هذه الصورة لا تظهر مشاركة سجانة من معتقل صيدنايا ب...
الأحد 22 كانون أول - احتيال
تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً ادعوا أنه لـ "أب فلسطيني يودع أربعة من أطفاله"، إلا أن التسجيل المشار إليه لأطفال سوريين قضوا في قصف بالأسلحة الكيماوية على غوطة دمشق عام 2013.
أحمد بريمو الجمعة 21 أيار 2021
الادعاء
تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً ادعوا أنه لـ "أب فلسطيني يودع أربعة من أطفاله"، وذلك في سياق الصور والتسجيلات التي انتشرت تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحظي التسجيل -الذي يظهر رجلاً جاثياً على ركبتيه يبكي بينما يستلقي على الأرض أمامه أربعة أطفال ورجل يرتدي بنطالاً عسكريا- بانتشار واسع على صفحات عامة وحسابات شخصية على موقعي فيسبوك وتويتر خلال الأيام الثلاثة الماضية، ويمكنكم الاطلاع على عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
اقرأ أيضاً:
- مؤسسات إعلامية عربية ودولية تتناول تقرير "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" بعناوين مضللة
- صورة الطفلين اللذين يعانقان بعضهما في المستشفى لم تُلتقط في فلسطين
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً عكسياً للتحقق من التسجيل الذي ترافق مع ادعاء يقول بأنه يظهر "أب فلسطيني يودع أربعة من أطفاله"، فتبين أن الادعاء مضلل.
وأظهرت النتائج التي حصلنا عليها باستخدام أداة (InVID) -التي تعتمد على تجزئة الفيديو إلى لقطات والبحث عنه بتقنية البحث العكسي- أن التسجيل منشور على موقع يوتيوب منذ العام 2013 لأطفال قضوا بـ "مجزرة الكيماوي" التي ارتكبها النظام السوري في شهر آب/أغسطس من العام ذاته بقصف المنطقة بصواريخ تحتوي على مواد سامة تسببت بمقتل المئات من السكان بينهم نساء وأطفال.
وعرضت المنصة التسجيل ذاته لنشطاء مستقلين كانوا يتواجدون في غوطة دمشق خلال تلك الفترة، وأكدوا أن الأطفال الذين يظهروا خلاله قضوا إثر استنشاقهم غاز السارين في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية التي كانت ترزح تحت حصار النظام السوري في تلك الفترة.
مجزرة الكيماوي في الغوطة بريف دمشق
بتاريخ 22 آب/أغسطس 2013 أصدر مركز توثيق الانتهاكات السوري VDC تقريراً اتهم خلاله النظام السوري بارتكاب "جريمة مروعة بحق المدنيين، أدت إلى سقوط مئات الضحايا والمصابين" وذكر المركز أن جيش النظام "قصف في أولى ساعات يوم الأربعاء 21 آب/أغسطس 2013 عدة قرى وبلدات في غوطتي ريف دمشق الشرقية والغربية بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد الكيماوية" ووصف ذلك الهجوم بـ "الأضخم منذ أن بدأ باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المناطق الثائرة".
ولفت المركز في تقريره إلى أن بلدات وقرى "زملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية ومدينة المعضمية في الغوطة الغربية تعرضت إلى قصف بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد السامة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن مئات المصابين".
واعتمد المركز في تقريره التوثيقي على الفريق الميداني التابع له والمتواجد في الغوطة الشرقية، والذي قام بعد الهجمات مباشرة بعمل زيارات ميدانية عاجلة غطت نحو 11% من النقاط الطبية التي استقبلت المصابين والضحايا في الغوطة الشرقية للحصول على شهادات من المصابين والطواقم الطبية والإسعافية، فضلا عن زيارة لبعض المواقع التي تعرضت للقصف بالمواد الكيماوية، للوقوف على حقيقة ما جرى وتقديم معلومات واضحة ودقيقة حول طبيعة الهجوم وضحاياه.
وفي 16 أيلول/سبتمبر 2013 أصدرت بعثة الأمم المتحدة المعنية بالتحقق من مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا تقريراً أثبتت فيه استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق يوم 21 آب/أغسطس 2013، إلا أنها لم تسم الجهة التي استخدمت السلاح نظراً لأسباب متعلقة بتقويض صلاحياتها.
التقرير الذي أصدرته اللجنة استند إلى أدلة والعينات البيئية والكيميائية والطبية التي جمعتها من المواقع التي استهدفت، مشيرة إلى أن كل ما سبق يؤكد أن الأسلحة الكيميائية استخدمت بواسطة صواريخ أرض أرض محملة بغاز السارين المثير للأعصاب في عين ترما والمعضمية وزملكا في غوطة دمشق.
كما نشرت "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" (OPCW) يوم 12 نيسان/أبريل 2021 خبراً باللغة الإنكليزية حمل عنوان "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تصدر التقرير الثاني لفريق التحقيق وتحديد الهوية"، وحمل الخبر عنواناً فرعياً يقول حرفياً "استنتج فريق تحديد هوية الجهة المنفذة أن وحدات من سلاح الجو العربي السوري استخدمت أسلحة كيماوية في سراقب في 4 شباط / فبراير 2018"، إلا أن مواقع تابعة لمؤسسات ووكالات إعلامية دولية نشرت أخباراً تناولت التقرير بعنوان مضلل، عملت منصة (تأكد) حينها على تفنيدها، يمكنكم متابعة التفاصيل هنا.
اقرأ أيضاً:
- هذه الصورة ليست من غزة وإنما من حلب
- فرنسا لم تصرح بأن "الدليل على استخدام دمشق للكيماوي" أصبح متوفراً لديها
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية