ما حقيقة وفاة المرشد الإيراني علي خامنئي؟
الاثنين 18 تشرين ثاني - احتيال
تداولت وسائل إعلام أجنبية وعربية خبراً زعمت فيه أن "طالبان قطعت رأس لاعبة منتخب الكرة الطائرة الأفغاني في كابول بداية الشهر الجاري"، إلا أن الادعاء مضلل، حيث أن اللاعبة توفيت قبل سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية.
فارس السوري الاثنين 25 تشرين أول 2021
الادعاء
تداولت مواقع إخبارية أجنبية وعربية خبراً زعمت فيه أن "طالبان قطعت رأس محجبين حكيمي -لاعبة منتخب الكرة الطائرة الأفغاني- في العاصمة الأفغانية كابول بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2021".
الادعاء نُشر بدايةً على موقع إندبندنت فارسي -النسخة الفارسية من صحيفة إندبندنت البريطانية- بتاريخ 19 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث نقل الموقع تأكيداً -من شخصية وصفها بأنها "مدربة الفريق الوطني الأفغاني للكرة الطائرة" ومنحها اسماً مستعاراً (ثورايا أفزالي)- بأن "اللاعبة قُتلت ولا أحد سوى عائلتها تعرف حقيقة وفاتها التي أخفت تفاصيل الحادثة بسبب تعرضها لتهديدات في حال نشر أي معلومات تشير إلى الجناة، وأنه من المحتمل أن هذه الحادثة حصلت بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2021".
بعد ذلك، نشر موقع (مونت كارلو الدولية) الخبر باللغة العربية يوم الجمعة 22 تشرين الأول/أكتوبر الجاري تحت عنوان "طالبان تقطع رأس لاعبة منتخب الكرة الطائرة في العاصمة الأفغانية كابول"، نقلاً عن موقع "إندبندنت فارسي".
ولفت الموقع إلى أن تقارير أخرى نشرت على الإنترنت أشارت إلى أن "حادثة القتل وقعت في أغسطس الماضي، في الفترة التي استولت فيه الحركة على أفغانستان"، مضيفاً "إلا أن مركز بايك للصحافة الاستقصائية أكد الخبر".
وساهمت العديد من المواقع الأجنبية بنشر الادعاء ذاته، بينها موقع (Mirror) البريطاني الذي نشره باللغة الإنجليزية بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر زاعماً أن "حادثة قطع رأس اللاعبة الأفغانية على يد عناصر طالبان حصلت بداية الشهر الجاري".
وحصد الادعاء تفاعلاً كبيراً بعدما ساهمت بنشره العديد من المواقع العربية مثل "سكاي نيوز عربية" و "الإمارات اليوم" و "العين الإخبارية" و "الحوار التونسي"، وغيرها العشرات من المواقع الإخبارية والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تجدون عدداً منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
اقرأ أيضاً:
هل يظهر هذا الفيديو هروب مدنيين من كابل بعد سيطرة طالبان عليها؟
ما حقيقة ظهور عائلة مسلحة خلال رحلة إجلاء من أفغانستان؟
أجرى فريق منصة (تأكد) بحثاً باستخدام أدوات مفتوحة المصدر للتحقق من صحة الادعاء القائل بأن "حركة طالبان قطعت رأس اللاعبة محجبين حكيمي في كابول"، فتبين أنه مضلل، وأن اللاعبة المذكورة توفيت قبل سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية.
حيث أظهرت نتائج البحث عبر كلمات مفتاحية مرتبطة بالادعاء صورة لبطاقة نعي اللاعبة الأفغانية ماه جبين حكيمي منشورة على صفحات أفغانية عامة على موقع فيسبوك، ذكر فيها أن تاريخ تأبينها هو 22/5/1400 بالتقويم الفارسي والذي يقابله تاريخ 13 أب/أغسطس 2021.
بمتابعة البحث باستخدام المعلومات المذكورة في النعوة، ومن خلال الاطلاع على حسابات ذوي اللاعبة في مواقع التواصل، توصل الفريق إلى حساب شقيقها Skandar Hakimi، فتبين أنه استبدل صورة حسابه الشخصي على موقع فيسبوك بصورة سوداء بتاريخ 7 آب/أغسطس 2021، قبل أن ترده عشرات التعازي على المنشور ذاته من قبل المعلقين.
وفي التاسع من الشهر ذاته، استبدل سكندر صورة حسابه بصورة فتاة ترتدي زيا عسكريا وأرفق معها نصاً قال فيه: "سأبقى دائما فخوراً بك أختي العزيزة".
كما رصد الفريق صورة لمنشور آخر نشره سكندر على حسابه على فيسبوك مخصصاً للأصدقاء ويشير به إلى سرور حكيمي -والد اللاعبة- وينعي فيه شقيقته ماه جبين حكيمي، مشيرا إلى أن تاريخ وفاتها هو السادس من شهر آب/أغسطس 2021،أي قبل سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول بتسعة أيام.
كما نشر موقع (altnews) صورة لقبر اللاعبة نقش عليها اسمها واسم والدها وتاريخ وفاتها باللغة والأرقام الفارسية، والذي يتطابق مع التاريخ الذي نشره شقيقها.
ورصد الفريق صورة أخرى لمنشور مخصص للأصدقاء كتبه سرور حكيمي -والد اللاعبة المتوفاة- بتاريخ 17 آب/أغسطس 2021 يظهر صورة اللاعبة وهي ملفوفة بكفن أبيض وعلى رقبتها آثار اعتداء، وبترجمة النص المكتوب في المنشور من الفارسية تبين أن منشور الأب جاء في سياق الرد على الأقوال التي زعمت أن اللاعبة انتحرت، بقوله: "أعتذر من اصدقائي وعائلتي عن نشر هذه الصور لأن هناك من يقول إن ابنتي انتحرت".
ونقلت وكالة "آماج نيوز" الأفغانية أول أمس السبت عن محمد سرور حكيمي، والد اللاعبة ماه جبين حكيمي، تأكيده صحة الأنباء عن وفاة ابنته، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنها "فارقت الحياة قبل استيلاء طالبان على كابل، متهماً عريسها بقتلها شنقا بواسطة حجاب ثم جر جثتها إلى الحمام، مضيفا أن هناك آثارا على عنقها تؤكد أنها تعرضت للضرب وأنها قتلت عمدا".
وأوضح أن "ماه جبين أقامت مع عائلة عريسها في كابل، وأنه في السادس من أغسطس الماضي، عندما كان في ولاية غزني، تلقى اتصالا هاتفيا من هذه العائلة تم إبلاغه فيها بأن ابنته انتحرت شنقا على نافذة حمام، واتهم الوالد عائلة العريس بالتواطؤ مع الشرطة المحلية ومسؤولين قضائيين بغية إخفاء هذه القضية، مبديا أمله في أن تلاحق طالبان المسؤولين عن قتل ابنته".
أما بخصوص مزاعم إعلامية عن قتل طالبان لابنته عن طريق قطع رأسها، رجح حكيمي أن زملاء رياضيين لها ينشرون مثل هذه الادعاءات بغية الفرار من البلاد، وذلك بحسب ما نقلت (روسيا اليوم) عن الوكالة الأفغانية.
في المقابل، نفى المتحدث الرسمي للمكتب السياسي لـ "الإمارة الإسلامية" التابعة لحركة طالبان محمد نعيم عبر حسابه على موقع تويتر بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري الاتهام بضلوع الحركة بحادثة مقتل اللاعبة حكيمي، وقال: "ما نشر من خبر مقتل رياضية باسم ماه جبين حكيمي من قبل الحكومة الحالية كذب وافتراء، ليس له أصل من الحقيقة، بعض المعلومات تفيد بأن هذا حدث في ظل حكم إدارة كابول السابقة، أي قبل دخول المجاهدين إلى كابول".
ما نشر من خبر مقتل رياضية باسم ماه جبين
— Dr.M.Naeem (@IeaOffice) October 21, 2021
حكيمي من قبل الحكومة الحالية كذب وافتراء ،ليس له أصل من الحقيقة.
بعض المعلومات يفيد بأن هذا حدث في ظل حكم إدارة كابول السابقة. أي قبل دخول المجاهدين إلى كابول.
يشار إلى أن حركة طالبان سيطرت على العاصمة الأفغانية عصر يوم الأحد 15 آب/أغسطس 2021، ودخل عناصر الحركة القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابل ومطار المدينة العسكري، وذلك بعد فرار قوات الأمن ومغادرة الرئيس أشرف غني إلى طاجيكستان.
اقرأ أيضاً:
هل دخل قيادي في طالبان قصر كابل بعد 20 عاما من دخوله إليه مقيدا بالسلاسل؟
هل يظهر هذا التسجيل إطلاق نار من مرشد للطلبة على تلميذ أفغاني؟
لقاح تأكد:
ندعوك لتلقي جرعات "لقاح المعلومات المضللة" لتحصن نفسك ضد الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة.
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية