هل تعهدت السعودية بتزويد سوريا بالنفط رداً على قطع...
السبت 21 كانون أول - إرباك
نشرت مواقع إلكترونية خبراً نسبت فيه تصريحات عنصرية للطبيب وعالم الأوبئة الفرنسي (ديدييه راوول)، ضد المغاربة واليهود والغجر، وزعمت هذه المواقع أن الطبيب أدلى بتصريحات قال فيها إن الموجة الثانية من فيروس كورونا في فرنسا سببها المغاربة واليهود والغجر، إلا أن هذا الادعاء غير صحيح والتصريحات محرّفة ومجتزأة من سياقها.
نجم الدين النجم الأحد 20 أيلول 2020
نشرت مواقع إخبارية مؤخراً أخباراً تتضمن تصريحات عنصرية نُسبت إلى عالم الأوبئة الفرنسي (ديدييه راوول) ضد شعوب المغرب العربي واليهود والغجر.
وحملت هذه الأخبار المنشورة عناوين من قبيل "ديدييه راوول: السبب في موجة كوفيد - 19 الثانية في فرنسا هم المغاربة"، و"ديدييه راوول: المغاربيون واليهود والغجر تسببوا في ظهور الموجة الثانية من فيروس كورونا بفرنسا". يمكنك الاطلاع على عينة من المواقع التي نشرت الخبر هنا وهنا وهنا.
وتناقلت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الخبر. يمكنك الاطلاع على عينة منها هنا وهنا.
تتبعت منصة (تأكد) التصريحات المنسوبة للعالم الفرنسي للتأكد من صحتها، ووصلت إلى الفيديو الأصلي الذي تحدث فيه (راوول) عن الموجة الثانية لفيروس كورونا في فرنسا، وهو فيديو لمقابلة تلفزيونية أجراها الطبيب مع قناة (Cnews) الفرنسية في 14 أيلول/ سبتمبر الجاري، كما نُشر نص المقابلة باللغة الفرنسية في بعض المواقع الإخبارية، اضغط هنا للاطلاع.
وترجمت (تأكد) تصريحات عالم الأوبئة الفرنسي في المقابلة، التي استهلها بتطمينات وجهها للشعب الفرنسي من الموجة الثانية لفيروس كورونا، ووصفها بأنها أقل حدة من الأولى، وحذّر من الذعر وأوصى بالالتزام بالإجراءات الوقائية.
واتضح أن تصريحات الطبيب حول المغاربة واليهود مجتزأة من سياقها، ونشرتها المواقع المذكورة آنفاً على أنها تصريحات عنصرية.
وبشأن علاقة المغاربة بالموجة الثانية من الفيروس في فرنسا، قال (راوول) إنه في مدينة مرسيليا الساحلية التي يسكنها، وبشهر يوليو/ تموز الماضي، نقل عدد من ركاب المراكب البحرية الفيروس إلى المدينة، قائلاً: "في مرسيليا. جاء هذا الفيروس مع أشخاص يقومون برحلة ذهاباً وإياباً، على متن قارب مع المغرب العربي".
وفي سياق حديثه، قال راوول إنه "علينا أن نحاول الاستمرار بعيش حياة طبيعية"، وأوصى بـ"تقييد التجمعات، خصوصاً تلك التي تؤدي إلى علاقات اجتماعية وثيقة، مثل حفلات الزفاف"، وأضاف: "إذا كنت تنظم حفل زفاف، فمن الصعب منع الناس من الرقص في نفس الوقت".
وحول علاقة اليهود والغجر بالموجة الثانية من فيروس كورونا، أردف الطبيب الفرنسي: "نعلم أنه في مرسيليا، كانت حفلات الزفاف بين الغجر، أو حفلات الجالية اليهودية، مصادر مهمة للغاية للعدوى".
ولم يدلِ الطبيب الفرنسي طوال المقابلة التلفزيونية التي استمرت 43 دقيقة، بتصريحات عنصرية تفيد صراحةً بأن "المغاربة واليهود والغجر هم السبب بموجة فيروس كورونا الثانية".
والجدير بالذكر أن ديدييه راوول عُرف بتضامنه مع المهاجرين الأجانب في فرنسا، وفي نيسان/ أبريل الماضي، نشرت مواقع وصحف فرنسية تصريحات للعالم الفرنسي قال فيها: "اليوم في فرنسا 50٪ من طلاب الدكتوراه أجانب. إذا قمنا بإلغاء الهجرة، فلن يكون هناك أي بحث فرنسي.. لا تخدع نفسك، العلم الفرنسي يعمل مع المهاجرين.. هم الأفضل. ولماذا هم الأفضل؟ لأنه في إفريقيا، للهروب من مصيرك، ليس لديك 36 حلاً. العلم الفرنسي يعمل بفضل المهاجرين. وخير أولئك الذين يعملون لدي هم السود والعرب".
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في نيسان/ أبريل الماضي، فيديو لزيارة أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعهد الاستشفائي الجامعي (إي إتش أو ميديتيرانيه)، الذي يديره (راوول) في مدينة مرسيليا، وذلك بهدف الاطلاع على أبحاث العالم الفرنسي.
ويظهر ماكرون في الفيديو وهو يسأل الباحثين والعاملين في المركز عن أصولهم، ليتبين أن معظمهم من المهاجرين من البلاد العربية وأفريقيا، مثل لبنان والجزائر وتونس والسنغال، وغيرها من الدول.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية