ما حقيقة تصنيع سفينة بحرية في مدينة بانياس السورية؟

تأكد باختصار:

الادعاء

أعلن النظام السوري عبر وسائل إعلام تابعة له رسميا وأخرى منحازة له "تعويم سفينة سورية مصنعة محليا" في مدينة بانياس، وادعى مسؤولون رسميون في النظام السوري أن السفينة التي حملت اسم "فرح ستار" صنعت بخبرات وأيادي سورية.

وساهم بنشر الادعاء مواقع ووكالات إخبارية منحازة للنظام السوري أمس السبت 12حزيران /يونيو عبر تقارير مصورة ومكتوبة اعتبرت أن "تعويم سفينة سورية في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس الساحلية تَحدٍّ للحصار المفروض على سوريا، وتأكيداً على قدرة الصناعة السورية على فعل ذلك".

كما بثت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) لقطات مصورة للحظة تعويم السفينة "بحضور رسمي من محافظ طرطوس الذي ادعى في كلمته خلال المناسبة أن السفينة فرح ستار شيدت بأيادٍ وطنية وسط مدينة بانياس" ووعد بالعمل مع الشركة التي صنعتها لأجل تأمين هذه التقنيات لصناعة سفن أكبر لتكون رافدا للاقتصاد الوطني ولتحقيق شعار الأمل بالعمل" حسب قوله.



ونقلت إذاعة شام إف إم المنحازة للنظام السوري عن قبطان السفينة خليل بهلوان قوله إن"السفينة صنعت بخبرات وطنية، ولم يتم شراؤها، ولايوجد أي قطعة مستوردة، وهي مسجلة في المديرية العامة للموانئ وتم الكشف عليها ثلاث مرات قبل أن يتم تعويمها"، كما ادعى قدرته على "تصنيع أي باخرة مثل أي دولة في العالم ولايوجد أي عائق أمام هذه العملية".

اقرأ أيضا:

ما حقيقة إحداث النظام التركي "أمانة للسجل المدني" في إدلب؟

هل منحت جامعة تشرين "الدكتوراة الفخرية بحب الرئيس" لأحد الموالين؟

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً متقدماً للتحقق من الادعاء القائل بأن "خليل بهلوان هو من صنع سفينة فرح ستار بخبرات محلية"، فتبين أنه مضلل.

حيث أظهرت النتائج التي توصل إليها الفريق باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء أن القبطان نفسه صرح لإحدى الصحف المحلية العام الماضي، بأنه اشترى السفينة من مزاد، وكانت عبارة عن سفينة صغيرة بطول 24 متراً، ثم أعاد تأهيلها لتصبح بمواصفات أوروبية.

التصريح المشار إليه أوردته صحيفة الوحدة المحلية في خبر حمل عنوان "عاد لتصنيع وتأهيل السفن.. القبطان بهلوان: محبتي لوطني هي دافعي الأول" بتاريخ 4 حزيران/يونيو 2020، أرفقت فيه صورة للسفينة التي ذكرها بهلوان.

وبإجراء مقارنة بين صورة السفينة المنشورة قبل عام، والتي صرح بهلوان بأنه اشتراها في مزاد ليعمل على تطويرها، وصورة أخرى لذات السفينة التي نشرت يوم أمس، تبين وجود تطابق كبير في جسد السفينة وقمرة قيادتها في الصورتين.

كما قال مصدر يعمل في صيانة السفن في مدينة اللاذقية لمنصة (تأكد) "إنَّ صناعة السفن عملية صعبة ومعقدة وتحتاج لمعدات خاصة ومعايير وشروط فنية غير متوفرة اليوم في سوريا، خصوصاً أنها تعتبر من الصناعات الثقيلة".

وأضاف أن سوريا غير قادرة على صناعة محرك سيارة عادية، فكيف تصنع محرك سفينة بحرية؟ وهذا يؤكد أيضا كذب ادعاءات القبطان الصادرة مؤخراً.

ما هي سفينة فرح ستار؟ 

بحسب الادعاء الذي أثبتنا عدم صحته، زعم قبطان السفينة التي تم تعويمها في ميناء بانياس بطرطوس يوم أمس السبت أن "حمولتها تصل إلى 567 طناً وطولها 35 متراً وعرضها 8.10 متراً، ومزودة بمحركين استطاعة كل محرك 750 حصاناً وبخزانات وقود تكفي للإبحار شهراً كاملاً دون الحاجة للتزود بالوقود".

اقرأ أيضا:

سوريا لم تحجب موقع (يوتيوب) لتوفير إنترنت وجودة أسرع

هل حوّلت المعارضة السورية المسلحة كنيسة القديس هاكوب الأرمنية في رأس العين لحظيرة حيوانات؟

الاستنتاج