هل أوقف النظام السوري الاعتقالات على الحدود للمطلوبين للخدمة العسكرية؟

الادعاء

نشرت مواقع وصفحات إخبارية ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة تعميم صادر عن إدارة الهجرة والجوازات في وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري، يقضي بـ "وقف ملاحقة أي مواطن سوري مطلوب للخدمة الإلزامية والاحتياطية عند عودته إلى سورية".

حيث نشر موقع (بزنس 2 بزنس) المحلي صورة التعميم المشار إليه عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك يوم السبت 25 كانون الأول/ديسمبر في منشور زعم فيه أن التعميم صدر حديثاً بقوله "ورد الآن".

شبكة العربية السعودية نشرت التعميم أيضاً يوم الأحد 26 كانون الأول/ ديسمبر عبر صفحتي (العربية سوريا والحدث السوري) في خبر بعنوان "تعميم من حكومة النظام بوقف الاعتقالات على الحدود للمطلوبين للخدمة العسكرية"، دون الإشارة إلى تاريخ التعميم.

وينص التعميم المتداول حديثاً والممهور بختم وتوقيع اللواء ناجي تركي النمير على أن "يُكلف المتخلف عن الخدمة الإلزامية بمهمة مراجعة شعبة تجنيده خلال 15 يوماً بعد وصوله إلى سوريا، وأما المتخلف عن الخدمة الاحتياطية بمراجعة شعبة تجنيده خلال 7 أيام، وموافاة مديرية التجنيد العامة وفرع المحفوظات بنسخة عن مذكرة التكليف، مع ذكر العنوان بشكل مفصل".

اقرأ أيضاً:

المكتب الأوروبي لدعم اللجوء يعتمد منصة (تأكد) مصدراً في تقريره عن الخدمة العسكرية في سوريا

هل يتجه النظام السوري لفرض "الخدمة العسكرية" على الإناث؟

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثا للتحقق من الادعاء القائل إن "النظام السوري أصدر حديثاً تعميماً بوقف الاعتقالات على الحدود للمطلوبين للخدمة العسكرية في سوريا"، فتبيّن أنَّه غير صحيح، والقرار المشار إليه صدر في العام 2018 وليس حديثاً.

وقاد البحث باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة عبر أدوات البحث مفتوحة المصدر إلى الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية التابعة للنظام السوري على موقع فيسبوك، والتي نشرت البيان ذاته في 23 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2018 وتبين أنه لم يصدر عنها أي قرار جديد بهذا الشأن.

وخلال التدقيق بالبيان المتداول يظهر أنه يحمل توقيع اللواء ناجي تركي النمير بصفته مدير إدارة الهجرة والجوازات، وهو محال للتقاعد حالياً، وفي تاريخ 12 حزيران/ يونيو الفائت، بث المذيع علي إبراهيم علي تسجيلاً مصوراً عبر حسابه الشخصي على فيسبوك يظهر "مراسم وداع اللواء بعد انتهاء خدمته"، وتم تعيين العميد خالد حديد خلفاً له في 19 كانون الأول/ ديسمبر بعد أشهر على إدارته للمنصب تكليفاً حسبما نشر المصور لدى وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري محمد الحلو عبر صفحته الشخصية على فيسبوك.

أنت ذاهب إلى موتك

وثقت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر عنها في أيلول/سبتمبر الماضي "انتهاكات مروعة" ارتكبتها قوات الأمن السورية بحق 66 لاجئا بينهم 13 طفلا عادوا إلى سوريا منذ العام 2017 حتى ربيع العام الحالي، من دول عدة أبرزها لبنان وفرنسا وألمانيا وتركيا ومخيم الركبان عند الحدود السورية الأردنية.

 وكشفت التقرير الذي صدر بعنوان "أنت ذاهب إلى الموت" أن أجهزة الأمن "أخضعت نساء وأطفالاً ورجالاً (...) لاعتقال غير قانوني وتعسفي وللتعذيب وسواه من ضروب سوء المعاملة، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والإخفاء القسري".

ومن بين الاتهامات التي توجه إلى العائدين، بحسب التقرير، "الخيانة أو دعم الإرهاب"، وفي بعض الحالات، تم استهداف العائدين لمجرد تواجدهم سابقاً في مناطق تحت سيطرة فصائل معارضة، وروى كريم الذي تم اعتقاله لستة أشهر ونصف بعد أربعة أيام على عودته من لبنان إلى قريته في وسط سوريا، أن رجال الأمن قالوا له إنه "إرهابي" كونه يتحدر من قرية معروفة بقربها من المعارضة.

وبالرغم من ذلك، جدد وزير الخارجية في حكومة النظام السوري فيصل المقداد دعوته للمغتربين إلى العودة إلى سوريا وذلك خلال مشاركته باجتماع عبر تقنية الفيديو بين الهيئتان الوزاريتان التنسيقيتان السورية الروسية،  في قصر المؤتمرات بدمشق والمركز الوطني لقيادة الدفاع بالاتحاد الروسي في موسكو. 

وقال المقداد: “نحن نتحدث اليوم عن جزء غال من أبناء شعبنا الذين اضطرتهم الحرب الإرهابية إلى مغادرة سورية ونتحدث عنهم ليس كغائبين عن وطنهم بل كحاضرين فيه ونتوجه لهم بالدعوة مجدداً للعودة إلى الوطن والمساهمة في عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب”.

اقرأ أيضاً:

هل تنوي ألمانيا إعادة المتخلفين عن الخدمة الإلزامية إلى سوريا؟

مسؤول في "وزارة الخارجية السورية": لا يمكن الحجز على أموال ذوي المتخلف عن الخدمة الإلزامية

لقاح تأكد:

ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.

الاستنتاج