هذه الصورة لا تظهر مشاركة سجانة من معتقل صيدنايا ب...
الأحد 22 كانون أول - احتيال
تداولت وسائل إعلامية وحسابات وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء، يزعم مقتل شاب لبناني بعد وقوعه في كمين نصبه مجموعة لاجئين سوريين في لبنان، بسبب علاقة عاطفية بين الشاب وإحدى اللاجئات، إلا أن هذا الادعاء ملفّق.
نجم الدين النجم الاثنين 25 تموز 2022
الادعاء
نشرت مواقع إخبارية وحسابات وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية من شهر حزيران 2022، ادعاء يزعم أن شباناً من اللاجئين السوريين بلبنان نصبوا كميناً لشاب لبناني في منطقة "ميرنا الشالوحي" وقتلوه.
وادعت وسائل الإعلام والمنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي أن الشبان السوريين قتلوا الشاب المدعو "الياس"، بسبب علاقة عاطفية تربطه مع لاجئة سورية.
ولقي الادعاء المذكور انتشاراً ملحوظاً بين وسائل الإعلام اللبنانية وفي موقعي التواصل "فيسبوك" و"تويتر"، حيث نشرته وشاركته عشرات الحسابات.
سياق الادعاء
يتزامن انتشار هذا الادعاء مع ضغوط حكومية وتحريض إعلامي في لبنان، ضد وجود اللاجئين السوريين في البلاد. ويوم الجمعة الفائت 22 تموز، حثت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي على "الامتناع عن تأجيج المشاعر السلبية والكراهية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي"، وذلك بعد إعلان الحكومة اللبنانية عزمها إعادة 15 ألف نازح سوري شهرياً إلى وطنهم.
وأعادت المسؤولة الأممية التذكير "بالتزام الحكومة اللبنانية بمبدأ عدم الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي، وبمبدأ ضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين"، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
تتبعت منصة "تأكد" الادعاء المتداول للتحقق منه، وللتأكد من وقوع جريمة قتل شاب لبناني على يد لاجئين سوريين في لبنان، بسبب علاقة عاطفية تربطه مع إحدى اللاجئات، وتبين أن الخبر ملفّق.
وبعد عملية التتبع بواسطة تقنية البحث المتقدم باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء، لم تعثر منصة "تأكد" على أي مصدر موثوق يؤكد الادعاءات المتداولة، واكتفت وسائل الإعلام التي نشرت الخبر، بالقول إنه من مصادر خاصة، أو بنسبته إلى مواقع أُخرى غير موثوقة.
وتبيّن أن قوى الأمن الداخلي في لبنان، نشرت بياناً بشأن الجريمة في منطقة "ميرنا الشالوحي"، عبر حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلنت فيه القبض على مرتكب الجريمة، في "كمين محكم".
كشف ملابسات جريمة القتل المروّعة في ميرنا الشالوحي، وشعبة المعلومات توقف القاتل في خلال ساعات معدودة، بكمين محكم في سن الفيل
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) July 23, 2022
وورد في البيان أنه "من خلال كشف الطبيب الشّرعي، تبيّن أن المغدور قدّ تعرّض للذبح، والطعن بـ19 طعنة في مختلف أنحاء الجسد. على الفور، باشرت القطعات المختصّة في شعبة المعلومات إجراءاتها الميدانية والاستعلامية لكشف ملابسات جريمة القتل المروّعة وتحديد الجاني، وتوقيفه".
وأضافت قوى الأمن اللبنانية أنه "بعد الكشف الميداني على مسرح الجريمة ومحيطه واستماع إفادات الشّهود، وبنتيجة الاستقصاءات والتحريّات المكثّفة تمكّنت قطعات الشّعبة، وفي خلال ساعات معدودة، من تحديد هويّة المشتبه به، وهو شقيق زوجة المغدور، ويدعى: م. م. (من مواليد عام 1974، لبناني)".
وأردف البيان أنه "تم تكليف القوّة الخاصّة التّابعة للشّعبة، العمل على تحديد مكانه وتوقيفه بما أمكن من السّرعة، بالتنسيق مع القضاء. لیل تاریخ 19-7-2022، وبعد عملية مراقبة دقيقة، تمكّنت القوّة الخاصّة المذكورة من رصد الفاعل في محلّة سن الفيل، حيث نصب له كميناً محكماً، وتمكّنت من توقيفه".
وبشأن سبب ارتكاب الجريمة أفاد البيان أنه "بالتحقيق معه، وبعد مواجهته بالأدلّة القاطعة التي تُثبِت تورّطه، اعترف أنه أقدم على تنفيذ الجريمة منفرداً بواسطة سكين، وذلك بسبب شجار فوري حصل بينه وبين المغدور نتيجة خلافات عائلية سابقة، فقام بطعنه في بطنه وظهره وصدره 19 طعنة، ومن ثمّ ذبحه. كما اعترف أنه رمى أداة الجريمة في مستوعبٍ للنفايات".
ولم يرد في نص البيان المنشور من جانب قوى الأمن الداخلي اللبناني -كما هو واضح- أي ذكر لضلوع لاجئين سوريين في جريمة قتل الشاب اللبناني.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية