ما حقيقة طلب "الجيش الإسرائيلي" إخلاء مناطق سكنية...
السبت 16 تشرين ثاني - احتيال
نشرت مدونات إخبارية ومستخدمون لمواقع التواصل مقطع فيديو ادّعوا أنّه يظهر "استقالة عناصر الشرطة الفرنسية وانضمامهم لرافضي لقاح كورونا بسبب وجود جهات عالمية فاسدة تريد إخضاع الشعوب والتحكم فيها عبر فرض اللقاح"، إلا أنّ الادعاء ملفق والمقطع يعود لسياق آخر.
فريق التحرير السبت 11 كانون أول 2021
عبد السلام الحموي
الادعاء
انتشر على شبكة الإنترنت مؤخراً مقطع فيديو يَظهر فيه مجموعة من رجال الشرطة الفرنسية يلقون الأصفاد على الأرض بشكل جماعي، وزعم ناشرو التسجيل أنّه صُوِر "خلال تظاهرات لرفض مطعوم فيروس كورونا".
حيث نشر حساب شخصي بموقع تويتر يحمل اسم (الإعلامي وليد السهلي) المقطع المشار إليه في تغريدة اليوم السبت 11 كانون الأول/ديسمبر، ادعى فيها أن "الشرطة الفرنسية ترمي الأصفاد وتعلن استقالتها وتنضم للشعب لرفض أخذ المطعوم ضد كورنا وتقول أن هناك جهات عالمية فاسدة تريد إخضاع الشعوب والتحكم فيها".
وحظي المقطع مصحوباً بالادعاء المذكور انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل بعد مساهمة العديد من الحسابات الشخصية والصفحات العامة بنشره وأُرفقَ بوسوم عديدة منها؛ "لا للتطعيم الإجباري"، "التطعيم مؤامرة"، "لا لتلقيح كورونا"، تطلعون على عينة منها نهاية المادة.
اقرأ أيضاً:
هل أخرجت فرنسا ذوي الأصول الأجنبية من المشافي ليحل مكانهم الفرنسيون ؟
هل هاجمت رئيسة إيطاليا ماكرون واتهمت فرنسا باستغلال الأفارقة والأطفال؟
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثًا للتحقق من أن المقطع "يظهر احتجاجاتٍ للشرطة الفرنسية لرفض مطعوم فيروس كورونا بسبب وجود جهات عالمية فاسدة تريد إخضاع الشعوب والتحكم فيها عبر فرض اللقاح "، فتبين أنه مضلل.
حيث أظهرت النتائج من خلال تجزئته إلى عدة لقطات والبحث عنها عكسياً باستخدام محركات البحث التي توفر خدمة البحث العكسي أنّ المقطع يعود لوقفة احتجاجية نفذها عناصر من الشرطة الفرنسية منتصف العام 2020 تعبيراً عن احتجاجهم على تصريحات وزير الداخلية الفرنسي وقتذاك كريستوف كاستانير حول ضرورة محاربة العنصرية في صفوفهم.
وطالب المحتجون في ذلك الوقت باستقالة الوزير، ورموا الأصفاد على الأرض، معبرين عن رفضهم لتصريحاته واعتبروها بمثابة إلصاق تهمة العنصرية بهم.
تصريحات الوزير الفرنسي في ذلك الوقت أتت على خلفية خروج عدة مظاهرات حملت شعار "حياة السود مهمة" في فرنسا، تضامنا مع المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد الذي لقي مصرعه على يد أحد رجال الشرطة الأمريكية في أيار/مايو 2020، وتزامنت مع كشفت وسائل إعلام فرنسية، عن تبادل 11 شرطيًا لرسائل عنصرية عبر الهواتف فيما بينهم، أهانوا من خلالها عددًا من الطوائف الأخرى في المجتمع كالسود، والعرب، واليهود، فضلًا عن النساء.
بدأت فرنسا في تشرين الأول الماضي بتطبيق قانون إلزامية التطعيم لعمال الرعاية الصحية في البلاد بعد شهرين من إصدار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعميماً بشأنه وصادق عليه لاحقا مجلس الشيوخ والمجلس الدستوري في وقت أشارت وسائل إعلامية فرنسية إلى وجود عشرات آلاف العاملين في القطاع الذين يصرون على رفض التطعيم.
وعقب ارتفاع الإصابات في البلاد، أعلن وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران في مؤتمر صحفي عُقد بتاريخ 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن مجموعة قرارات، نصّت على عودة إلزامية الكمامة في الأماكن العامة، وضرورة إبراز التصريح الصحي في المطاعم ومراكز التسوق وأماكن الترفيه والمتاحف.
الجدير بالذكر أن نسبة الحاصلين على اللقاح في فرنسا، بلغت حوالي 76.9٪ بشكل طوعي من إجمالي السكّان، وتعمل الحكومة الفرنسية على إقناع الملايين من المواطنين الذين لم يتلقوا حتى الآن أي جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
اقرأ أيضاً:
(ديدييه راوول) لم يصرح بأن المغاربة واليهود والغجر هم سبب موجة كورونا الثانية بفرنسا
هذا الفيديو لا يصوّر اعتداء الشرطة الفرنسية على مسلمين بفرنسا
لقاح تأكد:
ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.
المصدر | العلامة | المواد |
---|---|---|
بوابة بعلبك | -6 |
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية