فيديو ستوري

"يلاّ نيوز" شركة بريطانية تنشر الأخبار الروسية الزائفة وتقمع الحراك السوري إلكترونياً

"يلاّ نيوز" شركة بريطانية تنشر الأخبار الروسية الزائفة وتقمع الحراك السوري إلكترونياً

صباح الخطيب صباح الخطيب   الأحد 07 أيار 2023

صباح الخطيب صباح الخطيب   الأحد 07 أيار 2023

نشرت شبكة بي بي سي البريطانية في 4 أبريل/ نيسان الجاري، تحقيقاً "حول شبكة بريطانية تنشر الأخبار الروسية المزيفة لملايين الناطقين باللغة العربية. وذكر التقرير أن شركة "يلاّ نيو" التي تدعي أنها محايدة، تتبنى قصصاً مؤيدة لروسيا، كما أن العديد من قصصها تطابق تقريباً تلك التي نُشرت على وسائل الإعلام الحكومية الروسية في نفس اليوم.

وعليه، في 10 مارس/ آذار 2022، بث التلفزيون الرسمي الروسي قصة تدعي أن الولايات المتحدة كانت تستخدم الطيور كأسلحة بيولوجية من أجل نشر الأمراض الفتاكة أثناء تحليقها إلى روسيا وبعد ظهر ذلك اليوم، تمت ترجمة القصة ونشرها على الشبكات الروسية المدعومة من الدولة مثل سبوتنيك العربية وروسيا اليوم (RT) العربية. وبعد ساعتين نُشر نفس الفيديو مع بعض التعديلات المطابقة للأصل، باللغة العربية على صفحة يلاّ نيوز في موقع فيسبوك.

وقصة الطائر هذه، هي مجرد مثال واحد من قصص أخرى عديدة. إذ على مدار عام، ومن خلال العمل مع متخصصين في المعلومات المضللة، راقبت بي بي سي مقاطع الفيديو الأكثر مشاهدة على موقع يلاّ نيوز، ووجدت أن جميع قصص الموقع تقريبا يمكن إيجادها في مواقع إخبارية مملوكة للكرملين ومؤيدة له.

ومن القصص المزيفة التي نشرتها يلاّ : قصة "مذبحة بوتشا" التي زعمت أنها كانت مدبرة، إضافة إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي كان "مخمورا" وهو يخاطب الشعب الأوكراني عبر نشر مقطع فيديو مزيف للرئيس، وأن الجنود الأوكرانيين هربوا من خط المواجهة. وتبين عبر المراقبة والتحليل أن جميع هذه القصص أُنتجت ونُشرت في وسائل الإعلام الحكومية الروسية، وبعد ساعات قليلة بدأ موقع يلاّ نيوز بترجمتها وإعادة نشرها.

وقال التقرير على لسان بيلين كاراسكو رودريغيز، الباحثة في مركز مرونة المعلومات في المملكة المتحدة، أن موقع يلاّ نيوز يعمل "كبوق للكرملين" في الشرق الأوسط. وأن أوجه التشابه بين قصص الإعلام الروسي الحكومي وموقع يلاّ، تشير إلى أن "يلاّ" يمكن أن تكون منصة "غسيل معلومات" تابعة لروسيا. 

تقييمات وعناوين وهمية

"يلاّ نيوز" جزء من مجموعة يلاّ التي تصف نفسها "شركة تعمل في مجال الإنتاج المرئي على مواقع التواصل الاجتماعي". لكن الموقع الإلكتروني للمجموعة لا يبدو أنيقاً مثل صفحاته عبر المنصات الاجتماعية، إذ يتكون من نصوص وصور وهمية، كما أن معظم تقييماته ذات النجوم الخمس على فيسبوك "مزيفة"، مكتوبة في نفس التواريخ بواسطة نفس الحسابات من جنوب شرق آسيا.

ورغم أن شركة يلاّ، المسجلة في المملكة المتحدة تحت عنوان "بلومزبري وسط لندن" لا تمتلك موظفين أو مكاتب فعلية، إلا أن أكثر من 65000 شركة أخرى، بينها 12000 شركة نشطة تتشارك العنوان نفسه.

ويؤدي العنوان الموجود على صفحة Yala Media Network على فيسبوك إلى British Monomarks في وسط لندن، وهي شركة توفر خدمة المكتب الافتراضي وعنوانًا بريديًا للشركات التي تبحث عن "عنوان شارع مرموق في لندن".

وباستخدام تقنيات تحديد الموقع الجغرافي المتطورة، استطاع فريق بي بي سي الحصول على صور تُظهر فريق العمل ومكاتبه في إحدى ضواحي العاصمة دمشق. كما أكد موظف سابق لدى المجموعة أنها تعمل من هناك.

ومن بين عملاء يلاّ، مشاهير وصحفيون سوريون موالون للنظام. منهم مراسل التلفزيون الحكومي شادي حلوة، أحد عملاء مجموعة يلاّ، ورجال الأعمال السوريين المشمولين بالعقوبات الغربية، الأخوين القاطرجي. 

يقول الخبراء في بي بي سي إن تسجيل المجموعة في المملكة المتحدة، قد يكون لتجنب اعتبار أنها تدار من بلد خاضع للعقوبات، ما يسمح لها ببناء علاقات تجارية مع منصات مثل شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك.

ونشر مؤخراً، صاحب إحدى صفحات مجموعة يلاّ على فيسبوك خبرا مفاده أن الموقع أصبح "شريكا تجاريا" رسميا في ميتا، ما يعني أن خدمات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي توصي بتصفح المجموعة لدى القراء.

من يقف وراء يلاّ نيوز؟

أجرت شبكة البي بي سي مقابلة مع الرئيس التنفيذي لشركة يلاّ، أحمد مؤمنة وهو رجل أعمال سوري يعيش في دبي. وقال مؤمنة لبي بي سي إن "مجموعة يلاّ هي شركة مقرها المملكة المتحدة". "و لديهم أكثر من 500 عميل بما في ذلك شخصيات عامة وفنانين وأصحاب مواهب. وليس لديهم موظفون في لندن حتى الآن، لكن يمكنهم في المستقبل القريب أن يبدأوا بالتوظيف هناك". 

وزعم مؤمنة أن: "محتوى يلاّ نيوز غير متحيز، سواء لـ سوريا أو روسيا أو أي شيء آخر، وإنهم يحترمون الحيادية".

وكان جوابه عما إذا كانت شركته تتلقى تمويلًا من الحكومتين الروسية أو السورية " أنه هو الممول والمؤسس الوحيد لشركة يلاّ ولا أحد يستطيع التأثير عليه".

ونشر، مؤمنة على حسابه الشخصي على منصة فيسبوك رداً على تقرير بي بي سي، أن ما حدث هو " تزوير" صحفي كبير قامت به مراسلة بي بي سي وأن الشبكة ستدفع ثمن التهجم على شركة " يلا " بشكل قانوني، وأنه رفض نشر أي جزء من المقابلة التي تمت على أساس مناقشة مواضيع تخص الشراكة مع فيسبوك في البداية وتحولت إلى نقاش "مواضيع داخلية" تخص الشركة، حسب وصفه.

قمع الحراك السوري إلكترونياً

على الرغم من أن الشركة تصر على أنها منصة إعلامية عربية مستقلة، يبدو أن لديها ميول سياسية لصالح الحكومة السورية أيضاً. ففي حزيران عام 2020، فوجئ صحفيون ومتظاهرون سوريون بحظر منصة فيسبوك نشر بعض الفيديوهات التي توثق خروج مظاهرات مناهضة لنظام الأسد في السويداء بذريعة "انتهاك حقوق الملكية" لصالح شركة تدعى "يلا ميديا".

وأكد  مدير منصة (تأكد) "أحمد بريمو"، حينها، في تصريح لـ"زمان الوصل" وجود ثغرة في سياسة الحفاظ على حقوق الملكية لدى "فيسبوك"، يستغلها نظام الأسد لمنع انتشار الفيديوهات التي توثق المظاهرات المناهضة له.

وقال "بريمو" إن فيديوهات من مظاهرات السويداء تم حظرها على منصة فيسبوك بحجة انتهاك حقوق الملكية، وبعد تتبع الجهة التي تدعي ملكية تلك الفيديوهات تبين أنها شركة (Yala media Network). 

وبعد إبلاغ فيسبوك بشكل رسمي عبر البريد الإلكتروني عن هذه الثغرة، رفعت فيسبوك الحظر الذي كان مفروضا على عدة فيديوهات توثق خروج مظاهرات مناهضة لنظام الأسد في السويداء.

وقال "بريمو"، إن شركة فيسبوك استجابت للبلاغ الذي قدمه لهم حول ادعاء شركة إنتاج تحمل اسم "يلا ميديا" ملكية حقوق نشر فيديوهات توثق المظاهرات المناهضة لنظام الأسد والتي خرجت مؤخراً في مدينة السويداء، وقامت فيسبوك برفع الحظر عن ثلاثة مقاطع.

وأكد "بريمو" أن مجموعة من النشطاء والحقوقين السوريين المقيمين في بريطانيا يعملون على مساءلة القائمين على شركة "يلا ميديا" بشكل قانوني بهدف محاسبتهم، مفضلاً عدم الخوض في تفاصيل أكثر حول الموضوع لضمان عدم ترك الفرصة للمتورطين بالإفلات من المساءلة والتواري.

رفضت شركة يلا الادعاءات

الرئيس التنفيذي لشركة يلا، صرح لموقع MEE أن الشركة تدير العملاء وتنتج محتواها الخاص لجمهور عالمي يتحدث العربية. وأضاف أن لديهم فروعًا في ماليزيا والإمارات العربية المتحدة.

وعند سؤاله عن فيديوهات مظاهرات السويداء، صرف المسؤولية عن يلا، قائلاً إنه ربما كان أحد الشركاء العديدين الذين نُشرت موادهم على المنصة التي ادعوا ملكيتها، وليس الشركة نفسها. 

وبحسب المدعو "باسل"، الذي رفض ذكر اسمه الكامل، فإن يلا لديها أكثر من 1000 مقطع فيديو يتم تحميلها على نظامها الأساسي يوميًا، بدعوى أن المنصة تعمل كوسيط للعملاء. وقال إن الشبكة لم تتمكن من تحديد من ادعى حقوق الطبع والنشر نيابة عنها. ولم يرد باسل على مزيد من الاستفسارات من موقع MEE عقب المكالمة الهاتفية.

شركة مبهمة 

لا يوجد للشركة معلومات مالية واضحة والموقع الإلكتروني لشركتها الأم، مجموعة يلا، يتكون في الغالب من نص وهمي وصور ومصطلحات تسويقية غامضة.

حاولت بي بي سي التأكد من صحة تسجيل يلاّ لدى وكالة تسجيل الشركات التابعة لوزارة الأعمال والتجارة في المملكة المتحدة، وقال المتحدث باسهم إنهم "لا يعلقون على الشركات الفردية" وليس لديهم "صلاحيات قانونية للتحقق من صحة المعلومات التي يتم تسليمها".

وقال متحدث باسم شركة ميتا التي تمتلك فيسبوك، إن الشركة تعمل مع مدققي الحقائق التابعين لجهات خارجية من أجل مكافحة انتشار المعلومات المضللة على منصاتها.

دحض الادعاء

المزيد من التصحيحات المتعلقة بـ:   سورية

آخر ما حُرّر

مواد ذات صلة


لقد أدخلنا تغييرات مهمة على سياستنا المتعلقة بالخصوصية وعلى الشروط الخاصة بملفات الارتباط Cookies،
ويهمنا أن تكونوا ملمين بما قد تعني هذه التغييرات بالنسبة لكم ولبياناتكم
سياسة الخصوصية المتعلقة بنا.
اطلع على التغييرات موافق