ما حقيقة الوثائق التي زعم أنها تثبت مسؤولية الأسد...
الجمعة 13 كانون أول - احتيال
تداولت مواقع ووكالات إخبارية منحازة لـ "PYD" وأخرى للنظام السوري خبراً يدعي "وقوع قتلى وجرحى من الجيش التركي بانفجارين قرب قاعدة تركية في ريف تل تمر بمحافظة الحسكة"، إلا أن الادعاء غير صحيح، وأسفر الانفجاران عن وقوع جرحى في صفوف مدنيين من المنطقة فقط.
أحمد سرحيل الأربعاء 07 نيسان 2021
الادعاء
تداولت مواقع ووكالات إخبارية منحازة لـ "PYD" وأخرى للنظام السوري خبراً يدعي "وقوع قتلى وجرحى من الجيش التركي بانفجارين قرب قاعدة تركية في ريف تل تمر بمحافظة الحسكة".
حيث نشر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" خبراً يوم الثلاثاء 6 نيسان/أبريل، حمل عنوان: "أكثر من 10 قتلى وجرحى من القوات التركية في انفجارين قرب القاعدة التركية في ريف تل تمر".
وادعى المرصد أنه رصد "انفجار لغم أرضي بمجموعة من القوات التركية في المنطقة الواقعة بين قريتي قشقا والريحانية شمال غربيّ تل تمر بالقرب من القاعدة التركية ضمن محافظة الحسكة".
وأضاف أن الانفجار تبعه انفجار آخر أثناء قدوم مجموعة أخرى من القوات التركية، ما أسفر عن مقتل 4 جنود أتراك، وإصابة 7 آخرين، مردفاً أن "عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود إصابات خطرة ووجود معلومات عن قتلى آخرين".
كما قالت صحيفة الوطن المنحازة للنظام السوري أن مصادر محلية وميدانية في ريف الحسكة أفادت لها بانفجار عدد من الألغام الأرضية "بمجموعة من جنود الاحتلال التركي ومسلحي المجموعات الإرهابية التابعة لهم" بين قرية الريحانية ومزرعة الرياض بالقرب من الطريق الدولي M4، مضيفة أن معلومات مؤكدة أفادت "مقتل عدد من الجنود الأتراك وإصابة آخرين".
ونشرت وكالة سبوتنيك الروسية الادعاء أيضاً نقلاً عن "مصدر محلي"، حيث قالت: "ذكر مصدر محلي لوكالة سبوتنيك اليوم الثلاثاء أن عدداً من الجنود الأتراك قتلوا وجرحوا في تفجيرات قرب قاعدة عسكرية تركية في الحسكة شرقي سوريا، ما أسفر عن مقتل وإصابة 12 من القوات التركية".
كذلك ذكرت وكالة أنباء هاوار المنحازة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) أن مصادر خاصة أفادت لها "بوقوع انفجارات بوساطة 3 ألغام استهدفت جيش الاحتلال التركي في المنطقة الواقعة ما بين قرية ريحانية بكارة ومزرعة الرياض بالقرب من الطريق الدولي M4، وأسفرت عن مقتل عدد من جنود الاحتلال التركي وإصابة آخرين لم يعرف عددهم بعد".
وشارك الادعاء العديد من المواقع الإخبارية المنحازة للنظام السوري، وأخرى منحازة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)"، كما يمكنكم الاطلاع على عينة منها في جدول مصادر الادعاء نهاية المادة.
بحثت منصة (تأكد) عن مصدر الادعاء القائل بـ"وقوع قتلى وجرحى من القوات التركية في انفجارين قرب قاعدة تركية في ريف تل تمر بالحسكة"، فلم تعثر على أي مصدر معتبر عربيّ أو تركيّ أو أي دليل يدعم الادعاء.
وأجرت المنصة عملية بحث مركزة في المواقع والصفحات الإخبارية المهتمة بنقل أخبار مناطق شمال شرقيّ سوريا -مثل (موقع الخابور، الحسكة الآن، فرات بوست، نداء الفرات)- فلم تعثر أيضاً على أي خبر يتحدث عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش التركي مؤخراً في ريف الحسكة.
كذلك بحثت المنصة في موقع وزارة الدفاع التركية وحسابها الرسمي على تويتر، فلم تعثر على معلومات تفيد بوقوع قتلى من الجيش التركي مؤخراً في سوريا، حيث أن وزارة الدفاع التركية تنشر عادة أخبار مقتل عناصرها في المناطق التي تخوض فيها اشتباكات أو تتواجد قوات تابعة لها فيها، آخرها ما أعلنت عنه في شباط/فبراير الماضي بخصوص مقتل جندي تركي برتبة رقيب في هجوم نفذه مجهولون في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وقبلها أعلنت عن مقتل اثنين من الجنود الأتراك في هجوم شمال محافظة الحسكة.
بدورها، نقلت العديد من وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية التركية -منها وكالة الأناضول- عن مصادر أمنية تركية نفيها سقوط أي قتلى أو جرحى من الجيش التركي بانفجار في ريف الحسكة شمال شرقيّ سوريا.
وقالت الأناضول في خبر نشرته على موقعها الرسمي مساء الثلاثاء 6 نيسان/أبريل الحالي: "أوضحت مصادر أمنية أن الادعاءات القائلة بسقوط شهداء وجرحى جراء انفجار لغم قرب نقطة المراقبة التابعة للجيش التركي في ريف الحسكة غير صحيحة".
وتواصل معدّ هذه المادة مع الناشط الإعلامي علي النجار في مدينة رأس العين، والذي أوضح أن لغمين أرضيين انفجرا فجر الثلاثاء 6 نيسان/أبريل، شمال غربيّ تل تمر بالقرب من الطريق الدولي M4، مؤكداً وقوع جرحى مدنيين فقط من أهالي المنطقة، نافياً وقوع أي إصابات أو قتلى في صفوف عناصر الجيش التركي.
بيّن النجار للمنصة أن الانفجارين وقعا على خط التماس بين المناطق الخاضعة لـ"وحدات حماية الشعب" YPG التابعة لقسد، ومناطق "الجيش الوطني السوري".
© جميع الحقوق محفوظة 2024 - طُور بواسطة نماء للحلول البرمجية