ما حقيقة الوثائق التي زعم أنها تثبت مسؤولية الأسد...
الجمعة 13 كانون أول - احتيال
تداولت وسائل إعلامية وصفحات وحسابات بمواقع التواصل ادعاء، يزعم أو يوحي بأن وزيرة الخارجية البريطانية دعت تركيا إلى ترحيل اللاجئين على أراضيها إلى دولة رواندا الإفريقية، إلا أن هذا الادعاء غير صحيح.
نجم الدين النجم الاثنين 18 تموز 2022
الادعاء
نشرت وسائل إعلامية بينها "حلب اليوم" عبر حسابها في "فيسبوك"، السبت 16 تموز، خبراً يتحدث عن دعوة وزيرة الخارجية البريطانية ليزا تراس الحكومة التركية، لـ"الانضمام إلى خطة ترحيل اللاجئين إلى تركيا"، دون ذكر توضيح.
ونقلت وسائل إعلامية وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي الخبر المذكور، مدعية أن بريطانيا دعت تركيا لترحيل اللاجئين على أراضيها إلى دولة رواندا في إفريقيا، على غرار الخطوة التي اتخذتها الحكومة البريطانية مؤخراً.
ولقي الادعاء المشار إليه انتشاراً ملحوظاً في "فيسبوك" و"تويتر"، وشاركته صفحات وحسابات إخبارية، وحصد تفاعلاً ملحوظاً. يمكنك الاطلاع على عيّنة من مصادر الادعاء في الجدول أسفل المادة.
سياق الادعاء
كشفت الحكومة البريطانية في نيسان الماضي، عن خطة لترحيل طالبي لجوء من أراضيها إلى رواندا، وفق اتفاقية هجرة وقعها الجانبان، وتنص الاتفاقية على منح الأشخاص الإقامة والدعم في رواندا أثناء النظر في طلب اللجوء الخاص بهم.
وقالت الحكومة إن البرنامج سيكلفها 120 مليون جنيه إسترليني وسوف يثبط من يفكرون في عبور القنال الإنجليزي إلى الأراضي البريطانية، وفق ما أفادت "بي بي سي"،ولقيت هذه الخطوة اعتراضاً من جانب الأمم المتحدة، ومنظمات إنسانية معنية بشؤون المهاجرين.
تتبعت منصة "تأكد" الادعاء المتداول للتحقق منه، وللتأكد إذا ما كانت وزيرة الخارجية البريطانية دعت السلطات التركية لترحيل اللاجئين على أراضيها إلى دولة رواندا، وتبين أن الأمر ليس كذلك.
واطلعت "تأكد" على مصدر الخبر المنشور في صحيفة "صنداي تايمز" يوم السبت 16 تموز 2022، والذي نقلته أيضاً وسائل إعلامية أجنبية أُخرى مثل صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، واتضح أن وزيرة الخارجية البريطانية تحدثت لنواب البرلمان البريطاني في جلسة مغلقة، عن عزمها توسيع خطة ترحيل اللاجئين من بريطانيا إذا تولت هي رئاسة الحكومة البريطانية.
وبحسب ما ورد في الخبر فإن الوزيرة ستطلب من تركيا -في حال أصبحت رئيسة الحكومة- استقبال اللاجئين المتواجدين في بريطانيا على الأراضي التركية، ولم يأتِ الخبر إطلاقاً على ذكر ترحيل اللاجئين المتواجدين في تركيا إلى رواندا.
وبعد ساعات من انتشار الخبر المشار إليه، رد المتحدث باسم الخارجية التركية، تانجو بيلغيتش، بأن تركيا لن تكون مخيماً للاجئين أو حرس حدود لأي دولة، ولن تتحمل بأي شكل من الأشكال الالتزامات الدولية للدول الأخرى، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية.
وقال بيلغيتش: "نأمل أن تكون تلك المزاعم التي تناقلتها الصحافة عن تراس لا أساس لها" مضيفاً أنه "ليس وارداً بالنسبة لتركيا، التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم منذ 8 سنوات، أن تتحمل عبئاً أكبر بناء على طلب دول أخرى، أو تتخذ نهجاً يتعارض مع الأنظمة الدولية المتعلقة بحق اللجوء".
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية