هذه المشاهد لا توثق لحظة غرق سفينة بريطانية نتيجة...
الأربعاء 20 تشرين ثاني - احتيال
وفقًا لتحقيق جديد أجرته صحيفة الغارديان وشركاء إعلاميون، ربما تسببت محاولات خفر السواحل اليونانية لسحب قارب مهاجرين كان على متنه قرابة 700 شخصاً، في غرقه ومصرع 80 شخصًا وفقدان 500 آخرين.
فريق التحرير الأربعاء 12 تموز 2023
قدم التحقيق المشترك الذي أجرته صحيفة الغارديان والإذاعة العامة الألمانية ARD ومنفذ الاستقصاء اليوناني Solomon، بالتعاون مع وكالة الأبحاث Forensis، واحدة من أوضح الروايات حتى الآن، حول بداية مسار سفينة الصيد المنكوبة حتى غرقها. إذ كشف التحقيق عن أدلة جديدة مثل عدم إرسال سفينة خفر السواحل التي كانت راسية في ميناء قريب، وكيف فشلت السلطات اليونانية في الرد ليس مرتين، كما ورد سابقًا، ولكن ثلاث مرات على عروض المساعدة من قبل فرونتكس، وكالة الحدود وخفر السواحل في الاتحاد الأوروبي.
غرقت سفينة الصيد التي كانت تقل مهاجرين من ليبيا إلى إيطاليا قبالة سواحل اليونان في 14 يونيو/حزيران الفائت.
أجرى الصحفيون والباحثون أكثر من 20 مقابلة مع ناجين و استندوا إلى وثائق المحكمة ومصادر خفر السواحل لتكوين صورة كاملة عن فرص الإنقاذ الضائعة وعروض المساعدة التي تم تجاهلها. قال العديد من الناجين إن محاولات خفر السواحل اليونانية لسحب السفينة تسببت في غرق السفينة في النهاية. ونفى خفر السواحل بشدة أنه حاول جر القارب.
تم إعادة بناء أحداث الليلة التي انقلبت فيها سفينة الصيد، على بعد 47 ميلاً بحريًا من مدينة بيلوس في جنوب غرب اليونان، باستخدام نموذج تفاعلي ثلاثي الأبعاد للقارب، تم إنشاؤه بواسطة وكالة الأبحاث Forensis التي تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان. رسمت Forensis الساعات الأخيرة قبل الغرق، باستخدام بيانات من سجل خفر السواحل و شهادة قبطان سفينة الصيد، بالإضافة إلى مسارات الطيران وبيانات حركة المرور البحرية وصور الأقمار الصناعية والمعلومات من مقاطع الفيديو التي التقطتها السفن التجارية القريبة ومصادر أخرى.
تعارضت تحركات السفينة الأخيرة مع خفر السواحل وكشفت عن تناقضات في الرواية الرسمية للأحداث، بما في ذلك اتجاه سفينة الصيد وسرعتها. بشكل حاسم، أظهر التحقيق أن سفينة الصيد المكتظة بدأت تتحرك غربًا عند مقابلة سفينة خفر السواحل اليونانية التي تم إرسالها إلى مكان الحادث. ووفقًا لشهادات الناجين المتعددة التي قُدمت إلى الغارديان والمدعين العامين اليونانيين، أخبر خفر السواحل المهاجرين أنه سيقودهم إلى إيطاليا - متعارضًا مع الرواية الرسمية بأن سفينة الصيد بدأت تتحرك غربًا من تلقاء نفسها. وأظهر التحقيق أيضا أن السفينة قد تحولت إلى الجنوب وكانت شبه متوقفة لمدة ساعة على الأقل، كما قال الناجون، حدثت محاولتي جر كانت فيها المحاولة الثانية مميتة.
وقالت ماريا بابامينا، وهي محامية من المجلس اليوناني للاجئين، الذي يمثل ما بين 40 إلى 50 ناجيًا، إن هناك محاولتي سحب رواها الناجون. وتظهر وثائق المحكمة أيضًا أن سبعة من أصل ثمانية ناجين قدموا روايات للمدعي المدني عن وجود حبل وجر وسحب قوي، في الإفادات التي أجريت يومي 17 و18 يونيو/حزيران الماضي.
ذكر تقرير الغارديان أنه لا يمكن إثبات الظروف الدقيقة للغرق بشكل قاطع في غياب الأدلة المرئية. لأن السلطات صادرت هواتف العديد من الناجين، وذكر بعضهم أنهم صوروا مقاطع فيديو قبل لحظات من الغرق. كما أنه لا تزال هناك أسئلة حول سبب عدم تسجيل سفينة 920 التابعة لخفر السواحل اليوناني والتي تمولها فرونتكس، الحادث على الكاميرات الحرارية.
قال خفر السواحل اليوناني في تصريحات رسمية إن العملية لم تسجل لأن الطاقم كان يركز على عملية الإنقاذ. لكن مصدرًا في خفر السواحل قال إن الكاميرات لا تحتاج إلى تشغيل يدوي مستمر وهي موجودة على وجه التحديد لالتقاط مثل هذه الحوادث.
وثق التقرير وجود رجال ملثمين من فريق العمليات الخاصة المعروف باسم KEA، قال اثنان من الناجين بأنهم ربطوا حبلًا بسفينة الصيد. ووفقًا لمصادر خفر السواحل، إنه من المعتاد إرسال KEA - الذي يستخدم عادةً في المواقف الخطرة مثل الأسلحة المشتبه فيها أو تهريب المخدرات في البحر - نظرًا لحالة السفينة غير المعروفة، لكن أحد المصادر قال إن وجودهم يشير إلى أنه كان يجب اعتراض السفينة لأسباب الأمن والسلامة البحرية.
وصف أحد المصادر عدم حشد المساعدة بالقرب من الحادث بأنه "غير مفهوم". حيث أُرسلت سفينة 920 من جزيرة كريت، على بعد حوالي 150 ميلًا بحريًا من موقع الغرق. وقال المصدر إن خفر السواحل كان لديه سفن أخرى قادرة على المساعدة، ومقرها باتراس وكالاماتا ونابولي فويون وحتى بيلوس نفسها. لكن المقر الرئيسي لخفر السواحل أمر 920 بـ "تحديد موقع" سفينة الصيد في حوالي الساعة 3 مساءً بالتوقيت المحلي يوم 13 يونيو/حزيران. وأكد أحد شهود العيان أن سفينة أخرى كانت متمركزة في كالاماتا في 14 يونيو/حزيران، وكان من الممكن أن تصل إلى سفينة الصيد في غضون ساعتين.
تم تنبيه خفر السواحل اليوناني وفرونتكس إلى سفينة الصيد صباح يوم 13 يونيو/حزيران. وقد صورته كلتا الوكالتين من الجو لكن لم يتم إجراء أي عملية بحث وإنقاذ - بحسب الجانب اليوناني، لأن القارب رفض المساعدة. تلقت السلطات رسالة استغاثة عاجلة قيل إنه تم نقلها إليهم في الساعة 5.53 مساءً بالتوقيت المحلي عن طريق الخط الساخن للطوارئ من القوارب الصغيرة، والذي كان على اتصال بالأشخاص الموجودين على متنها.
قال اثنان من مصادر خفر السواحل لصحيفة الغارديان إنهما يعتقدان أن السحب كان سببًا محتملاً لانقلاب القارب. وبحسب الصحيفة، كان لخفر السواحل اليوناني سابقة مماثلة في عام 2014، حين تسببت محاولة لسحب قارب للاجئين قبالة سواحل فارماكونيسي في مقتل 11 شخصًا. وبرأت المحاكم اليونانية خفر السواحل، حينها، لكن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أصدرت حكم يدينه في عام 2022.
وردت مزاعم بأن أقوال الناجين تم العبث بها. إذ تم الإدلاء بجولتين من الشهادات اطلعت عليهما صحيفة الغارديان، الأولى لخفر السواحل ثم للمدعي العام. الشهادات المقدمة لخفر السواحل من قبل اثنين من الناجين من جنسيات مختلفة كانت نفسها عند وصف الغرق، حيث قالا: "لقد كنا كثيرين على متن القارب، والذي كان قديمًا وصدئًا ... ولهذا السبب انقلب وغرق في النهاية". لكن أمام المدعي المدني، بعد أيام، وصف نفس الناجيين حادثة جر القارب وألقوا باللوم على خفر السواحل اليوناني في الغرق. كما ذكرناجٍ سوري في شهادته لخفر السواحل أن السفينة انقلبت بسبب عمرها وازدحامها، ثم قال أمام المدعي المدني "أعتقد أن السبب كان سحب القارب اليوناني"
ألقي القبض على تسعة مصريين كانوا على متن السفينة بتهم تشمل القتل غير العمد والتسبب في غرق سفينة و تهريب مهاجرين. ونفى المتهمون ارتكابهم أي مخالفات. وبحسب معلومات صحيفة الغارديان، شهد متهم بوجود محاولتي جر، أسفرت الثانية عن غرق القارب. قال شقيق أحد المتهمين إن شقيقه دفع حوالي 3000 جنيه إسترليني ليكون على متن القارب، وهو ما يرقى إلى دليلا على أنه ليس مهربًا، على حد قوله.
في اليونان وخارجها، يحاول الناجون وعائلات الضحايا فهم ما حدث. قال ثلاثة ناجين باكستانيين إنهم سافروا جوا من باكستان عبر دبي أو مصر إلى ليبيا. اعتقد اثنان أنهما سيطيران من ليبيا إلى إيطاليا وصُعقوا عندما رأوا سفينة الصيد. يُعتقد أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين كانوا على متنها والبالغ عددهم 750 شخصًا هم مواطنون باكستانيون يسلكون طريقًا ناشئًا لتهريب الأشخاص إلى إيطاليا.
قال أحمد فاروق، أحد الناجين، في حديثه عن عملية الجر المزعومة: "أرادوا أن تغرق. لماذا لم ينقذوا الناس أولاً؟ إذا كانوا لا يريدون مهاجرين غير شرعيين، فليرحلونا، لكن لا تدعونا نغرق ".
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية