vaccine الأسبوع الماضي، بحث تحالف دولي من خبراء اللقاحات عن 13 حالة طبية اعتبرتها الشبكة "أحداثًا سلبية ذات أهمية خاصة"، بين 99 مليون فرد تم تطعيمهم في ثماني دول، بهدف تحديد المعدلات الأعلى لتلك الحالات بعد تلقي جرعات اللقاح.
وأكدت النتائج أن الجرعات التي قدمتها شركات فايزر وموديرنا وأسترازينيكا مرتبطة بمخاطر الإصابة بخمس حالات طبية منها؛ حالات التهاب عضلة القلب، والتهاب التامور، و متلازمة غيلان باريه، وتجلط الجيب الوريدي الدماغي.
ووجدت الدراسة أن التهاب عضلة القلب كان أثراً جانبياً شائعاً للجرعات الأولى والثانية والثالثة من اللقاحات التي تستخدم تقنية الحمض النووي الريبي المرسال mRNA. وقد شوهدت أعلى زيادة في النسبة المرصودة إلى المتوقعة بعد الجرعة الثانية من لقاح موديرنا. كما تم ربط الجرعة الأولى والرابعة من نفس اللقاح بزيادة التهاب التامور، أو التهاب الكيس الرقيق الذي يغطي القلب.
وحسب الدراسة، من بين 99 مليون شخص تلقوا اللقاحات، أصيب 190 شخص بمتلازمة غيلان باريه العصبية، و 69 شخص بتجلط الجيب الوريدي الدماغي، ولوحظت سبع حالات من التهاب الدماغ والنخاع الحاد بعد التطعيم بلقاح فايزر-بيونتيك. وحدثت الإصابات المرصودة خلال 42 يومًا من جرعة اللقاح الأولى.
ولفت الباحثون إلى أنه لا يمكن إثبات أن اللقاح تسبب في هذه الحالات الطبية، إلا أن هناك بعض الأدلة على أن اللقاح يحفز الجهاز المناعي على مهاجمة أعصابه. وأن الخطر المطلق للإصابة بأي من هذه الحالات لا يزال صغيراً. على سبيل المثال، تم إعطاء 13 مليار جرعة من اللقاحات ولم يكن هناك سوى 2000 حالة لجميع الحالات.
وقال هارلان كرومهولز، الباحث الرئيسي في الدراسة ومدير مركز مستشفى ييل نيو هافن لأبحاث النتائج وتقييمها، إن بحث جامعة ييل يهدف إلى فهم الحالة لتخفيف معاناة المتضررين وتحسين سلامة اللقاحات. وقال كرومهولز في مقابلة: "كلا الأمرين يمكن أن يكونا صحيحاً". "يمكنها إنقاذ حياة الملايين، ومن الممكن أن يكون هناك عدد قليل من الأشخاص الذين تأثروا سلبًا."
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية