هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
تعدّ جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) أول جائحة في التاريخ تُستخدم فيها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على مثل هذا النطاق الواسع لإحاطة الناس وإعلامهم والحفاظ على سلامتهم وإنتاجيتهم والتواصل فيما بينهم. وفي الوقت ذاته، فإن التكنولوجيا التي نعتمد عليها للتواصل والاطّلاع تفسح المجال لوباء معلوماتي يقوّض جهود الاستجابة العالمية لمكافحة الجائحة، ويربك عامة الناس ويصعّب عليهم تمييز صحيح ما يُنشر على مواقع التواصل من خاطئه.
فارس السوري الخميس 02 كانون أول 2021
ترجمة | تأكد
تعدّ جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) أول جائحة في التاريخ تُستخدم فيها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على مثل هذا النطاق الواسع لإحاطة الناس وإعلامهم والحفاظ على سلامتهم وإنتاجيتهم والتواصل فيما بينهم. وفي الوقت ذاته، فإن التكنولوجيا التي نعتمد عليها للتواصل والاطّلاع تفسح المجال لوباء معلوماتي يقوّض جهود الاستجابة العالمية لمكافحة الجائحة، ويربك عامة الناس ويصعّب عليهم تمييز صحيح ما يُنشر على مواقع التواصل من خاطئه.
مع انتشار جائحة كورونا، كان هناك جائحة أخرى تنتشر -بشكل أعنف- في جميع أنحاء العالم، وهي جائحة المعلومات المضللة أو "infodemic" حسب تسمية منظمة الصحة العالمية.
تعرّف المعلومات المضللة بأنها معلومات خاطئة أو غير دقيقة أُنشِئت ونُشرت، ويمكن تمييز نوعين منها، التضليل المقصود "disinformation" أي نشر المعلومات الخاطئة عمداً بنية الأذى، والتضليل غير المقصود "misinformation" أي نشر المعلومات الخاطئة عن طريق الخطأ أو عن غير قصد.
انتشار المعلومات المضللة حول جائحة كورونا واللقاحات يدفع الناس إلى رفض الحصول على التطعيمات التي من الممكن أن تنقذ حياتهم، الأمر الذي قد يهدد حياة الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة ككبار السن، والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، الأمر الذي يضعف الجهود الرامية إلى مكافحة جائحة كورونا وتقليل عدد المصابين به.
وعادةً ما تستهدف المعلومات المضللة عامة الناس دون تحديد من هم الفئة المقصودة، إلا أن كبار السن أكثر مَن يتأثر بها لعدة أسباب، أبرزها: المعرفة الرقمية المحدودة مما يجعلهم عرضة لتصديق كل ما يرونه أو يصادفونه على مواقع التواصل، وضعف القدرات الحسية والعقلية مع التقدم في العمر، كالنسيان المتكرر لبعض المعلومات، وضعف السمع أو الرؤية مما قد يؤدي إلى انتقال نصف أو جزء من المعلومة الكاملة وبالتالي المساهمة في التضليل غير المقصود وسط هذه الفئة المجتمعية.
وفي دراسة نشرت على موقع science حول مشاركة "الأخبار الكاذبة" فحص من خلالها الباحثون الخصائص المرتبطة بمشاركة المقالات الكاذبة على المستوى الفردي خلال الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
الشاهد هنا أن الباحثين وجدوا أيضاً تأثيراً قوياً للعمر، ففي المتوسط، شارك المستخدمون الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً ما يقارب سبعة أضعاف عدد المقالات الكاذبة مقارنةً بالفئة العمرية الأصغر.
من الممكن أن تكون المواضيع السياسية تثير اهتمام الكبار بالعمر أكثر من الفئة العمرية الأصغر، إلا أنه يعطينا نظرة إلى التأثير الجاذب للأخبار الكاذبة الذي يشجع هذه الفئة إلى المساهمة في نشرها.
وفي المثال التالي واحد من أشهر المعلومات المضللة التي كان لها أثرها السلبي البالغ على كبار السن وفقاً لمتابعتنا للمجتمع المحلي:
"من لم يقتله الفيروس سيقتله اللقاح، ومن لم يقتله اللقاح فسيصيبه بالعقم وتغيير البصمة الوراثية، والتداخل الفيروسي"..."باختصار إنهم يعيدون تصنيع الإنسان وفق متطلباتهم".
كان هذا أحد أهم الادعاءات الكاذبة والذي ما زال ينتشر رغم تبيان حقيقته وعدم صحته وسط مخاوف تنتاب كل من سمع هذا الكلام، تداوله مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي لمئات آلاف المرات منسوباً إلى بروفيسور أجنبي تارة، وإلى طبيب أمريكي تارةً أخرى، إلا أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة لعدم وجود دلائل علمية.
ففي تقرير أنجزه فريق التحقق من المعلومات التابع لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) -يتضمن تصريحات لثلاثة علماء مستقلين حول اللقاح المضاد لفيروس كورونا وتأثيره على البصمة الوراثية- أجمع على أن "لقاح فيروس كورونا لن يغير في الحمض النووي البشري، وأن هؤلاء الذين يقومون بنشر هذه المزاعم لديهم سوء فهم أساسي لعلم الوراثة"، نستعرض آراء بعضهم:
يقول البروفيسور (جيفري ألموند) -الأستاذ في جامعة أوكسفورد- إن "حقن الشخص بالحمض النووي الريبي (للفيروس) لا يؤثر على الحمض النووي للخلية البشرية".
وأضاف أن "لقاح فايزر/ بيونتيك هو أول لقاح يثبت الفعالية المطلوبة، ومجرد كونها تكنولوجيا جديدة لا يعني أنه يجب علينا أن نتخوف منها".
من جهة أُخرى، يقول (مارك ليناس) -الزميل الزائر في مجموعة تحالف العلوم بجامعة كورنيل- لوكالة (رويترز) إنه "لا يوجد لقاح يمكنه تعديل الحمض النووي البشري وراثياً، هذه مجرد خرافة، غالباً ما ينشرها النشطاء المناهضون للتطعيم عن قصد لإثارة الارتباك وانعدام الثقة عن عمد".
وأكد (ليناس) أن "الحمض النووي (في لقاحات الحمض النووي) لا يندمج في نواة الخلية، لذا فإن هذا ليس تعديلا جينياً"
اقرأ أيضاً:
وباء المعلومات المضللة يزيد الطين بلة في ظل تفاقم أزمة كورونا في الهند
هل يتسبب لقاح كورونا بالعقم والوفاة المبكرة؟
دعونا نقلل انتشار المعلومات المضللة
تنتشر المعلومات غير الدقيقة على نطاق واسع، وبسرعة، مما يجعل من الصعب على الجمهور تحديد الحقائق التي تم التحقق منها والمنشورة من مصادر موثوقة، كالجهات الصحية المحلية أو منظمة الصحة العالمية.
ويرجع الخبراء الانتشار الكبير لهذا السيل من المعلومات المضللة إلى الثقة المتدنية في المواقع الإخبارية وضعف وسائل الإعلام العامة ووجود جمهور منقسم، فضلا عن الاستخدام الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، يمكن للجميع المساعدة في وقف الانتشار، إذا رأيت محتوى عبر الإنترنت تعتقد أنه خاطئ أو مضلل، فلا تنشره، بل أبلغ عنه للجهات المعنية بالشؤون الصحية أو مواقع التحقق من المعلومات كمنصة (تأكد).
وهنا يأتي دور الجهات المعنية من حكومات ومنظمات إعلامية وإنسانية في التصدي لهذه الجائحة المعلوماتية من خلال إقامة حملات توعوية تثقيفية لعامة الناس لمحو الأمية الرقمية للكبار في السن وتبيان حقيقة هذه المعلومات المضللة ومخاطرها على كافة الأصعدة، وهذا ما نرنو إليه في الفترة القادمة.
ويسعدنا إعلامكم متابعينا بأنه أصبح بإمكانكم إرسال المواد والأخبار التي تشكون في صحتها بكل سهولة إلى حسابنا على واتساب عبر مراسلتنا على الرقم (00905068555511) أو الضغط على الرابط المباشر هنا.
كما يمكنكم الانضمام إلى مجموعتنا في موقع فيسبوك (تأكد على الحارك) المخصصة أيضاً لهذه الغاية، فإذا شككت بصحة خبر ما لا تتردّد وراسلنا، فنحن متواجدون على مدار الساعة عبر موقعنا وجميع حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً:
نتنياهو لم يقل إن إسرائيل ستقتل المسلمين بلقاح كورونا
هل دعت منظمة الصحة العالمية إلى تجميد منح الجرعة "الثانية" من لقاحات كورونا؟
لقاح تأكد:
ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية