التسجيل الذي يظهر أسر مقاتلة من "قسد" وتهديدها بال...
الثلاثاء 03 كانون أول - إرباك
نشرت "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" (UNHCR) تسجيلاً مصوراً من بلدة قلعة المضيق بريف حماة الغربي، زاعمة أن "العائلات بدأت بالعودة إلى بلدة قلعة المضيق في محافظة حماة بعد سنوات من النزوح"، إلا أن مصادر لـ (تأكد) نفت ذلك.
نوار الشبلي الجمعة 23 تموز 2021
الادعاء
ادعت إحدى منظمات "الأمم المتحدة" عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر أنها أجرت جولة لتقييم احتياجات العائلات العائدة وتوزيع المساعدات الطارئة لعائلات عادت إلى بلدة قلعة المضيق بريف حماة.
حيث نشرت "مفوضية اللاجئين" في تاريخ 4 تموز/يوليو تغريدة قالت فيها "بدأت العائلات بالعودة إلى بلدة قلعة المضيق في محافظة حماة بعد سنوات من النزوح"، ووصفت الاحتياجات بأنها "ضخمة ويحتاج الناس إلى البدء من نقطة الصفر"، وفق تعبيرها
كما أدلى محافظ إدلب التابع للنظام السوري بتصريحات متناقضة حول إحصائيات العائدين إلى البلدة، يمكنكم الاطلاع عليها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
اقرأ أيضا:
هل أصدرت محكمة كوبلنز الألمانية قراراً جديدا خاصا بملاحقة مجرمي الحرب السوريين؟
هل تظاهر سوريون احتجاجا على هجرة الأفغان إلى تركيا ؟
تحقق فريق منصة (تأكد) من صحة الادعاء القائل بأن "العائلات بدأت بالعودة إلى قلعة المضيق" الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، والتي نزح منها آلاف السكان، فرصد تناقضاً بحديث إعلام النظام حول أرقام وإحصائيات النازحين العائدين إلى المنطقة، كما أنه لم تسجل حالات عودة إليها وفق تصريحات خاصة وإحصاءات تتعلق بالنزوح.
حيث قال رائد الصالح -مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)- في حديث خاص لمنصة (تأكد) إن "معظم أهالي قلعة المضيق مُهجرين، حيث أنه هُجّر منها 24 ألف شخص من أصل 25 ألف شخص"، منوهاً إلى أن ما بين 20 إلى 24 عائلة بقيت في البلدة نظراً لكون أفراد منها من العاملين في المؤسسات الحكومية التابعة للنظام السوري.
وأضاف أن المهجرين من بلدة قلعة المضيق توزعوا على عدة مناطق، وأن "70 بالمئة منهم يقيمون في مخيم كفر لوسين بشمال غرب سوريا، و15 بالمئة منهم في منطقة عفرين، أما ما تبقى من الأهالي المهجرين فهم لاجئون في تركيا وأوروبا".
وأشار الصالح إلى أن ما ذكرته المفوضية "غير صحيح"، وأنه "وردتنا معلومات من عدد من أهالي بلدة قلعة المضيق بأن قوات الأسد تواصل عمليات النهب وسرقة الممتلكات، وتدمير البيوت لسحب الحديد وكابلات الكهرباء".
وتابع: "من خلال حديثنا مع أهالي قلعة المضيق المهجرين، فهم يرفضون العودة إليها نظراً لوجود النظام فيها وسيطرته عليها، لأنه السبب الرئيسي في تهجيرهم نتيجة القصف الممنهج واستهداف المستشفيات واستهداف المنطقة بشكل عام".
ونفى أحمد نيروزي -قائد قطاع قلعة المضيق بالدفاع المدني سابقاً وأحد المهجرين منها- عودة عائلات إلى قلعة المضيق، وقال إن سبب ذلك "يعود لمعرفة الأهالي حجم إجرام مليشيات النظام و قرب البلدة من مواقع عسكرية وتعتبر منطقة عسكرية مغلقة"، منوهاً إلى منع الأهالي الذين هم في مناطق النظام من دخولها إلا بعد أخذ موافقة أمنية.
ويربط كثير من المدنيين المهجرين العودة بزوال النظام السوري، ومن بين الشهادات التي حصلت عليها (تأكد) حديث محمد رشيد -أحد المدنيين المهجرين من قلعة المضيق- قائلاً إنه لا يستطيع "العودة إلى قلعة المضيق والقرى المحيطة لوجود قوات الأسد التي حولتها إلى ثكنات عسكرية".
كما يقول عبد المحسن حميدي -أحد المدنيين المهجرين من قلعة المضيق أيضا: "إن ما يمنعه من العودة إلى منزله وجود قوات النظام، وقَدْر من بقي من سكان قلعة المضيق لا يفوق 10 بالمئة من سكان المدينة، ولم يسمح لهم بالعودة حتى الآن بحسب أقاربهم ومعارفهم في المهجر، بينما استطاع بعضهم الدخول لفترة محدودة فقط".
وقد اعتاد النظام السوري نشر ادعاءات متباينة ومتناقضة حول عودة النازحين من شمال غربيّ سوريا إلى مناطقهم الواقعة تحت سيطرته، حيث نشرت جريدة الوطن السورية في 21 شباط/فبراير الماضي تصريحا لمحافظ إدلب في حكومة النظام محمد نتوف يدعي فيه أن "ما بين 55 إلى 60 بالمئة من الأهالي عادوا إلى مناطقهم"، زاعما أن "هذه النسبة مرشحة للارتفاع بشكل كبير مع إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية".
في حين نشرت الجريدة ذاتها في 14 تموز/يوليو الجاري، تصريحا آخر لنتوف يدعي فيه أن "ما بين 40 إلى 50 بالمئة من النازحين من الريف عادوا إلى مناطقهم"، مضيفة نقلاً عن نتوف أن "هناك ارتفاع في عدد العائدين باعتبار أن الأهالي يعودون إلى مدنهم وقراهم تباعاً"، وهو ما يتناقض مع إحصائياته في تصريحه السابق.
أين تقع قلعة المضيق؟
تقع على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب الذي يمر منه نهر العاصي بالقرب من مدينة أفاميا الأثرية، وهي تابعة إداريا إلى محافظة حماة السورية، وتعرضت لحملة عسكرية من قبل النظام السوري وحليفه الروسي خلال 26 نيسان/أبريل 2019، سبقها تصعيد عنيف منذ بداية العام نفسه ما أسفر عن موجة نزوح، واستطاع النظام السيطرة على هذه المنطقة خلال الثلث الأول من أيار/مايو 2019.
اقرأ أيضا:
هل أصدرت تركيا قرارا بترحيل لاجئين سوريين موالين للأسد؟
ما حقيقة إحداث "النظام التركي" أمانة للسجل المدني في إدلب؟
المصدر | العلامة | المواد |
---|---|---|
UNHCR | -6 | |
الوطن السورية | -48 |
- ما حقيقة انشقاق أحد القياديين في فصائل المعارضة السورية؟
- تحقيق لـ (تأكد) يكشف تضليل النظام السوري حول حادثة التسريب النفطي من محطة بانياس |
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية