هل اعتقل النظام السوري مجنداً حرض زملاءه على التظاهر؟

الادعاء

تداولت مواقع وصفحات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، خبراً يدعي اعتقال أحد المجندين في صفوف جيش النظام السوري على خلفية دعوات نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع (فيسبوك) للتظاهر احتجاجا على الأوضاع المتردية والمطالبة بتحسين الوضع المعيشي.

موقع (أورينت نت) السوري شارك الادعاء في خبر نشره بتاريخ 20 آذار/مارس الجاري حمل عنوان "اختفاء عنصر بميليشيا أسد عبر عن رأيه ببشار وحرّض زملاءه على التظاهر" وأرفقه بمجموعة صور نشرت على حساب بموقع (فيسبوك) يحمل اسم محمد سلمان الحلو بينها صور لبطاقة الهوية الرسمية التي يحملها وتظهر فيها بياناته الشخصية، إضافة إلى لقطة شاشة لمنشور يدعو خلاله رفاقه للتظاهر احتجاجا على الأوضاع المعيشية والمطالبة بتحسينها.

ونشر موقع (الوكالة) الادعاء ذاته في تقرير رقمي نشر على صفحته بموقع (فيسبوك) بتاريخ 21 آذار/مارس الجاري، لافتاً إلى أن صاحب الحساب اختفى و"لم يُعلم مصيره بعد نشره دعوات للتظاهر احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية".

كما ساهمت بنشر الادعاء المشار إليه العديد من الصفحات على موقع (فيسبوك) ويمكن الاطلاع على عينة منها في جدول "مصادر الادعاء" نهاية المادة.

اقرأ أيضاً:هل رفض محافظ اللاذقية طلب تنظيم وقفة احتجاجية ضد السياسات الحكومية في سوريا؟

دحض الادعاء

أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً على موقع (فيسبوك) باستخدام كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء القائل بأن المجند محمد سلمان الحلو اعتقل على خلفية دعوة للتظاهر وجهها عبر حسابه الشخصي، فتبين أن الادعاء لا يستند إلى مصدر يُعتد به.

وأظهرت النتائج منشوراً على حساب شخصي بموقع (فيسبوك) يحمل اسماً مستعاراً يذكر خلاله أن حساب محمد سلمان الحلو كان مخترقاً من قبل مجهول قبل أن ينجح بإغلاقه، وأرفق صاحب الحساب عدة تعليقات على ذات المنشور تظهر أن الحساب حُذف بعد أن قدم للموقع بلاغاً به.

وفي شهر شباط/فبراير الماضي، نشرت مواقع وصفحات إخبارية وعامة منحازة للمعارضة السورية، خبر "انشقاق ضابط برتبة ملازم أول عن قوات النظام السوري بسبب الوضع الاقتصادي المزري"، معتمدة على منشور من حساب شخصي بموقع (فيسبوك) لشخص يدعى علي عيسى، ليتبين فيما بعد أن حساب الضابط المذكور كان مخترقاً من قبل شخص يدعى "أبو زيد" وهو هاكر سوري معارض حسب تعريفه بنفسه.

منصة (تأكد) تواصلت مجدداً مع "أبو زيد" وسألته فيما إن كان هو من يقف خلف المنشورات التي نُشرت على حساب المجند محمد سلمان الحلو، فأكد ذلك، مشيراً إلى أنه نجح باختراق حساب المجند وسيطر على هاتفه بالكامل قبل أن يُحذف الحساب من قبل إدارة موقع (فيسبوك).

وأرسل الهاكر السوري لمنصة (تأكد) صوراً تثبت أنه كان يسيطر على حساب الحلو قبل حذفه وهاتفه بشكل كامل، وطلب منه إرسال صورة له حاملاً هويته الرسمية بهدف تأمين حسابه بعد أن أوهمه بأنه يتواصل معه من شركة (فيسبوك)، مبرراً عملية الاختراق بأن المجند في جيش النظام أرسل لصديقه شتائم وتهديدات.

يشار إلى أن المجند محمد سلمان الحلو لم يعتقل وأنشأ حساباً جديداً على (فيسبوك) بتاريخ 20 آذار/مارس الجاري.

اقرأ أيضاً:هل انشق ضابط سوري عن القوات التابعة للنظام السوري بسبب الوضع الاقتصادي؟

الاستنتاج