هل أصدر النظام السوري قراراً بمنع المتخرجين حديثاً من السفر؟

الادعاء 

نشرت صفحات إخبارية محلية ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي ادعاء بصدور قرار ينص على أنَّ من "يُمنح شهادة جامعية في سوريا سيكتب تعهد ببقاءه في البلد بعد الشهادة عشر سنوات على الأقل، أو تُسحب منه الشهادة"

حيث نشرت صفحة عامة على فيسبوك تحمل اسم (شام الآن) الادعاء المشار إليه أمس الثلاثاء 21 أيلول/سبتمبر دون أن تنسب ما ورد فيه إلى مصادر معلومة، وبدون صورة عن القرار المذكور وتاريخ صدوره. 

كما تداولت بعض الصفحات الادعاء على أن القرار المزعوم قيد الدراسة، ونقلت عن مصدر وصفته بـ "خبير أزمات" دون أن تذكر اسمه أن القرار يهدف لـ "الحد من سفر الشباب".

وساهم بنشر الادعاء حسابات عامة وشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة، يمكنكم الاطلاع على عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً متقدماً باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء على محرك البحث (غوغل) للتحقق من الادعاء، فلم تظهر أيَّة نتائج تدعمه من مصدر يعتد به.

وشمل البحث أيضاً مواقع محلية ورسمية تابعة للنظام السوري وآخر التصريحات التي نشرت لــ وزير التعليم العالي في حكومة النظام السوري بسام ابراهيم، فلم تظهر النتائج ما يدعم الادعاء.

وفي هذا السياق تواصل معد المادة مع شاب سوري تخرج حديثاً من كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب وسأله إن كان قد أُلزم على توقيع أي تعهد بعدم السفر من البلاد بعد تخرجه، لينفي ذلك بشكل قطعي.

وأشار الشاب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية أنَّه وصل يوم أمس إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد سفره بشكل نظامي من مدينة حلب عبر مطارها قاصداً تركيا للعمل والإقامة فيها.

ونفى مصدر في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التابعة لحكومة النظام السوري لمنصة (تأكد) صحة الادعاء، وقال  المصدر الذي نتحفظ عن ذكر اسمه لأسباب تتعلق بسلامته "إنَّ هناك طلاباً تخرجوا حديثاً ويحصلون على موافقات للمنح الدراسية الخارجية"، وهذا يعني أنه لا يوجد قراراً بمنع الطالب المتخرج حديثاً من السفر، وفقاً للمصدر.  

ولم يتسن لمنصة (تأكد) التحقق من الادعاء بأنَّ النظام السوري يدرس إمكانية قرار "يُلزم الخريجين حديثاً من سوريا بالتوقيع على تعهد بالبقاء فيها لمدة عشر سنوات تحت طائلة سحب الشهادة الدراسية".

يشار إلى أنَّ وسائل إعلام محلية بثت مؤخرا تسجيلا صوتياً قالت إنه يرصد جانباً من مداخلة لأحد أعضاء البرلمان التابع للنظام السوري، وائل ملحم، طرح خلالها تساؤلات حول منع هجرة الشباب السوري وفيما إن كانت سياسة الحكومة بإيقاف منح جوازات السفر أحد الحلول التي تتبع في سبيل الحد من مغادرة سوريا من قبل المئات يومياً على حد قوله.

وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري موجة هجرة جديدة جرَّاء تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع معدلات الفقر التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، إذ يعاني 12.4 مليون شخص في سوريا، أي نحو 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، في أسوأ حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق.

لقاح تأكد:

ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.

الاستنتاج