هذا المقطع لا يظهر أنفاق حفرها "حزب الله"
الخميس 10 تشرين أول - احتيال
ادعت وسائل إعلاميَّة تابعة للنظام السوري أنَّ ما يحدث في مدينة (شهبا) بمحافظة السويداء عبارة عن اقتتال وخلاف عائلي بين عائلتين كبيرتين، تطور لاحقاً إلى اشتباكات مسلحة أودت بحياة أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، إلا أن شهادات ووثائق تكشف تضليل النظام السوري لما يحدث في السويداء.
آرام العبد الله السبت 24 تموز 2021
ادعت وسائل إعلاميَّة تابعة للنظام السوري أنَّ ما يحدث في مدينة (شهبا) بمحافظة السويداء عبارة عن اقتتال وخلاف عائلي بين عائلتين كبيرتين، تطور لاحقاً إلى اشتباكات مسلحة أودت بحياة أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.
وروَّجت أغلب تلك الوسائل أنَّ الاشتباكات التي شهدتها مدينة شهبا شمال محافظة السويداء أدت "لمطالبة الأهالي بدخول الجيش السوري لحسم الخلافات وإنهاء انتشار السلاح".
حيث شهدت شهبا بتاريخ يوم الأحد 18 تموز/يوليو الجاري توتراً شديداً أوقف جميع الفعاليات والحركة العامة داخل المدينة نتيجة قيام مسلح يدعى وليم الخطيب -أحد أذرع أجهزة الأمن- بقتل ثلاثة أفراد من عائلة الطويل، وإثر ذلك حدثت انتفاضة شعبية داخل شهبا من مختلف عائلاتها التي هاجمت ما يزيد عن عشر منازل لزعماء المسلحين بالمدينة التابعين لأجهزة الأمن.
ونستعرض في هذا التحقيق جزءاً من التضليل الذي رصدته منصة (تأكد) خلال متابعتها لما نشر حول أحداث السويداء الأخيرة، وما رافقها من تضليل متعمد من قبل وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري، وذلك عبر ذكر كل ادعاء ومصدره ودحضه استناداً إلى مراجع واضحة وصريحة وشهادات موثقة لأشخاص من داخل مدينة شهبا، وتتحفظ المنصة عن ذكر أسمائهم الصريحة حفاظاً على سلامتهم.
معلومات مضللة رافقت أحداث شهبا
تداولت العديد من المواقع الإخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد 18 تموز/ يوليو خبراً يدَّعي أنَّ "ما يحدث في مدينة شهبا بمحافظة السويداء عبارة عن اقتتال أهلي بين عائلتين"، إلا أن هذا التحقيق يثبت أن ما يتم ترويجه مضلل.
إذ نشر موقع (سناك سوري)المنحاز للنظام السوري بتاريخ يوم الأحد 18 تموز/يوليو مقالاً بعنوان: "السويداء.. مقتل 4 أشخاص باشتباك مسلح مايزال مستمراً" وادعى أن ما يجري في شهبا هو خلاف نشب بين شابين كل واحد فيهما ينتمي إلى عائلة مختلفة.
اقرأ أيضا:
متظاهرون يطالبون بإسقاط نظام الأسد في السويداء، هل تصدّق أنها المرة الأولى؟
هل قتل مهرب البنزين من سوريا إلى لبنان في طرابلس؟
كما نشرت إذاعة (شام إف أم) المنحازة للنظام السوري عبر معرفاتها على فيسبوك وتويتر خبراً ادعت من خلاله "وقوع إشكالات بين عائلتين كبيرتين في المدينة"، وبأن "أهالي شهبا طالبوا بتدخل الجيش السوري لحسم الخلافات وإنهاء حالة انتشار السلاح".
التحقيق: شهادات ووثائق تكشف تضليل النظام السوري
حصلت منصة (تأكد) على شهادات من مصادر محلية من داخل مدينة شهبا منها لمحامٍ وناشطين في المجتمع المدني، أكدوا أنَّ أحداث شهبا سببها تواجد عصابات مسلحة يحمل عناصرها بطاقات تسوية مع عدة أجهزة أمنية تابعة للنظام السوري، وليست خلافات عائلية كما يُشاع.
حيث قال فهد جاسم -اسم مستعار لمحامٍ من مدينة شهبا- لمنصة (تأكد) "إنَّ المدينة تحوي أكثر من 30 شخصاً يحملون السلاح بموافقة أمن النظام ويقومون بتصرفات غير أخلاقية، ناهيك عن التشبيح وإطلاق الرصاص العشوائي في حال حدوث أية مشكلة مع أي منهم".
وذكر أنَّ "أصل المشكلة اليوم وسابقاً يعود للغطاء الأمني المعطى لهؤلاء الأشخاص، والذي يذهب ضحيته أناس أبرياء".
وأضاف أن "ما حدث مؤخراً كان نتيجة قيام المدعو وليم أنور الخطيب -وهو أحد أخطر أفراد العصابات المحمية أمنياً- بالاعتداء بالضرب على شاب من آل الطويل قرب منزله، ومن ثم تطور الخلاف في اليوم التالي وذهب ضحيته ثلاثة شباب من آل الطويل، اثنان منهم أخوة، كما أن آل الطويل قتلوا وليم الخطيب ومجموعة من عناصره في اليوم التالي".
كما أكد ناشط مدني -يعمل في منظمة مجتمع مدني في شهبا- لمنصة (تأكد) أن "وجهاء المدينة اجتمعوا ورفعوا الغطاء عن كل أفراد العصابات المسلحة، و أصدروا قراراً جماعياً بالقضاء عليه، وأن الخلاف ليس بين عائلتين، بل بين شبيحة السويداء الذين يخطفون ويسرقون ويثيرون الفتن بدعم من الأجهزة الأمنية المتواجدة في المحافظة".
ونفى الناشط "طلب الأهالي تدخل الجيش السوري لحماية المدنيين كما يُروَّج لذلك"، مشيراً إلى أن "تدخل الجيش يعني مزيداً من الفوضى والقتل، كون أغلب عصابات السويداء مرتبطة به وبالأفرع الأمنية".
كما تبيَّن بالبحث أنَّ بعض عناصر عصابات مدينة شهبا تملك متفجرات من نوع C4 و TNT روسية المنشأ بحسب وثائق وصور نشرتها صفحة محلية على فيسبوك تحمل اسم (الراصد).
كما عرضت الصفحة ذاتها بتاريخ 19 تموز/يوليو مقطعاً مصوراً يظهر عدداً من الموجودات التي صودرت من منزل (عمران مهنا) ومتجر (وليم الخطيب) -أفراد من العصابات في مدينة شهبا- من ضمنها متفجرات C4 ومخدرات.
وكشفت الوثائق التي نشرتها الصفحة عن ارتباط (عمران مهنا) بإدارة المخابرات العامة التابعة للنظام السوري، عبر "وثائق وجدوها في سيارته قبل إحراقها من قبل المنتفضين".
كما نشرت صفحة محلية تحمل اسم (السويداء ASN) بتاريخ 22 تموز/يوليو لقاءات مع أهالي الضحايا وأقاربهم الذين أكدوا أن ما حدث هو انتفاضة شعبية في وجه عصابات مدعومة من النظام السوري تهدد أمن واستقرار السويداء.
وتعيش محافظة السويداء حالة من انفلات السلاح العشوائي تحت إدارة أجهزة أمنية تابعة للنظام السوري، يتخللها الكثير من حالات القتل والخطف والسلب بحسب شهادات من أهالي المحافظة، وكانت مدينة شهبا قد عانت خلال الأيام الفائتة من حالة الذعر والرعب نتيجة الاشتباكات والتفجيرات بين أهالي المدينة والعصابات المتواجدة فيها.
اقرأ أيضا:
هل اعتقل النظام السوري قائد "لواء القدس"؟
هل بدأت العائلات بالعودة إلى بلدة قلعة المضيق بريف حماة؟
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية